# # # #
   
 
 
[ 25.05.2011 ]
المبدع الفنان: اللواء الركن جلال حسن حمدون ـ عبد العزيز خالد العمدة




بسم الله الرحمن الرحيم
 المبدع الفنان
اللواء الركن جلال حسن حمدون ـ عبد العزيز خالد العمدة

النشأة والتكوين:-


في العام 1968م كنت ملازما جديداً أعمل بحامية نيالا، فنقلت منها إلي الفاشر ووصلنا عصر يوم خميس وفي بداية المساء سمعت دندنة جيتار ...(أنا والنجم والمساء) من أمام الغرفة المجاورة فخرجت لأجد ضابطاً أسمراً طويلاً أنيقاً توقف  عن العزف وحيانى، أنا النقيب جلال حمدون وتعارفنا.

ولد اللواء جلال في أم درمان في العام 1941م في حلة عمر سليمان غرب جبل  أولياء ولكنه درس المدرسة الأولية والمدرسة المتوسطة في عطبرة بحكم عمل والده فى مصلحة السكة حديد، وحين وصل عطبرة  كان عمره ثلاث سنوات، وأهمية النشأة والتكوين أنها تؤثر في الفرد وربما دون إدراك الفرد نفسه وإحساسه بحجم هذا التأثير وأشير هنا إلي مدينة أم درمان وعطبرة، فكلتا المدينتين لعبتا دوراً في إنسانها لخصوصية كل منهما، والتأثير يمتد إلى القبيلة لأنه من الصعب أن تعبر ثقافة وفنون قبيلة سودانية أو طائفة عن ثقافة وفنون القبائل الأخرى من حيث الكم والنوع - ولكن المدن التى تحتضن التنوع الثقافى والفنى عادة ما يكون تاثيرها ضخماً لمحصلة فنونها جميعها مما يساهم في النهوض وتقدم إنسانها المتعدد فنياً. فمدينة أمدرمان تتميز بقدرتها على إحتضان الثقافات المتعددة وإنتاج ثقافة تعبر عن محصلتها جميعها...في حين مدينة عطبرة تنفرد بثقافة عمالية شعبية فيها صوت القطار وحركته ونلحظ ذلك في النصوص الشعرية والألحان، نموذجا: حسن خليفة العطبراوى ... أنا لن أحيد ... ياغريب ياله لبلدك - حتى الألحان العاطفية صوت القطار ظاهر فيها .

 اللواء جلال تأثر بالبيئة الأمدرمانية وبيئة السكة حديد العطبراوية حتى أنه يقول خلال دراسته في المدرسة الوسطى كان يذهب وزملاؤه إلي مكتبة دبورة الشهيرة ويسمح لهم بالقراءة مجاناً. ويستمعون إلي النقاشات التي تدور بين دبورة وعدد من الشعراء والأدباء الذين يجتمعون في المكتبة - ونفس هذا التأثير نلحظه في الشعراء إبراهيم سيد أحمد وحاج حمد عباس.

ينتقل اللواء جلال إلي العاصمة ويبدأ دراسته بمدرسة الخرطوم الثانوية وفى ذلك الزمان كانت المدارس الثانوية تفور بالنشاطات والجمعيات (العلوم - البساتين -الجمعية الادبية جمعية الفنون... إلخ) وفى الأخيرة وجد اللواء جلال نفسه فأنطلق ودخل المنافسات فى الفنون التشيكليلية والشعرية الساخنة وكان من الشعراء أبو آمنة حامد - وعثمان عبد السيد وآخرين ولاحظ الأستاذ الشاعر مصطفى عبد الماجد إمكانيات جلال فظل يشجعه وطلب منه كتابة قصيدة شعرية غنائية.

ونعود إلي بيئة مهمة أثرت فى  التكون الثقافى لجلال، فجده حمدون كان شاعراً يكتب شعر الدوبيت وبفراسته رأى في حفيده  مشروع فنان، وربما شاعر في المستقبل فميزه من دون أبناء الأسرة، وكان جلال يجلس أمام جده ويطلب منه أن يقرأ له شعراً ورغم صعوبة مفردات البادية خاصة بالنسبة لصغر سن الحفيد إلا أنه كان يستمتع بها ويقول جلال أن جلساته مع جده أثرت في حبه للشعر. يمكن القول أن البيئة الأسرية والأمدرمانية والسكة حديد العطبراوية وضعت الأساس للفنان والشاعر جلال حسن حمدون ...

