# # # #
   
 
 
[ 13.01.2010 ]
مُرشّح رئاسة الجمهورية العميد عبدالعزيزخالد لــصحيفة التيّار: تم القبض علي بواسطة الانتربول لاتهامي بتفجير أنابيب البترول




 

حوار: رشان أوشي

القائد الثوري المثير للجدل والذي أُوتي به مُقيّد اليدين عبر الإنتربول من دولة الإمارات في الوقت الذي عاد فيه الجميع عبر اتفاقات مع الحكومة .. القائد الذي عادت قواته واضعة السلاح بعد سني النضال الطويلة والذي وصفه أحد أعضاء المكتب التنفيذي وأحد قدامى المقاتلين الذين شاركوا في حرب العصابات التي كانت تقودها قوات التحالف ضدّ الحكومة آنذاك بقوله: " إنه قائد يتمتع ببرود الأعصاب ففي الوقت الذي كانت تخرج فيه فصائل التحالف لملاقاة العدو كان أبو خالد يلعب (الكوشتينة) مع المقاتلين حتى يبعث الطمأنينة في قلوبهم وهم موشكون على معركة".. مُرشّح رئاسة الجمهورية وقائد قوات التحالف السودانية السابق والرئيس السابق للتحالف الوطني السوداني العميد عبدالعزيزخالد التقته "التيّار" فى حوار الصراحة.

* عبد العزيز خالد معتقلاً في أبو ظبي ..عبد العزيز خالد حُراً طليقاً في السودان .. ماهي القصّة الحقيقية لهذه الرحلة بين كلّ ما يُقال في الساحة؟

السؤال قديم متجدد بحيث أنَّ اعتقالي في أبو ظبي مرّت عليه أربع سنوات وكان نتيجة لشكوى من الحكومة وقتها (قبل اتفاق السلام) ضدّي أنا والفريق عبد الرحمن سعيد بتهمة تفجير أنابيب البترول في عام 1999م وكان بتوجيه من المؤتمر الوطني للإنتربول العربي للقبض عليّ إذا هبطت طائرتي في أيّ من دول الخليج العربي.. هذا هو سبب الاعتقال مع العلم بأنّ من قام بتفجير أنابيب البترول هو جيش الأمّة وليس قوات التحالف السودانية. استمر اعتقالي في أبو ظبي لفترة ثلاثة أشهر وكانت فترة من أسوأ فترات الاعتقال التي تعرّضت لها حيث كان يتم اقتيادي إلى التحقيق وأنا مُكبل اليدين والقدمين.. كان التحقيق عن تفجير أنابيب البترول باعتباره عملاً إرهابياً وكنت أقول لهم إنه عمل نضالي لأنّ رؤيتنا في مسألة البترول أنه لمصلحة شعب السودان وليس لمصلحة فئة، وكنا نعتبره هدفاً استراتيجياً وسياسياً وعسكرياً للأسف تمّ تصديره في الزمن غير المناسب بواسطة النظام غير المناسب. وقد دافع عنّي فريق من المحامين الوطنيين وهذه فرصة عبر الصحيفة لكي أشكرهم فقد تكبدوا المشاق وجاءوا إلى أبو ظبي للدفاع عنّي وهم عمر عبدالعاطي والصادق شامي وكمال الجزولي، وأتذكّر عندما عُدت والتقيت باللواء الكامل مدير السجون حينذاك قلت له (يا حليل كوبر).

* هناك حديث عن إبرامكم لصفقة مع الإنقاذ لإطلاق سراحك وعملية إعتقالك كانت جزءاً من التمويه؟

هذا حديث المؤتمر الوطني وأجهزته فهم عادة ما يروّجون لمثل هذه الأقاويل لتشويه صورة الوطنيين – متسائلاً- إذا كنت مُتفقاً معهم لكنت عُدت باتفاق كما فعل الآخرون (بالمناسبة بيتنا حيطتو لسه مكسورة) وهل من المنطق أن يعقد أحدهم صفقة ويظل فى السجن مُكبل اليدين؟ أعتقد أنّ ذلك جزءٌ من الحرب النفسية ومحاولة لقتل الشخصية ولكنها لم تؤثر إلاّ على أصحابها فالنضال طويل ومستمر، وعندما أتيت كان الرد واضحاً فى استقبالي وكان عبارة عن تقدير للنضال وللرصيد النضالي لتنظيم عظيم.. للتحالف الوطني السوداني.

هل صحيح إنك اعتذرت عن معارضتك أمام البشير ونافع؟

أنا شخص مُجرّب سجون لا أخشى السجن ولا أعتذر عن السجون.. تمّ سجني فى كسلا وكوبر وفي جهاز الأمن وفُرضت عليّ الإقامة الجبرية في منزلي بأسمرا.. إنّ النضال طويل وشاق والمناضلون يعرفون بسيماهم والذين (يجّرّسوا) من السجون ايضاً يعرفون بسيماهم والمهم فى الأمر إني إلى الآن لم ألتق نافع ولا البشير.. من يعتذر لمن؟ هم المفروض أن يعتذروا للشعب السوداني وللقوات المسلحة وأسر الشهداء والمفصولين والفقراء وعن كل الذي حدث خلال العشرين سنة الماضية ولست أنا من يعتذر.

