# # # #
   
 
 
[ 24.05.2011 ]
في السيرة السياسية (7) ـ أمير بابكر عبدالله




وحدة قوى السودان الجديد واحدة من الأهداف الاستراتيجية لحزب التحالف الوطني السوداني، وهو هدف ديناميكي، فإذا كان يمثل غاية في مرحلة ما فهو من آليات بناء "الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة"، بل يمثل العمود الفقري لبناء وحماية واستدامة تلك الدولة المنشودة. لم يأل التحالف جهداً ولم يدخر وسعاً في سبيل تحقيق ذلك الهدف، وظل متحركاً في كل الفضاءات الممكنة لرؤية هذا الحلم حقيقة تمشي على قدمين.

قوى السودان الجديد، من وجهة نظر التحالف، هي كل القوى التي تؤمن بالمشروع الديمقراطي النهضوي الشامل، والقادرة على إستيعاب مفهوم التعدد والتنوع وتفعيل ميكانيزماته وتطويرها بما يسمح بالتعايش السلمي بين الثقافات، وإثراءاً لعملية التفاعل الإيجابي بين المكونات الثقافية والدينية والعرقية والسياسية التي تميز السودان. وهي قوى تمثل قاعدة عريضة من مكونات المجتمع لها المصلحة في تحقيق هذا المشروع، وبالتالي الدفاع عنه وحمايته متى ما توفرت الشروط اللازمة لذلك.
على رأس تلك الشروط تأتي وحدة تلك القوى بالصيغة التي تحقق إستمراريتها وتفجر قدراتها على العطاء، طالما ظلت هذه الصيغة توفر لها المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار. تشمل هذه القوى احزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وجماعات أهلية وقطاعات مهنية وحتى أفراد ظلوا يؤدون ادواراً مهمة في الحياة السياسية والثقافية والفكرية. ظلت مجهودات كل تلك القطاعات والقوى المبعثرة مبعثرة فعلاً وليست ذات تأثير ساطع، وحتى نجاحاتها يمكن الإلتفاف حولها بمرور الوقت لافتقارها الدعم الجماهيري لأنها بتبعثرها هذا لا توحي بالثقة وليست لديها القدرة على الدفاع وحماية مصالح تلك الجماهير.

في إطار هذا المشروع الكبير ظل التحالف يتحرك على عدة مستويات، مستوى تحالفات برنامج الحد الأدنى التي تضم قوى سياسية متباينة الرؤى والمواقف تلتقي في إطار أهداف محددة (التجمع الوطني الديمقراطي، تحالف القوى السياسية وغيرها)، ومستوى آخر يرتفع فيه مستوى الاتفاق إلى حدوده العليا التي قد تصل إلى مرحلة الوحدة.

العديد من المبادرات التي أطلقها أو شارك فيها التحالف في هذا الصدد، خاصة خلال حراكه في فترة التجمع الوطني الديمقراطي (عليه الرحمة). فقد ظل يدير ويشارك في حوار منتظم مع كافة القوى التي يشملها المشروع الديمقراطي النهضوي ويستهدفها، فكان ان عقد تحالفات معلنة مع بعض القوى داخل التجمع تلتقي معه في تلك المستويات العليا.

حتى التجمع الوطني الديمقراطي كانت الرؤية أن لا يكون نادي مغلق بل ينفتح على كافة القوى السياسية المعارضة. لعل هناك موقفين للتحالف تحفظت عليهما بعض القوى داخل التجمع: الموقف الأول عندما دعا التحالف د. لام اكول للإنضمام للتجمع بدلاً من التوقيع على إتفاقية الخرطوم للسلام، وكانت تلك الدعوة مبنية على عدم دفع أي قوى في اتجاه النظام الحاكم طالما كان ذلك ممكناً. الموقف الثاني كان عندما تقدمت حركة القوى الجديدة "حق" تحت قيادة الراحل الخاتم عدلان بطلب إنضمام للتجمع الوطني، كان موقف التحالف واضحاً في أهمية قبول أي طلب من أي قوى معارضة، بل تجاوز التحالف الموقف الرافض لبعض قوى التجمع واتفق مع الراحل الخاتم على إستضافته لأي قوة وتدريبها وإعدادها ميدانياً، وهو ما تم فعلاً حيث إلتحقت مجموعة محدودة من "حق" بمعسكرات التدريب وأنتهت تدريبها لتستقل بعدها بالعمل وفقاً لرؤية حزبها.

إن الدعوة لوحدة قوى السودان الجديد لن تتوقف وستتحقق، لأن تطور المشهد السياسي السوداني في المستقبل يتوقف على وحدتها، فهي التي ستحقق التوازن السياسي في ذلك المشهد وتمثل القوة الضاغطة من أجل، والقادرة على حماية، المشروع الديمقراطي النهضوي.



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by