فى بحثنا عن(الجيش والثقافة) نسعى لتأكيد مدى تناقض أو تطابق أخلاقيات مهنة العسكر ومهامهم القتالية مع دروهم الثقافى الفنى، وبالتالى تأثيرهم علي مجمل الهوية الثقافية السودانية التى من أهم عناصرها الآداب والفنون، وبما أن الهوية الثقافية هى المكون الأساس للهوية السودانية فإن تأثير الجيش بعدده الكبير والتنوع داخله سيكون بالضرورة ضخماً موازية لحجمه فى عملية الحوار والتلاقح الثقافى عبر إبداعهم الأدبى الفنى. للوصول إلى هوية سودانية متصالحة مع نفسه عبر هوية ثقافية. وأخترنا فى هذا البحث نماذج من الفنانين العسكرين إشارة للدور المحوري لتبادل الأجيال وتوارث الخبرات - الثائر المفرد - الفنان الصاغ محمود ابوبكر- الموهبة والإبداع الفريق جعفر فضل المولى - المثقف النبيل العميد سيد أحمد العمدة - المبدع الفنان اللواء جلال حسن حمدون.

اللواء جلال في إحد لقاءآتى معه يرى أن الجيش بإنضباطه يمكن أن يؤثر على السلوكيات وليس الموهبة، وفى ذلك جزء من الصحة، ولكن تظل الحقيقة أن إحتراف مهنة العسكر تصنع الإبداع وتضيف إلى الموهبة، وهنا نشير إلي جزئيتين للدلالة - الأولى: التجربة العملية للفنانين الذين تم إستيعابهم كعسكرين ... بشير عباس - أسماء حمزة - عمر الشاعر -  سمية حسن - عبد اللطيف ود الحاوى...الخ.

والثانية: والأهم أن الموسيقى هى الضلع الثالث في الجيش بعد التدريب والتسليح إضافة للعلاقة بين الشعر والغناء ومشية العسكر لذلك نتحدث عن تأثير مهنة العسكر علي إبداع الفرد الذي يتم تجنيده . لذا فإن العميد جلال يثير جزئية في غاية الأهمية بحصره التأثير في السلوكيات لأن عمليات التأثير سواء المباشر أو الغير مباشر عبر وسيط ليست دائما علاقات واضحة محددة من نوع علاقة العلة والمعلول . خلافاً للتقليد أو الإقتباس. والفرق هنا أن هذا البحث (الجيش والثقافة) يتناول تأثير البيئة سواء الأسرية أو الجغرافية بتركيز على البيئة العسكرية التى نرى في الأزمنة الحاضرة دور العسكر السياسى وطغيانه وجبروته بدلا من دورهم الثقافى والفنى الذى يدخل عميقا في الوجدان ينتج وئاماً شعبياً يخلق حاله نفسية من الإلفة والمحبة. جلال ربما قادته الظروف،  الإنضمام إلي الجيش فقد كان طالبا بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد  ورأى أصدقاءه  يقدمون لدخول الكلية الحربية فقبل ضمن الدفعة (15) بل كان أول الدفعة.

الموهبة والإبداع عند جلال :

اللواء جلال يمتلك مواهب متنوعة فهو شاعر رقيق لأنه عاطفى بتكوينه رغم المهام العسكرية القتالية . وموهبته بدأت منذ صغره فأول نص كتبه في العام 1956م.وهو تلميذ بالمدرسة المتوسطة بعطبرة وعمره خمسة عشر سنة ونشر النص بصحيفة الأخبار التى كان يرأس تحريرها وقتها الأستاذ رحمى سليمان - وكتب النص باللغة الفصحى مما ساعد علي نشرها بعد ذلك في عدد من الصحف السودانية وفي مجله العربى التي تصدر من مدينة الدوحة.

