# # # #
   
 
 
[ 10.04.2010 ]
رسالة مفتوحة لصديقي المناضل محمد فاروق سلمان ـ محجوب حسن حماد




( 1 )
المرشح محمد فاروق سلمان كان ومازال من القيادات السياسية الشابة التي خبرتها ساحات النضال بجامعة الخرطوم في أحلك الظروف 1987- 1995م عشنا سويا أزمة الوطن في أحلك ظروفه عندما قامت الجبهة الإسلامية بانقلابها المشئوم في 30 يونيو 1989م حيث كان عضوا نشطا في تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعة وتزاملنا نحمل هم قيادة الحركة الطلابية بالجامعة ومعنا نفر آخرين وشكلنا مع بقية ممثلي القوى السياسية داخل الجامعة أول نواة طلابية لمقاومة النظام الحاكم يوليو 1989م وعملنا كقوي سياسية وطلاب غير منظمين لتنظيم صفوف المقاومة لذلك الانقلاب المشئوم لنعلن قيام تنظيم طلابي لكل القوى السياسية داخل الجامعة عدا ( الاتجاه الإسلامي ) لنتجاوز اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي أعلن مباركته للانقلاب بقيادة عضو الاتجاه الإسلامي في ذلك الوقت حمدي خليل ..

( 2 )
أول مقاومة حقيقية للنظام كانت في ديسمبر 1989م حينما قام عضو الاتجاه الإسلامي / فيصل حسن عمر( 3 / آداب ) بقتل الطالب / بشير الطيب ( 5/ آداب ) قمنا بالاتصال بكل القوى السياسية بالجامعة وداخل اجتماع اللجنة السياسية للقوى السياسية الطلابية بالجامعة قررنا إسماع صوتنا للشارع وتحملنا معا( أنا ومحمد فاروق ) وآخرين ( تجمع الجمعيات والروابط الأكاديمية و الإقليمية بقيادة الطلاب المحايدين بالجامعة ) مسؤولية الخروج للشارع في معركة غير محسوبة العواقب ... هزت هذه المعركة نظام الانقلاب العسكري الذي تعامل معها بشراسة كان حصيلتها استشهاد الطالب / سليم محمد ابوبكر 3/ آداب والشهيدة / التاية ابو عاقلة 2/ تربية .... وبذلك تكون الجامعة قد قدمت 3 شهداء في أول 5 شهور لحكم الانقلابيين ( بشير الطيب - سليم محمد ابوبكر - التاية ابوعاقلة )

( 3 )
بعد تعرض الحركة الطلابية لهذه( النكسة) انتاب الطلاب الإحباط وقام الانقلابيين بهجمة شرسة على مكتسبات الحركة الطلابية بالجامعة فعملوا على تصفية السكن والإعاشة بالجامعة مستفيدين من حالة التراجع في مد الحركة الطلابية ولكن سرعان ما قامت القوى السياسية بالخروج من حالة الإحباط وتنظيم الحركة الطلابية وابتداع أشكال جديدة للنضال فكان القرار السياسي الشهير للقوى السياسية بالجامعة بالانسحاب من معركة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم( دورة 1990-1991م ) دعما لقائمة الطلاب المحايدين وفقا لميثاق عمل مشترك بين اللجنة السياسية للتنظيمات السياسية بالجامعة وقيادة الطلاب المحايدين واستطعنا ان نهزم حلفاء الانقلابيين بالجامعة ( الاتجاه الإسلامي ) ونحرر جهازنا النقابي من قبضتهم فكان ميلاد أول اتحاد طلابي وطني لمقاومة النظام الحاكم ( اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بقيادة / حاتم محمد المهدي وأسامة محمد إدريس ) فكان ذلك انتصارا لدماء الشهداء بشير الطيب - سليم محمد ابوبكر - التاية ابو عاقلة ),

( 4 )
وتوالت الانتصارات والهزائم فلم يعترف عضوية الاتجاه الإسلامي بخسارة معركة الاتحاد وأصبحوا يضعون العراقيل أمام قيادات الاتحاد مستفيدين من ضعف وحداثة التجربة السياسية لبعضهم حتى كانت المعركة الشهيرة ( معركة تحرير مكاتب الاتحاد من قبضة عضوية الاتجاه الإسلامي التي قامت باحتلالها ) فكان موقف اللجنة السياسية بالجامعة ( تضم ممثلي القوى السياسية بالجامعة وقيادة المحايدين ) في اجتماعها التاريخي بكلية القانون الذي قرر فض الاحتلال بالعنف و أوكل لنا قيادة المعركة في شقيها (العسكري والسياسي ) أما الشق القانوني لملاحقة المحتلين بواسطة الشرطة ترك لقيادة المحايدين .
وتحملنا عبء المعركة ( أنا وصديقي محمد فاروق وبقية ممثلي القوى السياسية ) واعتقد نجحنا فيما أوكل إلينا من مهام واستطعنا أن نضع خطة عسكرية تولت عضويتنا في تنفيذها بدقة متناهية لنلحق اكبر هزيمة للاتجاه الإسلامي في تاريخه السياسي بالجامعة وتفتت عضويته فغادرت قياداتهم ( الناجي عبد الله - وعلى عبد الفتاح أسوار الجامعة إلى حيث لا رجعة ) الأول أصبح قائدا للدبابيين بالجنوب والآن مرشح المؤتمر الشعبي لمنصب والي الولاية الشمالية والآخر استشهد كما يقولون في معارك الجنوب .

