# # # #
   
 
 
[ 04.02.2010 ]
أحداث مدينة الترتر احدى مدن محلية ابوجبيهة ـ موسى المكي الأمين المكي




إن الأمانة تقتضي أن انقل الأحداث الدرامية والعنيفة التي كان مسرحها مدينة الترتر إحدى مدن" محلية " ابوجبيهة الواقعة في جنوب كردفان يوم أمس الثلاثاء 2/2/2010 والتي أسفرت عن حرق مواقع حكومية مهمة في وسط المدينة وبالمقابل اعتقال عدد كبير من مواطنيها واقتيادهم إلى المقرات الأمنية بمدينة ابوجبيهة .

إن بداية الشرارة لمظاهرة الأمس بالترتر هو انطلاق عشرات الطلاب و الطالبات من مدارسهم الثانوية والأساسية فضلا" عن المئات من مواطني المدينة وضواحيها صوب الإدارية الكائنة شمال المدينة انطلاقا" من الناحية الجنوبية الشرقية وبما أن المظاهرة تغذيها حالة الغضب العارمة بسبب العطش فقد بلغ سعر برميل الماء 12 ألف جنيه وسبق ذلك مطالبة مستمرة من الطلاب والشعب مكتوبة وغير مكتوبة فقد كانت النتيجة كارثية تجلت في حرق مكاتب المالية والشرطة الشعبية والزكاة والزراعة والغابات والمستودعات والبيئة والإدارية وبعض منازل المسئولين فضلا" عن سوق الرواكيب واللافت للنظر أن المظاهرة لم تمتد إلى المتاجر وممتلكات المواطنين الشخصية مما يفسر مغزى هذا التحرك وبما أن الشرطة المحلية لم تتمكن من السيطرة على الوضع فقد دفعت سلطات الولاية بتعزيزات شرطية و أمنية وعسكرية كبيرة من مدينة ابوجبيهة المجاورة إضافة إلى حضور معتمدها الشخصي مما نتج عنه السيطرة علي الوضع في الميدان لا في نفوس شعب المنطقة

ومن نتائج ذلك الحل الأمني اعتقال كل من المواطن بابكر الطيب حاج احمد , متوكل حسب الرسول، عبد الكريم محمد إبراهيم وشقيقه بشير ود أبكوع، مهدي أم دبيكرات، إبراهيم الصافي وعدد آخر قبض ويجري البحث عن آخرين وفي إطار الحل الأمني تم التحقيق مع معلمي المدارس الثانوية بالترتر وفرضت حالة الطوارئ .

إن جذور المشكلة عميقة ومعقدة بعمق وتعقيد مشاكل بلادنا التي أغرقها النسيان الوطني، فقد تراكمت مشاكل هذه المنطقة المعروفة تاريخيا" بأم طلحة من أرض تقلي منذ بزوغ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا. فالمنطقة تنقصها أساسيات الحياة من ماء الشرب النظيف أو حتى غير النظيف إلى المقعد الذي تجلس عليه التلميذات في مدارس " الأساس " مرورا" بالعلاج والطرق والكهرباء والبطالة إلى غير ذلك من ضروريات البقاء.

إن الإسهام الاقتصادي المعتبر للمنطقة والمتمثل في المشاريع الزراعية المطرية الواسعة الرقعة والثروة الحيوانية والغابية الهائلة، والموارد المعدنية المكتشفة حديثا" ( الذهب و البترول ) فضلا" عن المورد البشرية المقدرة (حوالي خمسون ألف نسمة) من مختلف قبائل السودان وجهاته وكثير مما لا يسمح المقام بذكره كل ذلك يحتم على السلطة بمستوياتها الممتدة حتى المركز أن تلتفت إلى هذا النوع من المشكلات والتي عادة ما يمكن تدارك حلها وبالمقابل يمكن أن تتحول إلى غضب شعبي عارم كالذي حدث بالأمس أو ربما تجاوزه إلى الأسوأ حيث لا ينفع الندم حينئذ.

موسى المكي الأمين المكي

من مواطني المدينة المنكوبة



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by