وتشجيع أستاذه  مصطفى عبد الماجد لكتابة الشعر الغنائى أثمرت نصوصا جميلة وكانت البدايات  في العام 1967م  حين طلب منه الفنان صلاح بن البادية كتابة نصوص غنائية باللغة الدارجية وتسليمها للجنة النصوص وفعلاً تم إجازتها.
وكانت الأولى (معزة) التي أخذها الموسيقار الملحن (ود الحاوى) لكنها لم ترَ النور، والثانية أخذها الفنان عثمان حسين (شمس البلد)، ويقول جلال أنه لايعرف مصيرها إلا أنها أيضا لم ترَ النور. وبعدها إنطلق جلال في كتابة الشعر الغنائى فصيحا ودارجا ولكنه كان يحتفظ به لنفسه ويقول فى ذلك إن عدم نشره يعود إلي الضوابط العسكرية وإن كنت أرى أن الأسباب الأساسية ربما تعود إلي شخصية اللواء جلال نفسه التى تبتعد عن الأضواء الكاشفة وتسليط الأضواء . ولنا أن نتصور لو إتجه اللواء جلال إلي الفريق جعفر فضل المولى حين عين الأخير قائداً لسلاح الموسيقى في العام 1969م لشكلا ثنائيا عجيبا ومدهشاً...

اللواء جلال كما ذكرنا متعدد المواهب فهو عازف ماهر للعود وعازف للجيتار والفلوت ويلعب بآلة الأورجن بأصابع ذهبية – وفنان تشكيلى وخطاط ولاعب كورة كما نقول عندنا (كفر /ووتر) حتى أنه لعب لهلال الأبيض - الفاشر – بورتسودان، ووقع لهلال العاصمة، يمكن القول أن جلال فنان، فالفن ليس فقط وسيلة للمتعة ولكنه شرط من شروط الحياة الإنسانية وأحد وسائل الإتصال بين الناس يساهم في تطور ورقى الشعوب، ويرى جلال أن الجماليات ليست مربوطة بالمهنة خاصة الكتابة.

وتجربتنا فى السودان تشير إلى أن كثير من الفنانين كانو ينتمون إلى مهنة يعتقد البعض أنها ليست لها علاقة بالفن - الترزى- الحداد - الحلاق - البناء  - الطباخ...الخ. لكنى أعتقد أنها مهن ترتبط بالفن وكذا مهنة العسكر. وجدلية علاقة المهنة بالفن ما زالت مستمرة حتي يومنا الذى نحن فيه، مثله مثل مفهوم الجمال والإبداع والفن، وفى جلسة إستماع في منزل صديقى الموسيقار السنى الضوى ذكر الأستاذ الفنان أحمد الطيب (البحراوى) أن مهنته كمعلم لها علاقة مباشرة بالفن – فالمعلم مغنى ومسرحى...مغنى لأنه حين يتحدث بالفصل يستخدم صوته فى مساحات مختلفة علواً وهبوطاً ؛ ومسرحى، لأنه يحاول بتحركه وحركاته إيصال المادة التى يدرسها إلى الطلاب.. فالطلاب يمثلون المتلقى لإبداع الأستاذ المغنى المسرحى. حتي فى أسرة اللواء جلال الصغيرة نلحظ هذا النموذج فله بنتان وثلاث  أولاد من زوجته ( الركابية) أمال عامر محمد عبد القادر:

.د/عبير أخصائية باطنية
د/ اريج جراحة اذن والانف والحنجرة.
محمد - مهندس نظم وإتصالات.
أما دراسة الإقتصاد التي توقف عن دراستها بجامعة الخرطوم للإلتحاق بالجيش فقد عوض ذلك بإثنين من الأبناء خريجى إقتصاد.. عصام الدين وعماد الدين .
ومن زوجته الثانية (العبدلابية) فتحية محمود احمد الزين فله منها اخر العنقود أسعد.

ولاحظت أن معظم أبناءه لهم علاقة بفن التشكيل كما أن المشرط والسماعة مثل الريشة عند الفنان التشكيلى أو الخطاط.