( 5 )
بعد تلك المعركة لم يستسلم الانقلابيين لهزيمة حلفائهم بالجامعة فقرروا استخدام إدارة الجامعة لتمرير مخططاتهم فقرروا تجميد اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بواسطة مدير الجامعة وتم تعيين البروفسير مأمون حميدة ( عضو الجبهة الإسلامية ) مدير للجامعة ... فاصدر قرارات بمنع النشاط السياسي داخل الجامعة واستمرار تجميد اتحاد الطلاب فكان قرار اللجنة السياسية للتنظيمات السياسية والمحايدين تحدي قرار تجميد اتحاد الطلاب ومصادرة النشاط فكان اختيار الطالب / محمد إبراهيم 4/طب من قيادة المحايدين لتولى مهمة قيادة لجنة تسيير اتحاد الطلاب وكانت المخاطبة الشهير لتكسير قرار مأمون حميدة بمصادرة النشاط الطلابي بالجامعة في فبراير 1990م ... فكان قرار مأمون حميدة بفصل 7 طلاب من الجامعة لتحديهم قرار مصادرة النشاط الطلابي ( 5 من المحايدين + 2 من الجبهة الديمقراطية ) ثم أردف مأمون حميدة القرار بقرار آخر أكثر غرابة حيث قام بفصل 7 من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لوقوفهم ضد قرار فصل الطلاب أبرزهم ( بروفسير محمد الأمين التوم - د/ أسامة عثمان - د/ بشري الفاضل - د/ فاروق محمد إبراهيم وآخرين ) وبدأت المعركة الكبري و الأكثر خسارة في تاريخ الجامعة ( معركة مقاطعة الامتحانات من قبل الطلاب ) وبدأت الاعتقالات الواسعة لقيادات الطلاب فكان نصيب صديقي محمد فاروق الاعتقال ونصيبي الفصل من الجامعة .

( 6 )
توالت المعارك بالجامعة لتقوم قيادات الطلاب بتعبئة الشارع ضد الانقلابين فكان قرار سياسي آخر بالخروج إلى الشارع وللتاريخ ( قدم المقترح من قبل المحايدين وتحفظت عليه بعض القوى السياسية بالجامعة لعدم الجاهزية لحماية المتظاهرين وكان ذلك نتيجة تقييم من قبل تلك القوى السياسية وعلى رأسها الجبهة الديمقراطية ومؤتمر الطلاب المستقلين لأحداث ديسمبر 1989م معركة استشهاد بشير وسليم و التاية ) ولكن رغم ذلك وخوفا على انقسام الحركة الطلابية وافق الجميع على مقترح الخروج للشارع ومقاومة النظام ( نتحمل عبء ذلك القرار أنا وصديقي محمد فاروق ) فكانت مظاهرات عارمة تجاوب معها الشارع هزت أركان النظام خاصة بعد معركة الأطباء الشهيرة وإعدامات ضباط حركة 28 رمضان واغتيال الشهيد الدكتور على فضل ولكن استطاعت زبانية النظام أن تغتال الطالب / طارق محمد إبراهيم وبذلك ارتفع عدد شهداء الحركة الطلابية ...

