# # # #
   
 
 
[ 04.01.2010 ]
العميد متقاعد عبد العزيز خالد لـ «الصحافة»: سأرشح نفسي لرئاسة الجمهورية منافساً للبشير


كشف العميد متقاعد عبد العزيز خالد رئيس المجلس المركزي لحزب التحالف الوطني السوداني، عن رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة إذا اتفقت قوى المعارضة على المشاركة فيها بعدد من المرشحين، وأكد أن باستطاعته منافسة مرشح حزب المؤتمر الوطني المشير عمر البشير.

 

العميد متقاعد عبد العزيز خالد لـ «الصحافة»: سأرشح نفسي لرئاسة الجمهورية منافساً للبشير

حوار: خالد سعد

كشف العميد متقاعد عبد العزيز خالد رئيس المجلس المركزي لحزب التحالف الوطني السوداني، عن رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة إذا اتفقت قوى المعارضة على المشاركة فيها بعدد من المرشحين، وأكد أن باستطاعته منافسة مرشح حزب المؤتمر الوطني المشير عمر البشير.

وأعلن في مقابلة مع «الصحافة» عن سعي حزبه لعقد تحالف انتخابي مع كافة القوى الحديثة وقوى السودان الجديد، وقال ان أقربها لحزبه «الحركة الشعبية وحركة حق والمؤتمر السوداني»، مؤكدا أن التحالف ما يزال يطرح شعارات واهداف جديدة للتغيير ، معتبرا أن الأحزاب التقليدية قادت البلاد إلى حافة الهاوية، وفشلت في تحقيق مطالب وطموحات الأغلبية الصامتة في الريف والمهمشين.

وتالياً نص المقابلة:

* نشأ التحالف كبديل للقوى السياسية الأخرى .. لماذا فشلتم في تحقيق هذا الهدف حيث أصبح التفريق بينكم والقوى التقليدية أمرا صعبا؟

- الفرق بين القوى الجديدة والقديمة ليس بتاريخ النشأة والسنوات .. نحن طرحنا أشياء مهمة جدا مثل «الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة» التي تختلف عن الأطروحات السابقة كالدولة الدينية والمشروع الحضاري وغيرها، في حين أن الطرح الذي قدمناه جديد ومايزال يمثل هدفنا الاستراتيجي.. نحن قوى جديدة لأننا لا نعمل وفقا أيدلوجيا، بل لدينا أهداف ووسائل لتحقيق هذه الأهداف والبرامج. كذلك نحن نطرح «عدم أبدية الرئاسة» وهو طرح جديد بالنسبة لأحزابنا القديمة، وقد نفذ هذا الهدف عمليا في المؤتمر العام للتحالف في مايو العام الماضي، ونحن رغم أننا حركة تجديدية إلا أننا لم نخرج من الثقافة السودانية، ولدينا قناعة بمكونات البلد الثقافية ومن أهمها الجانب الصوفي والإسلام المتسامح.

* أليست هذه منطلقات أيدلوجية؟

- ليست أيدلوجية؛ لأننا لم نطرح ثقافة مناهضة لثقافة الوطن أو غردنا خارج السرب، المهم اننا نعمل للتجديد من داخل الواقع الثقافي، وليست لدينا ايدولوجيا بمعنى مواقف ورؤى سياسية، ولكن بمعنى الدين المتسامح، فالتحالف يقف مع القوى الصامتة ومع الضعفاء ومع المهمشين وطرحنا ثورة الحرية والتجديد وثورة الريف إلى المدينة.

* وما الذي دفعكم للتحالف مع القوى التي اطلقتم عليها أحزابا قديمة؟

- المعادلة ليست في ان عدم تنفيذ شعاراتنا هو ما يدفعنا للتحالف مع القوى القديمة، ولكن مشروعنا طويل ويجب الصبر عليه ولن يتحقق بين ليلة وضحاها، فنحن تحالفنا مع قوى قديمة داخل التجمع الديمقراطي،وقد تم ذلك ليس لأننا فشلنا ولكن لأننا من مؤسسي التجمع وساهمنا في عقد اجتماع عام 1994 قبل مؤتمر اسمرا، وسمي مؤتمر القوى الرئيسة وعندئذ كانت أول مرة يظهر قوى التحالف السوداني، واعتقد اننا لعبنا دورا مهما في هذه المرحلة، وكان البعض يعتقد أن يعقد المؤتمر في إطار القوى الجديدة فقط، لكننا قلنا اننا نتعامل في إطار سوداني ويتطلب ذلك إشراك القوى القديمة.

