# # # #
   
 
 
[ 01.03.2010 ]
التحالف: الربابة بديل للدبابة ـ خالد أحمد




Kalo1555@yahoo.ca

حـكم عقـلك ما تتـغابا وأضـمن صوتك للربابة

هي البتمثل كل سوداني رمز الناس الغبش وغلابة

هي البتوصل حس الرايح للأرياف والساكن الغابة

بيها نغني سلام ومحبة نبني وطنا صمود وصلابة

بهذة الابيات التي تدعو لتحكيم العقل والتصويت لصالح مرشحي حزب التحالف الوطني السوداني في الانتخابات القادمة ورمزهم الانتخابي (الربابة) دشن التحالف حملتة الانتخابية لرئاسة الجمهورية والبرلمان مساء امس الاول بالساحة الواقعة امام مقر الحزب بالخرطوم بحري وسط تظاهرات احتفالية من "النحاس والطبول" التي جابت انحاء العاصمة وفاصل غنائي من فنان التحالف منذ ايام جبهة القتال مصطفي حسين المعروف بـ "عم مصطفى" بالاضافة لأشعار تغنى بها عدد من الاطفال.

ولعل التحالف الوطني السوداني عرف واشتهر صيته في منتصف تسعينيات القرن الماضي بعمليات قوات التحالف السودانية وارتفع صيت بنادقها، ولكنها يبدو بسبب العديد من التطورات وجد التحالف نفسه في خضم العمل السياسي السلمي يخوض الانتخابات العامة رافعاً شعار (الربابة) بدلاً عن (الدبابة).

رسالة للنظاميين

ولعل مرشح التحالف لانتخابات الرئاسة العميد متقاعد عبدالعزيز خالد اراد ارسال العديد من الرسائل من خلال خطابه الذي القاه لكن في تقديرنا ان اهمها تلك الموجهة لمنسوبي القوات النظامية - القوات المسلحة والشرطة والسجون وحرس الصيد والأمن- باعتباره الوحيد من بين المرشحين المنافسين لمرشح المؤتمر الوطني المشير عمر البشير من المنتمين للقوات النظامية.

وقال إن رسالته التي يوجهها لهم بأن يلتزموا جانب الحياد، معتبراً أن الوقت قد حان لإيقاف استغلالهم لصالح حزب واحد وفئة محدودة تستحوذ على كل شيء ولا تترك لهم ولذويهم ولأسرهم اي شيء. واردف: "قبل أن تقترعوا تذكروا ما تعانوه انتم واهلكم من الحرمان وليالي الترقب والقلق والخوف في مناطق الشدة والحروب الاهلية التي عشتموها انتم واسركم، انا أعلم أنكم تتطلعون للمستقبل والتغيير وهو الآن بين أيديكم عن طريق صندوق الإنتخابات وليس الذخيرة".

واشار لتدمير القوات النظامية ابان سنوات حكم الإنقاذ بالفصل التعسفي والاعدام والسجون بشكل غير مسبوق منذ تكوين قوة دفاع السودان، مشيراً لفصل 7 آلاف ضابط و40 الف ضابط صف وجندي. وتعهد برد حقوق منسوبيها في حال فوزه بانتخابات الرئاسة وجعلها قوات قومية مهنية محترفة محايدة وعصرية ويتم تدريبها على أفضل المستويات، وعدم فصل أو إحالة أو إبعاد اي من منسوبيها لأسباب سياسية، اعادة صياغة قوانينها لتتماشى مع اهدافها في حماية الدستور والدفاع عن الوطن والمواطن وليس عن نظام، منع التجسس والمراقبة المضروبة على افرادها ووقف الإرهاب الفكري، عدم جلد أي من منسوبيها حفاظاً على هيبتهم. لكن ابرز تلك الوعود تمثل في حل ما اسماها "المليشيات الموازية" وعلى رأسها الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وحل منظمة الشهيد وإعادة مسئولية الشهداء والجرحى للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وتحسين مرتبات منسوبيها وبناء المساكن للمتزوجين وتوفير الميزات لغير المتزوجين.

طلب مناظرة

وطالب خالد بإقامة مناظرة بينة ومرشح المؤتمر الوطني المشير عمر البشير يشهد عليها الشعب السوداني، واوضح أن الفرق بينه وحكم المؤتمر الوطني يتمثل في تدافع أهل الإنقاذ لكسب أصوات الناخبين للانتخابات باستخدام أساليب الإغراء المادي والترهيب وحلف يمين القسم في المقابل انه يرفع شعار: "إذا إلتزمنا حفظنا.. وإذا قررنا نفذنا".

