# # # #
   
 
 
[ 18.10.2010 ]
الرأي العام: السودان الجديد: حضرنا.. فهل نجدكم؟ - مقداد خالد


18 اكتوبر 2010 - دبجت الزميلة (الصحافة) صفحتها الأولى ليوم السبت، بخبر عن نية عدد من الأحزاب الحداثية هي المؤتمر السوداني، والتحالف الوطني السوداني وحركة القوى الحديثة حق الى جانب الحزب الليبرالي السوداني لتشكيل تيار (السودان الجديد) لأغراض التعامل مع الطقس السياسي السىء الذي يكتنف سماء البلاد.

الخبر الذي سكن في أقاصي الصفحة الرئيسية لـ (الصحافة) وشدّ إليه الأنظار لم يكن جديداً بالمرة، حيث نشأت فكرة التيار أول ما نشأت في الخنادق إبان فترة العمل العسكري لقوى التجمع الوطني الديمقراطي بشرق البلاد، تحديداً على يد التحالف الوطني السوداني، ومؤتمر البجا اللذين شكلا سوية نواته لأجل قيادة عمل عسكري وسياسي موحد ضد حكومة الانقاذ وقتها، وذلك حسب إفادة سعد الدين نصر الدين السيد رئيس دائرة العلاقات السياسية بالتحالف الوطني السوداني.

الفكرة ذاتها، طرحت بدايات الألفية بشكل أوسع داخل أروقة التجمع الوطني الديمقراطي، مما منحها الشرعية السياسية أما قوة الدفع فأتتها من باب الهوى الذي صادفته في نفوس قادة الحركة الشعبية فيما كانت اللبنة الأولى التي أسست لقيام التيار توقيع التحالف الوطني السوداني والحركة الشعبية على مسودة الفكرة شهر فبراير للعام 2002م وكان هدفها الرئيس إقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

غير أن أنهماك الحركة الشعبية في ماراثون مفاوضات مضنية مع المؤتمر الوطني قبل توقيع أتفاقية السلام الشامل، وأنشغالها لاحقاً في تنفيذ بنود الاتفاقية أقعد التيار عن النهوض بمهامه البنائية حسب سعد الدين (تغافل عن ذكر الخلافات الحادة التي ضربت أطناب قيادة التحالف الوطني السوداني كعامل -آخر- محتمل في إقعاد التيار) وأن كان أرفق تبريره ذاك، بتأكيدات مشددة متعلقة بإيمان الحركة الشعبية بضرورة نشوء التيار وقيادة البلاد في المنعطف الحساس الذي تمر به.

وبالتقدم قليلاً نحو دفاتر الحاضر التي سجل فيها التيار حضوره، نجد دواعي البعث بحسب سعد الدين متمثلة في ذات الهدف الذي ظل شعاراً لحزبه (التحالف الوطني السوداني): قيام الدولة المدنية الديمقراطية وحتى لا يكون الشعار مجرد مصحف محمول على أسنة الرماح أشار سعد الدين لعدة آليات تساعد في تنزيله واقعاً وعلى رأسها: تغيير الدستور عبر تكوين حكومة أنتقالية تضم كل الطيف السياسي، وإنشاء نظام حكم قادر على أستيعاب الآخرين والتعاطي مع التنوع الذي تضج به البلاد ما يقود الى نزع فتيل أزمة دارفور ويكبح دخول بقية الأقاليم بمحرقة توزيع التنمية بطريقة عرجاء.

تيار السودان الجديد، أفرد حيزاً واسعاً لقضية الساعة (استفتاء الجنوب)، حيث أشار عبد القيوم عوض السيد الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني في إتصال أجرته (الرأي العام) بأن الجنوب بات قريباً جداً من الانكفاء على نفسه ولكنه طالب بالقتال لأجل الوحدة حتى الرمق الأخير وذلك بخلق وضع يعزز من فرص أحقاقها وقال: الحركة الشعبية تؤمن في قرارة نفسها بالوحدة.

وبنظرة إلى الجزء الفارغ من الكوب، ناشد عبد القيوم بتدعيم ومد جسور التواصل بين شقي البلاد حال الانفصال وخلق علاقة تكاملية تحول ودون الاصابة بأمراض الانفصال.

وعن حاملي كرت عضوية التيار الجديد، نفى عبد القيوم عوض السيد أن تكون الفكرة حصرية على الأحزاب الأربعة آنفة الذكر وأشار لأتصالات واسعة -تجري حالياً- مع مختلف أحزاب الساحة، وفاعلين في فضاءات السياسة والثقافة بجانب أتصالات مكثفة مع المجموعات الجهوية لأدغامها داخل التيار كيما تعبر عن نفسها بصورة سلمية، ولم يستبعد عوض السيد أنضمام عضوية قطاع الشمال للتيار حال حدث الانفصال.
ولأن عدداً من أحزاب التيار تحمل في جيبها الخلفي بطاقة عضوية تحالف جوبا سألت الصحيفة عن التكيفات الموضوعية لمسألة الجمع بين التحالف والتيار فرد علينا سعد الدين نصر الدين بأنه لا غضاضة بالجمع بين الجبهتين خاصة في ظل أيمان أحزاب التحالف والتيار بفكرة الدولة المدنية الديمقراطية كهدف أستراتيجي.
وبالعودة لدهاليز التيار، أشار رئيس العلاقات السياسية بالتحالف الوطني السوداني للدفع بمقترحين للوحدة: الأول أندماجي ما يعني التذويب الكامل داخل الجسم الجديد والثاني وحدة فيدرالية تحتفظ فيها الاجسام المنضوية في التيار بهياكلها الحزبية مع التنسيق التام وبقية الأحزاب في القضايا الكبرى والمفتاحية وهو المقترح الأكثر مقبولية -بحسب سعد الدين- الى الآن.

ولمعرفة فرص نجاح التيار في أحداث الأختراق المأمول، أتصلت (الرأي العام) بأستاذ العلوم السياسية د. أسامة زين العابدين الذي وصف فكرة التيار المزمع أقامته بـ (القديمة المتجددة)، بمعنى أن تلتئم مجموعة من الأحزاب الاصلاحية الساخطة على النمط الحزبي التقليدي بصورة عامة والأوضاع السياسية القائمة بصفة خاصة وهدفها التغيير ولكن زين العابدين أوضح أن تلك الدعوات دوماً ما تصطدم بالتقاليد السياسية والاجتماعية التي جُبل عليها المواطن السوداني وأنغلاقه في نمط الفكرة وضدها والحزب ونقيضه فيما يعرف بجدلية (هلال - مريخ) ومن ثم خلص زين العابدين الى أن التيار لن يصمد طويلاً وأن كانت أهدافه وغاياته نبيلة.

على كلٍ، من المتوقع أن يصطدم تيار السودان الجديد بالتقليل من شأنه  ومهاجمة تكويناته الداخلية تارة، كما وسيرتطم بشكوك مبررة من قبيل القوى التقليدية التي ستعده -لا محالة- مهدداً لمصالحها تارة أخرى، كما أن بطء عمل مكنزيمات التحول في السودان يعد عقبة ثالثة في طريق التيار ذي الصبغة الحداثية ولكن ورغم كل ذلك يقول حداته بأنهم مؤمنون بانحياز الجماهير لهم .. وذلك لأنحيازهم هم لها.
 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by