أنت متهم بارتكاب جرائم حرب ضد مقاتلي التحالف في إطار تصفية حسابات قادت إلى الانشقاق الشهير بقيادة الدكتور تيسير محمد أحمد ؟؟

التحالف تنظيم ثورى يحترم حقوق الإنسان ونشأ من أجل الإنسان السوداني ولا يمكن أن يمارس نفس السلوك الذي تمارسه الإنقاذ، وفي المنطقة التي يتمركز فيها جيش التحالف توجد منظمات حقوقية تشرف على الوضع وأخرى تزور المنطقة بشكل دوري، وهم تحدّثوا عن احترام التحالف لحقوق الإنسان وعدم خرقها وبالمقابل تحدّثوا عن إنتهاك حقوق الإنسان من قبل الإنقاذ والتنظيمات الأخرى ومنها الحركة الشعبية .. والذين يروجون لهذا الحديث هم فئتان أولاهما الآلة الأمنية للمؤتمر الوطني والفئة الأخرى المجموعة التي انشقت عنّا ولم يكن لديها سبب موضوعي للانشقاق. والانشقاق فشل وبدأت تُبرّر لذلك من خلال هذه الأقاويل.. ودائماً الأنظمة الشمولية في أي مكان تتهم حركات التحرر الوطني بانتهاك حقوق الإنسان لإضعاف الدعم الجماهيري لها.

الخلافات الداخلية للتجمُّع كانت عاملاً رئيسياً في فشل خطط وبرامج التجمُّع ما تعليقك على ذلك؟

من غير المنطقى أن نضع التجمُّع في كفّة والخلافات في كفّة وترجح الخلافات.. رغم الخلافات كانت هناك قدرة على الحوار ودائماً ما يصل الجميع إلى أشياء مشتركة والدليل مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرا عام 1995م ونحن نعتزُّ به إلى الآن وهو أحد المخارج لشعب السودان.. هناك بالإضافة للخلافات أسباب أخرى داخلية أهمُّها الاتفاقات الثنائية التي هُرع إليها الجميع وهناك مقولة أُردّدها دائماً (الدبيب ما بدوهو الأصبع عشان يعضيهو والدبيب بدقوهو بالعكاز فى راسو) وهذه الإتفاقات الثنائية أحد الأسباب التي أدت إلى إضعاف التجمُّع.. نحن مازلنا أعضاء في التجمُّع رغم موته ولدينا (ضاحكاً) قناعة بأنّ العفريت يمكن أن ينهض يوماً ما.. ومن الأسباب التي أدت إلى إضعاف التجمُّع إضافةً إلى الاتفاقات الثنائية تغيير الجبهة الإقليمية والحرب بين إثيوبيا وأسمرا، والمجتمع الدولي في فترة لعب دوراً للضغط على الجميع وإنّ نيفاشا أنقذت الإنقاذ.

التجمُّع الوطني الآن في حالة موات.. هل أصبح إجماع جوبا بديلاً عنه؟؟

إجماع جوبا نتج عن عدم رغبة الناس في التخندق في حلف غير فاعل ووجوده لخلق توازن في الساحة السياسية.

إبتعدت حسب لوائح التحالف من قيادة الحزب ولكن.. هناك اتهامٌ بأنك تديره من وراء الكواليس؟؟

الإجابة على هذا السؤال من ثلاثة جوانب أولها أنّ الرئيس الجديد إنتخبه المؤتمر العام وهو أحد خريجي قوات التحالف وقبلها كان يشغل مناصب أخرى فى الحزب وكان قائد وحدات مقاتلة في أيام الحرب ضدّ الإنقاذ وهو أحد مؤسّسي التحالف. الجانب الآخر أنّ انتخابه جاء نتيجة لإلتزامنا بلوائحنا التي تنص على تبادل السلطة داخل التنظيم.. وأنتم كشباب ستعرفون قيمة ذلك ولكن هنالك أحزاب تتمسك بالسلطة لشخصيات معينة داخل الحزب.

الخروج الأخير لقواكم (إجماع جوبا) إلى الشارع.. ألا تعتقد أنكم كنتم جسراً للحركة الشعبية لتصل إلى ما تريد وتهمل المطالب الأخرى ؟؟

الحركة الشعبية لديها مصلحة مشتركة في إجماع جوبا كما للأحزاب الأخرى والذى جمعهم هو مصلحة الوطن، وشعب السودان خاصة، والوحدة، وإزالة الشمولية، والتحول الديمقراطي وفى حسابتنا عندما دعينا لمؤتمر جوبا أنه حلف استراتيجى لأن مشروع الاتفاق الثنائى بين الشركاء متناقض ولابدّ لنا من كتلة نطلق عليها الكتلة التاريخية .

