التحالف الوطني السوداني Sudan National Alliance

مجلة رؤى

الطفل السوداني مهمل ثقافيا وهدفا لغزو الفضائيات ـ عبد الحفيظ أحمد الكاروري

06/09/2020
الطفل السوداني مهمل ثقافيا وهدفا لغزو الفضائيات ـ عبد الحفيظ أحمد الكاروري

عبد الحفيظ أحمد الكاروري متخصص في أدب الطفل

مايحتاجه الأطفال داخل وخارج السودان قناة سودانية خاصة بهم، تعني كثيرا بالجانب الثقافي والتراثي للطفل، وأن تأخذ من التقنية الحديثة الجميل فيها وتستفيد منها. يجب ان تكون قناة جاذبة للطفل، تركز علي النواحي التعليمية ببث مايحبه الاطفال. فالأطفال اليوم متعلقون جدا بالقنوات الفضائية لأن القائمين علي أمرها درسوا أحوال الطفل، وخبروا مايحبه، واستطاعوا إتقان اساليب جذب الأطفال. مثلا مناهج التعليم في الخارج تدرس أولا ميول الطفل، وتوفر له ما يميل إليه.
ما لفت انتباهي في أطفال السودان، ان الطفل السوداني يتغني بأغاني الكبار وفي ذلك خطورة كبيرة عليه، من حيث كلمات الأغنية التي يغنيها، ومن حيث اللحن الذي يؤديه. فكيف للطفل أن يغني بكلمات لا يفهمها؟ فالطفل له لحن خاص وكلمات خاصة تتناسب مع سنه ودرجة تفكيره. أغاني تعليم الصلاة والمدرسة وحب الوطن، وعمل مجلة للاطفال يصدرها الاطفال أنفسهم، ويقومون هم بالإشراف عليها بأنفسهم، في إعداد الرسوم، وتأليف القصص، تبقى ضرورة، لأن الاطفال هم الادري باحتياجاتهم. فكثير من الاطفال لديهم مقدرة عالية للكتابة، وهنا يكونون هم الأقرب لتوصيل ما يريدون من معلومات، لأنهم الادري بما يحتاجونه.
نحتاج الي مناهج مصورة، توضح المناطق الجغرافية، تنعش خيال الطفل. وعلينا أن نقوم بدبلجة الأفلام المناسبة للأطفال التي توجد فيها مادة تعليمية او ثقافية مفيدة للاطفال، لانها وسيلة سريعة، وجاذبة للتعليم. وهنا تأتي أهمية اللغة في حماية الفرد وتأمين هويته وثقافته، فلدينا ثقافة متميزة نتفرد بها في جميع أنحاء العالم.

مشكلتنا في السودان أننا لانتقن العمل كثيرا، والطفل ذكي يميز الأشياء، لذلك نجده ينفر من مشاهدة ما يبث ولا يعجبه. لدينا مبدعين كثر في تأليف الشعر وقصص الاطفال والمسرح، لكنهم يحتاجون الي تشجيع من الدولة والمجتمع وتبنّي أعمالهم. فالطفل السوداني مهمل ثقافياً، مما جعله هدفا سهلا لغزو الفضائيات. ومما لاحظته عدم وجود كيان جامع، او جمعية او نقابة تهتم بمن يكتب للاطفال. ان وجود مثل هذا الكيان مهم جدا لان وجوده يخلق قناة كي تسمع الجهات العليا او المختصة مدى اهمية هذه الامور.

ختاما أنصح الأسر السودانية في الداخل والمقيمة في الخارج أن تهتم باطفالها، وأن تتمسك بثقافتها وتراثها، اللذان يضاهيان غيرها من الثقافات، بدليل ان البعض قد أخذ بعض العابنا التراثية وعمل على تحديثها وقد صارت اليوم جزءا من ثقافته.

تنبيه: الاراء الواردة في هذه المجلة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.