( 7 )
وتوالت الأحداث فاصدر مأمون حميدة قرارا بعودة الطلاب المفصولين وتشكيل لجنة لمراجعة دستور اتحاد طلاب جامعة الخرطوم والدعوة لقيام انتخابات حرة ( تكونت لجنة تعديل الدستور من ممثلين لكل تنظيم سياسي بالجامعة بالإضافة لعدد من عمداء الكليات ) وبدأت اللجنة أعمالها فكنت انا وصديقي محمد فاروق أعضاء بهذه اللجنة ممثلين لتنظيماتنا السياسية بالجامعة وعملنا داخل اللجنة لأكثر من 7 أشهر وأخيرا قررنا إنزال نقاط الخلاف لاستفتاء لجميع الطلاب تعقبه إجازة لدستور اتحاد الطلاب ومن ثم إجراء انتخابات حرة ومباشرة وفقا للدستور المجاز من قبل الجمعية العمومية لطلاب الجامعة وقد كان !!
وبدأنا العدة لمعركة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة 1993-1994م الشهيرة بدورة التزوير
وكان تنظيم الاتجاه الإسلامي سابقا وتنظيم حركة الطلاب الوطنيين ( حاو ) قام بتزوير إرادة الطلاب بالاتفاق مع عميد الطلاب في ذلك الوقت د/ ابوبكر الجوخ - د/ زيدان عبده زيدان رئيس لجنة الانتخابات والمتهم الأول في قضية التزوير فكانت معركة التزوير الكبرى بين الحركة الطلابية ومدير الجامعة مأمون حميدة فكان الاجتماع الشهير بين قيادات الطلاب وعمداء الكليات داخل مكتب مدير الجامعة حيث شرحنا لهم بواطن التزوير التي حدثت ورفضنا التوقيع على نتيجة الانتخابات بصفتنا ممثلين للقوى السياسية وللتاريخ لم يوقع على تلك النتيجة إي ممثل للقوى السياسية بما فيها ممثل جماعة أنصار السنة المحمدية ( فقط وقع ممثل الاتجاه الإسلامي) وفي أثناء ذلك الاجتماع قام د/ ابوبكر الجوخ عميد الطلاب باستدعاء عناصر جهاز الأمن ليقوم باعتقالنا واصدر مأمون حميدة هذه المرة قرار بفصل عدد من قيادات الطلاب فصلا نهائيا من الجامعة كما قامت عناصر الأمن باعتقال عدد من الطلاب فكان نصيبي هذه المرة الفصل النهائي من الجامعة ونصيب صديقي محمد فاروق الاعتقال .

( 8 )
بعد ذلك لم تستقر الجامعة وبدأت سلسلة من الاعتصامات الطلابية وغادرتُ الجامعة مفصولا وغادر صديقي محمد فاروق وآخرين إلى المعتقل . كما غادر إدارة الجامعة مأمون حميدة وحل محله كادر الانقلابيين بروفسير / هاشم محمد الهادي و الذي بدأ في تنفيذ سياسة جديدة داخل الجامعة بمصادرة النشاط الطلابي وما تبقي من الإعاشة والسكن للطلاب .. لتنهي فصول فترة نضالية استمرت أكثر من 5 أعوام داخل أسوار الجامعة.

( 9 )
صديقي / محمد فاروق
سعدتُ مثيرا وإنا أتابع نشاطك السياسي من خلال حزبكم الجديد التحالف الوطني السوداني وعلمتُ انك مرشح الحزب بالدائرة القومية( 18 ) الحلفايا وانك اصبحتُ قياديا بذلك الحزب وأنت آهلُ لذلك ...
الآن وقد تمايزت الصفوف بعد أن قال الجميع رأيهم في ما يسمى بمفوضية الانتخابات القومية وقد استمعت كثيرا لمرشحكم لرئاسة الجمهورية المناضل العميد/ عبد العزيز خالد وتعلمون مستوى التزوير لإرادة الناخبين في هذه الانتخابات المهزلة فباسم دماء الشهداء بشير الطيب - سليم محمد ابوبكر - التاية محمد ابوعاقلة وطارق محمد إبراهيم .
باسم جيل كامل يرى فيكم المستقبل لهذا الوطن الذي طالما كان في حدقات عيوننا ونحن نمسك بجمر القضية في أحلك ظروف العمل العام أن تراجعوا موقفكم من المشاركة في هذه الانتخابات الكارثية التي معلوم نتائجها مسبقا ...
تذكر صديقي محمد زملائنا في اللجنة السياسية بالجامعة أعضاء تنظيم الـ ANF حينما كانوا يشيدون بمواقفكم المشرفة تجاه حرب الجنوب ودعواكم المتكررة أننا لن نسمح باستمرار تلك الحرب اللعينة ولن نسمح للجبهة الإسلامية أن تفصل هذا الجزء العزيز من بلادنا ومستعدون أن ندفع أرواحنا ثمنا لوحدة السودان ...
تذكر صديقي ونحن طلاب أحلامنا باستدامة الديمقراطية في بلادنا وأحلامنا بالتنمية والسلام والعدل الاجتماعي وتحقيق دولة القانون والمساواة ..
بسم كل ذلك التاريخ النضالي المشرف ادعوك للحاق بركب مقاطعة هذه الانتخابات الأكذوبة التي لن تجر على بلادنا سواء التفكيك وعودة الحرب .

وتقبل فائق التقدير..
صديقك / محجوب حماد



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by