(مقاطعة) ولكن.. الحركة خرجت بقوانين الجنوب كالإستفتاء والمشورة الشعبية وأبيي ولم تقف أمام قانون الامن؟؟

النظام حاول أن يبدي أنّ الفعاليات الجماهيرية من ندوات ومسيرات روّجت لها الحركة الشعبية بغرض الإنفصال وأنّ التنظيمات الأخرى ليس لها دور وهذا شرك خبيث يجب ألاّ نقع فيه ومحاولة لدق مسمار داخل الكتلة التاريخية والدليل على ذلك (ضربك واعتقالك) وأنت لست جنوبية بل شمالية (يقصد المحررة).

مع اقتراب زمن العملية الإنتخابية ووضوح عدم تركيز المعارضة عليها ماهي خطواتكم للبقاء في الخارطة السياسية الجديدة التي ربّما تُشكلها الإنتخابات القادمة ؟؟

التحالف أعلن في المؤتمر العام خوض الانتخابات بكل مستوياتها من رئاسة الجمهورية إلى أدنى المستويات، ولقد تمّ ترشيحي أنا لرئاسة الجمهورية وسيكون للبشير مُنافسٌ عسكري آخر، ولكن.. هو إنقلابى وأنا مناضل وهذا فرق كبير.

(مقاطعة ) أنت متهم بارتكاب جرائم حرب كيف يتسنّى لك الترشُّح للرئاسة؟

لم يصدر ضدّي حكم بل تمّت تبرئتي فى المحكمة ولأننا لدينا وفاء لالتزاماتنا سنقبل بالمُرشَّح الواحد الذي سيخرج بها إجماع جوبا، ولكن.. موقفنا الأصيل الدخول في الانتخابات .

من أين ستحصلون على تمويل الحملة الانتخابية إذا خضُّتم منفردين؟

نحن نعلم عن قدرات العدو وبالتالي نعلم قدراتنا أيضاً.. فى هذه الحالة سيناشدون كل الوطنيين والرأسمالية الوطنية لدعمهم في الانتخابات بأيِّ مبلغ كان حتى لو كان جنيهاً واحداً سيكون دعماً لدفع مسيرة الديمقراطية

(مقاطعة) في الديمقراطيات تمويل الأحزاب من الدولة؟

هذا في الديمقراطيات ( ضاحكاً) فمن حق الأحزاب ومن حق المُرشِّحين الحصول على دعم من الدولة لأنّ هذا مال الشعب ولكن هذا لايحدث إلاّ في الحكومات المنتخبة.

ماهي رؤيتكم لخوض العملية الإنتخابية بعد تشكيكم في الدوائر الإنتخابية والسجلّ الإنتخابى؟؟

المؤتمر الوطني زوَّر في أثناء التسجيل ولدينا قناعات بأنّ الأنظمة الشمولية إذا أُرغمت على قبول وسائل سلمية يجب علينا خوضها، وهناك تجارب دائماً ما نشير إليها كالتجربة الكينية والإيرانية والزمبابوية، والانتصار يكون في قبول هذه الأنظمة للتداول السلمي للسلطة.. المؤتمر الوطنى سيحظى بنسبة في الإنتخابات ولكن لن تكون الـ52% وهذا في حالة ما إذا كانت انتخابات حرة ونزيهة ولكن المعركة هي معركة مابعد الانتخابات وتزويرها.

ماهي النتيجة التي توقعتموها من مسيرة الإثنين؟

المسيرة كانت إنتصاراً حقيقياً للمعارضة وقد تفاعل معها الشارع السوداني، وقدرة الأحزاب تكمن في الإتصال بجماهيرها وكسر الحصار بعد عشرين سنة وليس كل السودانيين يمكن شراؤهم بالمال والسلطة. إنتخابات المُحامين واتهام المؤتمر الوطني بتزويرها؟ تُعدُّ إنتصاراً لتحالف المحامين الديمقراطيين وظهور نيّة التزوير كان أمراً معلوماً قيام الانتخابات.. هناك دعوى قضائية مرفوعة ضدّ النقابة السابقة مما يوضح أنّ القضاء غير مستقل.

ماهو رأيك في إجازة قانون الأمن الذي يعطي سلطة الإعتقال للجهاز والإمتيازات الواسعة لأفراد الجهاز؟؟

قانون الأمن شمولي وضدّ الدستور وغير قانوني وهو نفس قانون نميري والذين وضعوه هم نفسهم الذين وضعوه أيام مايو وهو يبدي الوجه القبيح للأنظمة الشمولية وللإنقاذ خاصة.

رابط الحوار:

http://www.altayarnews.net/shownewstxt.aspx?cno=5368

 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by