رفض التأجيل

واعلن رفضه لتأجيل الانتخابات العامة القادمة عن ميقاتها، واتهم حزب المؤتمر الوطني باطلاق تلك الشائعات لوقف المد الجماهيري نحو صناديق الانتخابات وحث الجماهير على استمرار انتفاضتها الانتخابية الشعبية حتى يتحقق النصر. وقال: "الإنقاذ التي تعيش بالحروب تموت تدرجاً من السلام"، معتبراً الواقع الحالي يفرض قيام حكومة قومية تدير البلاد وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، تراعي فيها النسب الخاصة بالجنوب الواردة في اتفاقية نيفاشا والنسب الواردة في اتفاق القاهرة والنسب المخصصة لكل من شرق السودان ودارفور في اتفاقيتي اسمرا وابوجا بالاضافة لما يتم الاتفاق عليه مع الحركات المسلحة الدارفورية، معلنا التزامه الكامل بكل الاتفاقيات الموقعة وما سيتم التوصل له مع الحركات الدارفورية والعمل على تنفيذها بشكل صادق وأمين.

قضايا قومية

واوضح أن برنامج حزبه يؤسس لوحدة حقيقية للسودان وإقامة دولة رضائية قائمة على المؤسسات والقانون والتنوع وترسخ فيها الديمقراطية بلا أبدية الرئاسة وتبادل السلطة داخل الحزب والدولة.

ولم تغب قضية درافور عن حديثه حيث طالب بتنفيذ مطالب اهل دارفور وإطلاق حوار "دارفوري دارفوري" مشيرا الى ان القاعدة الاساسية للحل تبنى على ان (السلام والعدالة) متلازمان وشدد على ضرورة شمول اتفاق سلام دارفور لجميع الاطراف، وطالب لجنة الحكماء الافارقة برئاسة الرئيس الجنوب إفريقي ثامبو امبيكي بتنفيذ توصيات تقريرهم دون اشتراط عقد مؤتمر للاحزاب باعتباره يحظى بموافقة مجلس الامن الدولي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، كما طالب بانتشال شرق السودان من التهميش والفقر وتطرق لضرورة قيام علاقات خارجية تقوم على المصلحة الوطنية والتعاون مع المحيط الدولي والاقليمي.

قسمة بائسة

واوضح خالد أن حزبه أول من طبق قرار تمثيل المرأة بنسبة 30% في جميع هيئاته المختلفة، وانتقد تمثيل المرأة في الحكومة الحالية واعتبرها "قسمة بائسة وظالمة" بوزيرتين من جملة 30 وزيرا و3 وزيرات دولة، مبيناً أن جملة تمثيلهن من ذلك الجيش الجرار من الوزراء هو 7.6% فقط.

واعتبر ان سياسات الإنقاذ عرقلت تقدم المرأة في كافة الاتجاهات. واوضح أن هدفهم يتجاوز تمثليهن بنسبة 30% في المناصب الوزراية لتمثليها على المستوى القيادي بمؤسسات الخدمة المدنية. وقال إن الذين احتفلوا قبل عدة سنوات بتولي اول امرأة سودانية منصب وكيلة وزارة كان عليهم ان يسألوا انفسهم عن اسباب حرمانها من تقلد هذا المنصب، وحمل سياسات وتوجهات المشروع الحضاري مسؤولية اضطهاد النساء، وحيا صمود النساء السودانيات الذي مكن المناضلين من التصدي للشمولية واسهامن في مسيرة تحقيق التحول الديمقراطي.

ووعد بتوفير الوظائف للشباب وانتشالهم من العطالة في المجال الزراعي والصناعي والحيواني، مبيناً أن ذلك جزء من استراتيجيتهم في محاربة الفقر، مؤكداً أن اصحاب الحاجات الخاصة يحظون بالاهتمام في برنامجه وستتاح لهم الفرص التي تمكنهم من العيش بشكل طبيعي دون ادنى معوقات.

أول قرار

وقال خالد ان اول قرار سيتخذه في حال انتخابه رئيساً للجمهورية هو إلغاء قرارات الفصل التسعفي للمفوصلين من المدنيين والعسكريين والاعتذار لهم عن الضرر الذي لحقهم بسبب قرارات الفصل التعسفي والعمل على تحسين ظروف المعاشيين والكشف عن قبور الشهداء وايقاف ظاهرة اخفاء القبور التي انتهجت خلال عدة عقود.

إعلان حرب

وتعهد بشن حرب شعواء على الفساد واعتماد مبدأ الشفافية ووقف السياسات التي تساهم في زيادة الفساد والعمل على كشف تقارير المراجع العام واضاف (لا مهادنة أو مساومة مع الفساد أو المفسدين)، مشدداً على انه سيتعامل مع اي تجاوز للمال العام ولو كان بمقدار "تمرة او نبقة أو دومة أو منقة" كأنها تعدٍّ على كل المال العام، بجانب وضع قانون لمكافحة الفساد وتمكين الصحافة من لعب دورها في كشف الفساد والمفسدين وتحفيزها بدلاً من معاقبتها بمنع الاعلانات عنها وفتح البلاغات في مواجهتها، واعتبر أن كل شخص غير راغب في وضع نفسه تحت طائلة الانتقادات والمساءلة من الاعلام لن يكون له مكان في الحكومة وهذا الاجراء ينطبق على الجميع من الرئيس وحتى الخفير.