* المطلوبات والأهداف التي يدعو لها التحالف ، ألا يكن ممكنا تحقيقها من داخل ما تسميها بالأحزاب القديمة؟

- لو كانت الأحزاب القديمة قد لبت المطالب، لما وصل السودان إلى هذا الوضع الذي يشبه الوصول لمشارف الهاوية السحيقة، فقد كان هنالك تناقض كبير في تبادل السلطة داخل هذه الأحزاب وما يزال هذا التناقض مستمرا، نحن لا ندعي ان وظيفتنا معالجة هذه الأزمة في هذه الأحزاب، ولكن مجرد الطرح التجديدي له تأثير كبير ، وبالفعل فقد خلق بؤرا عديدة لانطلاق التجديد، قد لا يلاحظ بشكل واضح ولكنه فرض بشكل واضح على كثير من الأحزاب القديمة.

* وهل استطاع طرحكم التجديدي استقطاب مؤيدين من الأحزاب القديمة، أو اكتساب قواعد مماثلة للقوى التقليدية؟

- الواقع يقول إن هنالك تغييرا كبيرا، والأيام حبلى، وتجربة التحالف في مناطق بالشرق والنيل الأزرق توضح مدى التأثير الذي فعله الطرح التجديدي، ونسبة الوعي التي انتشرت بين المواطنين هناك، قناعتنا دائما ان الوعي هو الذي يقود الى الثورة، والواقع الحالي يؤكد أن هنالك تغييرا، شخصيا تعرفت على كثير من الأصدقاء من أحزاب الأمة والاتحادي والشيوعي بعد انقلاب الإنقاذ ولاحظت حجم التغيير الذي حدث، ومعنا العديد من هذه الأحزاب في التحالف، والاستقطاب لا يتم بسرعة شديدة، لكنه يحتاج إلى وقت، وكل الثورات بدأت صغيرة ثم كبرت وحققت التغيير المنشود، نحن لا نزعم اننا حركة كبيرة لكننا أيضا لسنا حركة صغيرة .. نحن نشأنا بأنيابنا ولدينا وضوح رؤية سياسية واجتماعية وثقافية.

* إذا كنتم تؤمنون بعدم أبدية الزعامة .. لماذا لم تبتعد عن حزبكم بعد انتخاب رئيس جديد؟

- كثيرون يتحدثون عن عدم الديمقراطية في الأحزاب، وعندما تحدث يفسرونها بهذا الشكل، لكن في التحالف فإن الرئيس الجديد أمير عبد الله من الكوادر المؤسسة للتحالف هو رجل مثقف وأديب ومستنير ومناضل وخريج مدرسة حرب العصابات في التحالف، وحينما تسلم القيادة كانت هناك تساؤلات في المؤتمر العام؛  هل تنزوي القيادة السابقة؟ أم تقبل إزاحتها من مواقعها وتظل تعمل تحت القيادة الجديدة؟ والذي حصل أن معظمنا من أعضاء المكتب السابقين مثل عصام الدين ميرغني وكمال إسماعيل وخوجلي فاروق خوجلي، يعملون الآن من مواقع أخرى تحت القيادة الجديدة، وهذه قمة الديمقراطية، ولكن مشكلة السودانيين انهم ينظرون دائما إلى عمر الشخص ، أكثر من موقعه القيادي خاصة من قبل الصحفيين، وأنا عندما وافقت على هذه المقابلة، كنت قد أجريت اتصالا بهذا الخصوص مع رئيس الحزب.

* لنتحدث عن تحالف مؤتمر جوبا، ماهي أبرز ملامح برنامج الحد الأدنى الذي يجمعكم بهذه القوى؟

كما ذكرت سابقا فإن هذا التحالف ليس جديدا، فقد كنا ضمن الأحزاب المؤسسة للتجمع، ومازلنا أعضاء فيه رغم انه بات جسما ميتا وغير فاعل ولا حياة له، لكن الواقع السياسي يفرض علينا عدم التخندق والتعامل مع الأوضاع التي نسميها الان بمرحلة الانتقال من الشمولية إلى رحاب الدولة المدنية، ونحن لدينا قناعة بان هذه المرحلة تتطلب عمل جميع القوى الحية وغير الحية مع بعضها البعض، وهذا الانتقال يتطلب ما نسميه بناء «الكتلة التاريخية»، نحن لسنا صغارا نريد اللحاق بالكبار، ولكن هنالك اتفاق بين هذه القوى على الحريات والدولة المدنية واستقلال الخدمة المدنية وخلافه وهو ما نقصده ببرنامج الحد الأدنى الذي يتطلب بناء كتلة تاريخية لتحقيق ما نسميه بالانتقال الحرج أو ما يسميه البعض بالتحول الديمقراطي.

* في تقديركم هل المناخ مناسب لإجراء الانتخابات في موعدها؟

المؤتمر الوطني لن يسمح للأحزاب بأن تعمل بالصورة التي تطلبها، نحن لا نزال نواجه انعدام الحريات، وهنالك قانون الأمن الوطني المجاز مؤخرا، وما يزال الترهيب مستمرا، ونتوقع الاعتقال في أية لحظة، لكن موقفنا الأصيل في التحالف مع المشاركة في الانتخابات لأننا نعتبرها وسيلة سلمية ومناسبة للتغيير والانتقال.

