# # # #
   
 
 
[ 26.05.2011 ]
أحزان بحجم الوطن ـ أيمن عادل أمين




صديقى الوريق

تحايا من بلاد نعرفها وصرنا لا نعرفها من أرض تعرفنا وصارت لا تعرفنا ولكن على كل حال فهى تعنينا

تعنينا بليالى طويله وأصوات رنانه فى ذاكرة صمتنا... بلاد صارت دويلات وو طن ممزق الأحشاء...

أكتب إليك من أرض إحتضنت ليالى ساهده وزاهده فى البساطه ...

بلادى تلك الأرض بحميم أعيادها و طبل نوباتها...

و حلقات الذكر من شيخ يبكى وآخر يترنح فى حالة زهد روحى مجيده ....

هذه الأرض أنجبت صديقتك التايه وهى تعج بالكثير عــــــازه كما كناها الخليل فى خيال موسيقاه....

بلاد نامت كى تصبح بلدين بلاد نامت حزينه تمنت أن لا ترمقها شمساًً من جديد....

أكتب إليك من أرضى ذات المليون ميل فى جغرافيا العالم ...

ومليون هم مربوط على أعناق أهليها...

أتذكـــر ملامح الخرطوم وبقربك أبنوسيه تنادى بإسم السودان الجديد يا لحزنى على هذا الجديد...

وتلكم الكم الهائل من فارعى الدينكا يرقصون طرباً على أنغام عودة قـــرنق....

كنت أرمق جيمس قوج وهو كما الأطفال صباح العيد يركض بالشارع طــــرباً عميق..

لويس أيضاً كان يبكى بعمق ...

بكينا فـــرحاً وضحكنا حـــزناً على ما آلت إليه بلدى...

لم نكن نعلم بأن نيفاشا ستبكينا ملئ أنفسنا وتمضى ...

لم نكن نحلم بعذاب هذا الجيل...

جيل تعذب وبكى ما بكى...

حزنى الأن يفوق حد الإحتمال حتى فنجان القهوه إسودت ملامحه معلن حزناً دامس ...

كنت أرمق الأصدقاء بقربي وصرت الأن وحدى لاهث أدور بإقليم الشمال هكذا أكنيه...

أبحث عن أصدقاء طرزوا بذاكــــرتى لحن طروب من أنغام الوازا والنقاره....

ومهـــر من أبقار حلمت معهم...

أبكى بعمق تركوا الباب موارب لا بل حقاً الأن الباب مغلق ....

تلك الأبنوسيه وهى تبكى قـــرنق وأنا أرمق نظرتها لأرى وطن ممزق وطن صار ليس لنا....

صرنا نحمل أمتعة الحــــزن ونبحث عن صاحب نتشارك قوتنا من حزن ونسب ونلعن هؤلاء...

هؤلاء أعلمهم جيداً وأعلم غذارتهم الدامغه وألسنتهم تعوى طرباً وفرحاً بتمزيق أحشاء ميري....

ألبرتو كان يزاملنى فى الدراسه كان يحلم بأن نمتطى وطن يحتملنا والآخــر...

يا لصفاء حلمك ياصديقى ويا لبؤس الحال !!؟؟

كنا نتربع على حلم مشروع الجزيره وأن لنا وطناً ذو مليون ميل مربع وأحيان كثيره أكبر بلد بأفريقيا....

صرنا بلا مشروع صرنا دون المليون وأدنى ....

لويس صديقى كنت أود أن أحادثه وهو هنا صرت لا أعلم أين هو؟؟؟

عشاء محزن وأصدقاء تتلهفهم ولا تجد سوى عناوين أخبار محزنه وجوبا وإن طال السفر...

تربع الهم فى عاصمة الهم خرطومهم هى ليست أمنا التى نعلم...

صارت متاريس صارت غابات من الهم الكثيف...

حتى الشارع لم يعد بذات الوفاء فهو حــزين جداً...ً

تلك الأرجـــل الفارعه الطول والسمره ودعته ورحلت ورحلت كل الهتافات...

رحلت معهم كل أحلام الممكن من وطن...

حتى الأن الكـــآبه تمتد حلماً لهذا الوطن...

الشدائد عز الوطن ...

الحـــــزن


الحزن يا صديقي

مارك فاتنى باسماً حين تناقشنا عن التعليم والبنا التحتيه لجنوبى الأسمر

كان يردد كلمه واحده (سوف نمضى دون كل شي)

تذكرت تلكم الشعارات (الميته ولا العيش المهين) جادت معنى بحد حزنه فودعنى ومضي ....

ومضيت أنت مرة أخــــرى لابد لنا من نور وضياء فالطريق الأن مظلم حقاً...

مظلم بسواد الحزن يا صاحب



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by