رغم كل هذه الآلات التي يعزفها الفنان المبدع جلال إلا أن إهتمامه الأول هو الفن التشكيل حتي 1973م، بل يمكن القول أن إبداعه التشكيلى كان بوابته لبقية ضروب الفن - وبدايته  كانت بالصفارة التي إنتقل منها إلي آلة الفلوت منذ كان طالبا بمدرسة -  أما الجيتار فقد كان هدية من أستاذ الفنون بمدرسة الخرطوم الثانوية حين فاز باحدى مسابقات الرسم .

اللواء جلال يلعب آلة الأورجن منذ عام 1966م حيث تحصل عليه في رأس أولو بجنوب السودان  -  وإنتهى المطاف بأورجن جلال إلي الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر. وآخر الآلات التى تعلمها ويجيد عزفها الآن كانت العود في عام 1978م بمدينة أبو ظبى حيث كان منتدبا كقائد ثانى لقائد قوات الدفاع الجوى. والعود كان يملكه الفنان التاج مكى، وفي عام 1980م إمتلك عوداً خاصاً به.

إجادة العزف علي هذه الآلات دفعه إلي دراسة الموسيقى  لمدة ثلاث سنوات تحت أساتذه عمالقة.. محمد سيف الدين علي – د/ يوسف حسن صديق ووليد زاكى الدين. ولحن كثير من شعره - كما لحن  لعدد من الشعراء نموزجا - عبد الله البشير - أحمد سعيد النور- هاشم الجبلابى. اللواء جلال عضو في إتحاد المهن الموسيقية كملحن .. لذا يمكن القول أن جلال أحد مروق العسكريين الفنانين، أثر على  الحياة الفنية بإبداعاته اللحنية والشعرية .

حديقه جلال الغنائية :

يمتلك العميد  جلال حديقة مشكلة من عدد مئة ستة وثمانين لحنا (186) وعدد (28) ثمانين وعشرين نصا تحت التلحين – وله اربعة مجموعات شعرية كل مجموعة مكونة من ستون نصا شعرياً (60).

كما تحتوى حديقته الشعرية علي مجموعات شعرية باللغة الفصحى وهي أيضا مكونة من أربعة مجموعات - كل هذه المجموعات تحت الطبع، وهذه دعوة مني للناشرين أن يساهموا في طبعها لترى النور وتصبح حديقة عامة يمتلكها الجمهور . في العام 2005م دخل اللواء جلال في منافسة مهرجان ميلاد الأغنيات بأغنية (سر هواى) التي غناها الفنان الطيب التقلاوى وأحرزت المركز الأول – وفي المهرجان الثانى شارك بنص شعرى (جيتى من وين) غناها الفنان فتحى الزين، ورغم أنها لم تحرز المركز الاول إلا أن الحضور كان متجاوبا معها، بل وصفق لها وظل مردداً مع الفنان كلماتها . وقد غنى عدد كبير من الفنانين كلمات جلال ولكنا نلحظ إرتباطه بالشباب من الفنانين وقد غنى له من الفنانين كمال ترباس - الطيب مدثر - سمية حسن - جمال فروفور - محمود تاور-الطيب التقلاوى  (مطرب الفنانين) - الأمين عبدالغفار - عماد أحمد الطيب - عادل مسلم - حسن شرف الدين - ياسر بورتسودان - وليد زاكى الدين - حمدان ازرق - بلال عبد الله – ندى القلعة  ....الخ.

* بالله عليكم تمعنوا فى بعض كلمات (سر هواى)

قلت إمكن كلمة منك
روحت جاى واللا جاى..
أصلى سرك مت بيهو
ومافى زول شافك معاى..
طيب إيه الخلى طيبك
يملأ كل الساحة فل..
والسحاب بتلم ويمطر
إنبهار ودعاش وضل..
حتى قال للسكة تضحك
لما نونانك تطل..
يبقى لازم قلت كلمة
ورت الناس سر هواى.

 

*وفي قصيدة (الشمس غابت) التى تغنى بها الفنان محمود تاور يقول جلال :

قلت بتجى واصلا
ماك ناوى في الجية..
وانا فى انتظار عنييك
مما الشمس حية ..
لاجيتنى متاخر
فرحت عنييا ..
 ولا حتى اهتميت
تجى تعتذر ليا..