قضاء ورياضة

ووعد باحترام سيادة القضاء واستقلاليته وان لا يكون احد فوق القانون ووضع حد لحالات تشويه القضاء بإلغاء ما تسمى المحاكم الخاصة التي تنشأ للشركات، باعتبارة إخلالاً بالعدالة بأن تجعل الخصم هو الحكم، مشيراً لاهتمام حزبه بالثقافة والفنون والآداب والتراث واللغات المتعددة بوصفها مصدرا للإلهام، ومعلنا عن اضافة وزارة جديدة لتعدد الثقافات اذا فاز بالمنصب. وتعهد بالحفاظ على استقلالية وديمقراطية الحركة الرياضة ودعمها باعتبارها دبلوماسية شعبية والعمل على دعم مجال البنيات التحتية الاساسية المتمثلة في اقامة الميادين والملاعب.

اقتصاد مختلط

وفي ما يتصل بالقضايا الاقتصادية فسيتم تحويل ميزانية الحرب لميزانية تهدف للتنمية والتنمية البشرية مع وقف الصرف البذخي واقامة المشاريع التنموية برضاء اهل المنطقة وقال: "لن نقيم المشاريع دون رضاء المواطنين وفوق رؤوسهم ولن نقطع شجرة إلا برضاء اهل المنطقة"، مشيراً لاعتزامه في حال فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية تنظيم مؤتمر اقتصادي لمعالجة مختلف القضايا الاقتصادية والتنموية بالبلاد، موضحاً بأنه سيتبنى اقتصادا مختلطا ليمازج بين الموجه والحر لمعالجة حالة الاختلال الاقتصادي بالبلاد مع وجود حاجة رئيسية لوجود الدولة في عدد من القطاعات المهمة والرئيسية وعلى رأسها السكة حديد والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية.

وعود للمغتربين

ووعد ابناء السودان في المهجر والمنافي والاغتراب بوقف دفعهم المستمر للجبايات وجعل ابنائهم يدرسون ويعيشون مع زملائهم في المؤسسات التعليمية السودانية بشكل متساو دون أي تمييز لهم. وقال انهم يستحقون حينما يعودون لوطنهم هم وابناؤهم أن (يُقلدوا) لا أن (يدفعوا).


الأولوية للزراعة

واشار خالد في خطابه إلى أن الاولوية ستكون للزراعة المطرية والمروية ولمشروع الجزيرة "الذي سنمنحه الحياة مثلما منحنا فرصة حياة كريمة منذ تكوينه" حسب قوله، مبيناً أن تمويل المشاريع المروية بالبلاد وعلى رأسها ( القاش، طوكر، جبال النوبة، النيل الأزرق والنيل الأبيض) وفي كل من كردفان وجنوب السودان والثروة الحيوانية سيتم من الايرادات البترولية، مبيناً أن الراهن سيكون على القطاع الزراعي لمحاربة الفقر وقال: "لن نراهن لنهوضه على (نفرة) كاذبة تنتهي في الجيوب أو (نهضة) فاشلة بلا نتائج على الارض" ووعد بحل قضايا المزارعين والمنتجين والحرفيين والعمال ومحاربة الفقر، وإعادة الطبقة الوسطى للحياة، وإلغاء الازدواج الضريبي والضرائب المتعددة"، بالاضافة للنهوض بالقطاع الصناعي وتمكينه من تقديم خدمات تتسم بالجودة وقادرة على التنافس وتهيئة بيئة مناسبة للاستثمار وتشجيعه في مجال المشاريع الانتاجية.

قفة الملاح

وختم ابوخالد حديثه بأنه يتعهد اذا انتخب رئيسا بان لا تموت مريضة أو يموت مريض بسبب الفقر وان لا تحرم طالبة أو يحرم طالب من الدراسة بسبب العوز وان يوفر "معينات قفة الملاح"، وتوفير خدمات الكهرباء والمياه والانترنت والاتصالات والمواد البترولية للجميع وبأسعار تتناسب ودخل المواطنين، وإلغاء نقابة المنشأة وإعادة النقابات بكامل حريتها واستقلاليتها وديمقراطيتها.

وقابل عدد كبير من الحاضرين وعده بعدم قطع الكهرباء من دور العبادة وتوفيرها مجاناً بـ "التكبير وضرب النحاس"، وهو ما دفعه للتعليق ساخراً: "ابان حكم دولة الاستعمار الكافرة كانت الكهرباء تمنح لدور العبادة مجاناً، أما الآن في ظل جماعة الإسلام السياسي تقطع منها إذا لم تدفع قيمتها"، وقبل نزوله من المنصة قال: "اضمن لكم عهداً من الآن بأنه إذا تم انتخابي رئيساً للجمهورية سأحفاظ على كرامتكم وعلى حقوقكم الإنسانية، لن أسمح بإذلال وإهانة أي مواطنة أو مواطن.. لن يحدث ذلك أبداً ابداً".



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by