# # # #
   
 
 
[ 02.05.2011 ]
جنوب كردفان وباتت الحرب قاب قوسين أو أدنى ـ محمد كمبل




الحديث عن العودة لمربع الحرب بعد توقيع نيقاشا عبر جنوب كردفان (جبال النوبة) ليس بالجديد طالما انها منطقة يعد الاستقطاب السياسي والاثني الحاد  ابرز ما يميزها والذي بالفعل (أي الاستقطاب المعني) أدى لوقوع مواجهات مسلحة خلال عهد نيفاشا في انحاء متفرقه من المنطقة وليس ببعيد عن الازهان احداث الفيض ام عبد الله التي اسفرت عن حصيلة مؤسفه من القتلى والجرحى. ولكن هذه المرة ياتي حديث حرب الجبال او الجنوب كردفان مصحوب بكامل عناصر ومحفزات اندلاعها سيما بعد انفصال الجنوب و مع حمى حملة الانتخابات التكميلية(والتي لن تكن نتيجتها في تقديري مختلفة  عن انتخابات العام السابق في شيء)  لمنصب الوالي والمجلس التشريعي المكون من (54)مقعداً يتنافس عليها المرشحون( 225 مرشحاً) انسحب عدد منهم ابرزهم الظاهر خليل مرشح حزب الامة القومي لمنصب الوالي.

 تعقيدات الجغرافيا والاثنيات

جنوب كردفان تجاورها ست ولايات ثلاثة منها تتبع جنوب السودان وهي اعالي النيل من الناحية الجنوبية الشرقية (تماس مع منطقة الجبال الشرقية ابوجبيهة رشاد ..الخ)والوحده من الناحية الجنوبية ( تماس مع جنوب كادقلي او مايعرف بالجبال الغربية) وشمال بحر الغزال من الناحية الغربية (كشمير السودان ابيي) وثلاثة ولايات شمالية هي جنوب دارفور وشمال كردفان والنيل الابيض من الناحية الشرقية السمالية  وتتوزع الخارطة الاثنية فيها بين النوبة والقبائل العربية اغليهم بقارة (مسيرية حوازمة اولاد حميد ...الخ) ومجموعات اخرى من مخلتف اسقاع السودان شماله وجنوبة ووسطه  

تجدر الاشارة الى ان جنوب كردفان قبل نيفاشا كانت تتكون من خمس محليات(محافظات) واضيفت اليها اربع محليات بعد تذويب ولاية غرب كردفان بين شمال وجنوب كردفان عند مجئ الاتفاقية وهي محليات (السلام والمجلد والكيلك وبابنوسة) ليصبح مجموع محلياتها تسع محليات ثم اضيفت عشرة محليات جديدة العام المنصرم فيما عرف وقتها بالتقسيم الجديد ليصبح عدد ومحلياتها الان 19 محلية (محافظة) وتشارك الحركة الشعبية في حكم جنوب كردفان (تنفيدياً وتشريعاً) بنسة 45% بينما  إستاثر الوطني بنسبة ال55% من الحكم (تنفيذياً وتشريعياً).

    ومدينة ابيي كانت تتبع إدارياً لمحلية المجلد حيث كان المسؤل الاول فيها ضابط إداري وكانت ميزانيتها تتبع مالية جنوب كردفان لكن بعد الاحداث الشهيرة في 2008 تم تكوين ادارية ابيي التي تتيع مباشرة لرئاسة الجمهورية  حتى الان

الحرب رغبة من ؟

نجد ان كل من شريكي الحكم في جنوب كردفان غير طريقة في التعاطي مع الامور هناك ففي الوقت الذي يتحدث  مرشح   المؤتمرالوطني  عن استبدال صندوق الزخيرة بصندوق الاقتراع ما هي الا هنيات حتى ياتي اليشير وعلى طريقته والمعروفة يبداء التعبئة لا للتصويت لمرشحي حزبة في الانتخابات وحسب بل  للجهاد والمنازلة ففي حديثة لمواطني الفولة اليوم قال (انا جربتكم حررت بيكم كذا وركبتو معاي القطر لي واو...الخ)  اذن هذا هو خطاب الرئيس لمواطنين ولاية يعيشون اعلى مستويات الاحتقان والتوتر ويعيشون تصدعاً غير مسبوق في جدار نسيجهم الاجتماعي ولعل المرء لا يجد عنا لاثبات ذلك إذ فقط عليه مراجعة البرامج الانتخابية لمرشحي الشريكين فكلها ركزت على جانب رتق النسيج الاجتماعي والمصالحات وتفعيل دور الادارة الاهلية لتحقيق التعايش السلمي. و بطرحنا لسؤال ما هي دافع البشير  وراء تعبئة الاهالي  وتلويحه بالبندقية ؟ ربما وجدنا الجواب من خلال حالة الخلاف داخل المؤتمر الوطني ورغبة الموتمر الوطني في تصفية حسابات مع الجنوب تتعلق بابيي إضافة الى بترول جنوب كردفان  (الذي يسيل اليه لعاب الوطني لشيء  في نفس يعقوب) اذن للمؤتمر الوطني تطلعات لا يمكن تحقيقها الا عبر حريق الجبال ولو جزيئاً أما على الضفة الاخرى فنجد الرفاق في حالة تماهي مع ذات الخطاب التصعيدي للبشير واكبر دوافعهم في تقديري هي معرفتهم  بإستحالة فوز اغلب مرشحيهم بمن فيهم الحلو مما يجعلهم في وضع المتفرج اثنا المشورة الشعبية  وبذلك تكون  حنوب كردفان كلها في لحظات ما قبل الانفجار وبكل تأكيد ستزهق ارواح  لا ناقة لها في اماني البشير ولا جمل في احلام غيره وكل ذنبهم ان قدرهم البائس وحظهم التعيس جعلهم في وطن استنفد كل فرص ان يصبح وطنهم.

 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by