 وفي (جيتى من وين) يقول:

هسة لو ما نور عيونك
الشمس تطلع متين..
والورد لو ما خدودك
كان حيلقى نضارو وين..
دا الغنى البيجى عنك إنتى
أى غنية بغنيتين..
ويبقى لي حق كان عشقتك
إنتى عشقك ملك عين..

*كتب اللواء جلال نصوصا غنائية لقبيلته الجموعية وقد أشرنا من قبل أنه يصعب  أن تعبر ثقافة وفنون قبيلة سودانية أو طائفة عن ثقافة وفنون القبائل الأخرى - لذا يبدو أن الذين يتحدثون عن صياغة الإنسان السودانى وقولبته، فى حقيقتهم يعادون الآداب والفنون، ويعاندون ويرفضون الإعتراف بالتنوع وإمكانية التعايش السلمى والوحدة عبر التنوع الثقافى للوصول إلى هوية سودانية متصالحة مع نفسها وهويتها الثقافية.
 
نحاس ود  ناصرالرزام
هدر حلق صغيرها وحام
وابوي الملك سديد الراى
بكاتل في الصفوف قدام

منو الغيرو بكرم الضيف
وزينة بيتو مصحف وسيف
انحنا القايلة عز الصيف
جموعية كما وكيف
ملينا البر خيول ورجال
وقدمنا العشارى القيف

*وكتب الواء جلال عن الوطن مثل ما كتب عن القبيلة، وبوعيه أدرك الوظيفة الإجتماعية للشاعر ولذا كتب شعراً فى علاقة تناغمية مع مجتمعه  ووطنه - وإبتعد عن علاقة الشاعر بالسلطة وفى هذا يمكن القول أن الشعر عند جلال بديلا للحرب بمعنى منتجا وئاما شعبياً للمحبة والفرح والسلام.

ففي قصيدته (هم الوطن).

همى تسلمى يا بلادى
لاجعان فيك ولامريض..
الخريف يجى في ميعادو
ونور جبينك يزيد وميض..
ويوصل النيل لضفافو
ويملا مجراه ويفيض..
ويبقوا فيك الناس حبايب
والنقيض اجى النقيض..

وفي قصيدة (أمى دارفور) ودارفور عمل فيها اللواء جلال كضابط للإشارة قادما لها من الجيش وقبيلة الجموعية .
أمى دارفور الحبيبة 
البيحصل ما شبهنا..
 نحن في حضنك ربينا
وكنا في خيرك بنهنا..
والحصل ما كان حيحصل
لينا لو كنا إنتبهنا ..
القرى المحروقة وصمة
والدم المهدور حرام..
المزارع حسكنيت
والعشر في الترعة قام ..
والصغار نزحو بعيشو
في الرواكيب والخيام..

إننا فى هذا البحث من مروق العسكرين الفنانين، اللواء جلال نموزجا لا نُصبغ الأوصاف  عليهم إعتباطا وإنما محاولة للغوص فى الجيش والثقافة وحين نقول المبدع الفنان اللواء جلال حمدون فإننا نلمس الفن لأن الفن كما قال تولستوي:  هو القدرة على عدوى المشاهد او المستمع بما يحسه المؤلف - والابداع الفنى يكمن في قدرة المؤلف على أن يستدعى إلي نفسه شعوراً مرَ به يستدعيه عن طريق  الحركة المباشرة أو الخطوط  أو الألوان أو الأصوات النماذج الصور الفنية التي تتلخص بالكلمات .

أى الفن هو هذا النشاط الإبداعى الإنسانى المتمثل في أن إنسانا فرداً ينقل بوعى وبإشارات خارجية المشاعر التى أحسها أو يحسها للآخرين ..بحيث يحسون نفس المشاعر. وجلال كان واعيا لدوره الإجتماعى، إبتعد عن جوقة شعراء السلطة، ونقل مشاعره للآخرين،  وها نحن نحس نفس المشاعر بل وتنتقل العدوى من أحد مروق العسكرين اللواء الركن جلال حسن حمدون.

عبد العزيز خالد العمدة
حلفاية الملوك
مايو 2011م

 المرجع:tahalof.org



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by