# # # #
   
 
 
[ 23.10.2011 ]
أي حركة شعبية تعني؟ ـ أمير بابكر عبدالله




السبب الذي ساقته السفارة السودانية في العاصمة الأمريكية واشنطن، في بيانها حول خطاب عضو الكونغرس الأمريكي فرانك وولف الذي طالب فيه الرئيس اوباما بمعاقبة دولة ملاوي بسبب استضافتها للرئيس البشير في قمة الكوميسا، سبب يثير الشفقة أكثر منه يكسب تعاطفاً معها على نطاق المحيط الذي استهدفته ببيانها. 

جاء في البيان أن السيد عضو الكونغرس "المغضوب عليه من السفارة السودانية هناك" طالب بإسقاط عضوية ملاوي من برنامج تعاون تحديات الألفية، وجاء في البيان أن أصدقاء المستر وولف من الحركة الشعبية هم الذين دفعوه لهذا المنحى، وأن لهم الدور في إشعال الفتنة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بدعم من دافع الضرائب الأمريكي. كما لم يغفل البيان شكر ملاوي حكومة وشعباً الذي رفض الانصياع للضغوط الأمريكية.

دولة ملاوي هي المناط بها الدفاع عن موقفها في استقبال الرئيس البشير، وليس السودان، فهي التي تعرضت ل(ضغوط امريكية)، فما داخل السفارة السودانية في واشنطن. كان يمكن استيعاب ذلك إن صدر البيان المؤازر لملاوي ضد إسقاط عضويتها من برنامج تحديات الألفية من بعثة السودان لدى الأمم المتحدة، أو صدر من وزارة الخارجية السودانية. فدولة ملاوي لديها أجهزتها وآلياتها التي تعمل للمحافظة على مصالحها، وهي عندما استقبلت البشير كانت تدرك تداعيات ذلك.

أما السبب الذي يثير الشفقة، فهو قدرة الحركة الشعبية على توجيه النائب الأمريكي والتأثير على صنع القرار في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن تضغط أمريكا على دولة أخرى غير السودان. ولأن البيان لم يحدد أي حركة شعبية يعني؟ هل في الجنوب أم الشمال من استطاع ذلك؟ فالتقديرات ستظل مشرعة أبوابها على كثير من القراءات. الحركة الشعبية في الجنوب جاء رئيسها زائراً قبل أيام الخرطوم، وليس لديه غضاضة في أن يستقبل البشير، فما بينهما من قضايا عالقة تستوجب ذلك. وهي –الحركة في الجنوب- مشغولة بنفسها أكثر من اهتمامها بقضية القبض على الرئيس البشير، وإن كانت سفارتنا في واشنطن لا تذكر، فالحركة الشعبية هي من آزر البشير ودعم المؤتمر الوطني في الفترة الانتقالية حتى (تلك الانتخابات)، وشهد العالم اجمع بالقسمة بين الطرفين التي جاءت بالمؤتمر الوطني شمالاً والحركة الشعبية جنوباً.

أما إن كان البيان يقصد الحركة الشعبية في الشمال وان لها مثل هذه القدرة في إستمالة دافع الضرائب الأمريكي والتأثير على صناع القرار في الولايات المتحدة لتضغط على دولة ملاوي بسبب استضافتها للبشير، فهذا مدح للحركة الشعبية في الشمال بما يشبه الذم، وعشاق اللغة العربية يدركون خفايا البلاغة وازقتها. وبهذا المعنى فعلى الرئيس البشير أن لا يغادر البلاد، ويبقى في القصر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، إذا اعتبرنا ان الحركة الشعبية في الشمال بدأت نشاطها الفعلي في مايو الماضي بإندلاع الحرب في جنوب كردفان، ففي خمسة أشهر استطاعت أن تخترق قاعدة صناعة القرار واستمالة دافعي الضرائب في امريكا لمؤازرة مواقفها. أو يكون الكونغرس الأمريكي ما عندو شغلة غير أصدقائه من الحركة الشعبية.

ألم يفكر صائغ البيان في الجمهور الأمريكي الذي يستهدفه ببيانه وانه هو دافع الضرائب المعنية، أم البيان خاص بجماهير الشعب السوداني لتعلم مدى إنتشار وتمدد الحركة الشعبية؟



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by