ونعتقد أن أهم إنجازات اتفاق نيفاشا هو الانتخابات، وبما أن الوسيلة للتغيير أصبحت هي الانتخابات، فإن الصراع حاليا يشتعل بين الكتلة التاريخية الراغبة في الانتقال وبين المحافظين على المشهد كما هو، لكن الواقع يؤكد إن زمن الانقلابات قد انتهى، وانه لا مجال في المستقبل لانقلاب جديد، وبالتالي يجب دفع ضريبة الانتقال من تعديل للقوانين ومن تهيئة للمناخ المناسب لإجراء وسيلة الانتقال.

* هل يشمل التحالف السياسي للمشاركين في مؤتمر جوبا تحالفا انتخابيا ؟

- إننا لا ننظر إليه كتحالف انتخابي في الوقت الحالي، ولكنه يعد فرصة تاريخية لإنجاح التحول من الشمولية إلى الدولة المدنية، وبعد ذلك لكل حزب خياراته في التنافس السياسي، ونحن نرى انه إذا تم انجاز مهمة الانتقال لابد من تشكيل حكومة قومية لاستكمال بقية مشوار التحول، لذلك لابد من تحالفات حزبية لفترة طويلة لعمل الاستقرار وإبعاد شبح العنف.

 * هل تدعمون رؤية أحزاب جوبا في التعامل مع انتخابات رئاسة الجمهورية؟

- لاحظنا أن بعض الأحزاب تطرح أن يقوم كل حزب باختيار مرشحه للمنافسة في المرحلة الأولى لانتخابات رئيس الجمهورية حتى لا يحصل مرشح المؤتمر الوطني على نسبة الـ50% +1 ، وإذا اتفقت الأحزاب على هذا الأمر سندعمه،  لكن دعوتنا هي الاتفاق منذ البداية على مرشح واحد، وفي تقديري هي خطوة أفضل من النظرية الأولى.

كذلك نحن دعونا للمشاركة في الانتخابات، ومقتنعون بها كوسيلة للانتقال، ورغم الظروف التي تحيط بالواقع السياسي، فنحن نرفض مقاطعة الانتخابات، وهو موقف أصيل لدينا .. لكن إذا قاطعت كافة أحزاب مؤتمر جوبا سيكون لنا موقف أخر.

* وما هي الأحزاب التي تعتقدون أنها الأقرب للتحالف معها في المرحلة الانتخابية؟

- نحن نؤمن بالسودان الجديد وقوى السودان الجديد، والحركة الشعبية واحدة من تلك الأحزاب التي تلتقي معنا في العديد من الأطروحات، وقد وصلنا معها إلى مرحلة إعلان الوحدة، ولكن التنفيذ تعثر بسبب الاختلاف حول طريقة التعامل من برنامج السودان الجديد، حيث كنا نرى أن نقوم نحن بتنفيذ البرنامج في الشمال، وكانت الحركة ترى ان نحل التنظيم ونعمل في هذا البرنامج كتيار من داخل الحركة، لكن مازلنا نلتقي مع الحركة في النقاط المشتركة.

كذلك لدينا اتصالات مع بقية القوى «المؤتمر السوداني، حركة حق، وغيرهما » للتنسيق ككتلة حول الانتخابات وداخل مؤتمر جوبا، وهدفنا الأساسي تحقيق برنامج السودان الجديد على المدى القريب والبعيد.

* ما الذي تم بشأن حواركم مع تضامن القوى الديمقراطية «تقدم»؟

- لم نصل معها حتى الان إلى مرحلة الاندماج، لكننا وضعنا برنامجا سياسيا مشتركا ونقوم بالتنسيق بيننا، وندعو لمزيد من الالتحام خاصة في مرحلة الانتخابات.

* هل لديكم مرشح لرئاسة الجمهورية؟

- إذا اتفق الجميع على أن يقوم كل حزب بترشيح شخص للرئاسة، فسوف أترشح في مقابل مرشح حزب المؤتمر الوطني.

* هل تتوقع أن تكون لك حظوظ بالفوز في مواجهة الرئيس البشير؟

- يرى البعض أن معظم من يكونون في السلطة من الرؤساء  لديهم الفرصة الأكبر للفوز، وهنالك تجربة مشابهة في أمريكا، لكن بالنسبة للمؤتمر الوطني فالأمر مختلف، فمعظم السودانيين معارضين له، لذلك الفرصة اكبر لمن يريد منافسة مرشح الحزب الحاكم.

* لكنك والرئيس البشير تنطلقان من خلفية متشابهة؟

- صحيح نحن نتشابه في الخلفية العسكرية، لكنني لست انقلابيا أنا رجل ثوري وشعبي، ولدي جوانب لا يعرفها الكثيرون فأنا قانوني وهاوي للأدب والقصة والشعر.



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by