# # # #
   
 
 
[ 09.12.2009 ]
مسيرة الاثنين: بداية امام البرلمان ونهاية بـالبمبان: خالد احمد


رغم اعلان يوم أمس اجازة رسمية لتشجيع المواطنين للمشاركة في التسجيل بالسجل الانتخابي في اخر ايامه، لكن شوارع الخرطوم لم تخلو من حركة المواطنين وطوال رحلتي لمقر تجمع مسيرة قوي إعلان جوبا امام البرلمان تلاحظ الانتشار المكثف للقوات النظامية المسلحة بالبنادق الالية والدوكشات المحمولة على عربات الدفع الرباعي مع اقامة نقاط تفتيش امام جسري الفتيحاب وكبرى النيل الأبيض.

وتحولت الشوارع امام البرلمان لما يشبه الساحة الحربية من خلال الوجود الكثيف للقوات النظامية التابعة لجهات شرطية وامنية من بينها قوات تحمل سيارتها شعار (النمر) وتحمل مدافع الدوشكا.

امام البرلمان

وفي تمام الساعة الثامنة صباحا بدات القوي السياسية تتجمع بشكل فردي امام مقر المجلس الوطني وعلى طول شارع السلاح الطبي، وبشكل ملفت بدأت اعداد المتظاهرين تزيد يتقدمهم قيادات القوي السياسية. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات عدد من القوي السياسية كان من بينها لافتة لحزب المؤتمر السوداني تطالب بانفاذ مقرارات جوبا أما حزب البعث العربي الاشتراكي كتب فيها "لا لتزييف لارادة الشعب" اما التحالف الوطني السوداني فحملت لافتته شعار "لا للقوانين المقيدة للحريات" أما الحزب الشيوعي السوداني فجاء في لافتته "لا لقانون النظام العام".

ضرب في المليان

ومع تزايد الحشود وتصاعد الهتافات "ياخرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الديكتاتوري" امرت الشرطة الحشود بالتفرق من المكان ووقعت بعض الاحتكاكات بين بعض المتظاهرين وافراد الشرطة نجح الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية ين ماثيو في تهدئة الأمور، إلا أن وتيرة الأحداث تصاعدت بعد رفض المتظاهرين الانصياع لأوامر الشرطة، وهو ما دفعها لشن هجوم لتفريقهم بالقوة استخدمت فيه العصي والغاز المسيل للدموع تراجع بعدها المتجمهرين في اتجاه شارع السلاح الطبي، واستمر ضغط افراد الشرطة مما دفع المتجمهرين للتراجع لداخل حي بانت.

ترتيب الصفوف

بعد الدخول لحي بانت بدأ المتجمهرين في تجميع صفوفهم وترتيبها خاصة بعد وصول القيادي بحزب الامة القومي مساعدة الامين العام للحزب د.مريم الصادق المهدي التي تولت قيادة الجموع بنفسها.

وداخل حي بانت ادلت د.مريم  الصادق بتصريحات للصحفيين واعتبرت ما حدث بأنه "خروج عن الدستور وموقف خطير وما حدث اثبت أن الدولة الحالية هي دولة للمؤتمر الوطني" واضافت:"هذا يوم مؤسف في تاريخ السودان" وقبل اكمالها لحديثها ظهرت سيارات الشرطة داخل الحي والتي بدأت في إطلاق الغاز المسيل للدموع، تفرق على اثرها المتجمعون.

في قيد الاعتقال

وحينما اشتدت عملية إطلاق الغاز المسيل للعام قمت ومعي اثنين من الزملاء وهما حمزة بلول من صحيفة (الأحداث) ومهند الشيخ من صحيفة (راي الشعب) بالاحتماء  داخل احد المنازل، والذي اقتحمه عدد من منسوبي قوات الشرطة وعمروا اسلحتهم وجهزوها لاطلاق النيران، ثم طلب منا الاستسلام بدأوا بعدها في ضربنا رغم توضيحنا لهم بأننا صحفيين وابرزنا لهوايتنا الصحفية والتي اعتقلت –الهويات الصحفية- بدورها.

الغنائم جاءت

تم وضعنا في عربة بوكس وتوجهوا بنا صوب الشارع الرئيسي الذي يطل عليه البرلمان وطوال الطريق كان افراد الشرطة يتبادلون الصياحات مع زملائهم المنتشرين على الطريق والذين هتفوا لراكبي العربة صائحين (غنائم غنائم) فيبادر زملائهم الراكبين معنا في العربة بالصراخ والهتاف.

اسباب التأخير

وبعد وصولنا الي نقطة التمركز التي اقامتها قوات الشرطة امام المجلس الوطني نقلنا لعربة دفار تابعة للشرطة، حيث تم اجلاسنا في ارضيته ووقتها قال لنا احد افراد الشرطة بشكل غاضب بلغة دارجة:"نحن كنا منتظرنكم من الساعة 6 صباحاً تجونا الساعة 10" وحينما اوضحنا له بأننا صحفيين وليس لنا علاقة بتنظيم هذا التجمع طلب منا التزام الصمت، وظللنا داخل هذه العربة حتي حضور ضابط شرطة برتبة رائد أمر جنوده بإطلاق سراحنا.

إعادة الكرة

بعد اطلاق سراحنا توجهنا صوب المركز العام لحزب الامة القومي ووقتها بدأت فلول المتجمهرين بالتجمع مجدداً وبدأت الهتافات ترتفع، وكان رد الشرطة عليه إطلاق الغاز المسيل للدموع، كما تجمعت جموع اخرى بمنطقة حوش الخليفة والذين كان اغلبهم من انصار الحركة الشعبية وردت عليهم الشرطة ايضاً بالغاز المسيل للدموع.

وعلى بعد بضع خطوات من مقر حزب الامة وبالمركز العام لحركة تحرير السودان التي يقودها كبير مساعدي رئيس الجمهورية رئيس السلطة الانتقالية بدافور مني اركو مناوي فقد احتشدت جموع من الجماهير المشاركة بالتجمع في فناء المركز والذي تزامن مع عقد اجتماع لعدد من قيادات القوي السياسية  والذين خاطبوا الجماهير بعد انتهاء اجتماعهم، وارتفعت اصوات الحاضرين تطالب بالخروج للشارع لاستمرار التظاهرة.

واعتبر رئيس كتلة نواب سلام دارفور بالمجلس الوطني علي حسين دوسة خلال مخاطبته للحاضرين يوم أمس بأنها "تاريخي للشعب السوداني" مضيفاً أن النظام قمع هذة المظاهرة علي الرغم من انها تعبير سلمي"، أما الناطق الرسمي باسم تحالف جوبا فاروق ابوعيسي فقال:"اليوم انتصر الشعب وجيشت القوات النظامية ضد الشعب وارادتة في التعبير" وارجع هذا الأمر لخوف النظام من الجماهير ووصف حال المؤتمر الوطني بمن "تبول في ملابسه بمحض إرادته"، معلناً انطلاق مسيرات من العاصمة وبقية الولايات ومن خارج السودان، أما رئيس حزب الامة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل فقد اتهم الوطني بخرق الدستور والقانون بقمعة للمظاهرة كما طالب بطلاق سراح المعتقلين.

عقب انتهاء تلك المخاطبات قامت الحشود بالخروج من المركز العام لحركة مناوي للتوجه صوب دارحزب الامة القومي  الا ان قوات الشرطة المنتشرة خارجه تصدت لهم واطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع على الشارع الرئيسي وداخل الاحياء السكنية.

داخل مستشفي امدرمان

واستقبل مستشفي امدرمان العديد من الجرحي والمصابين من المتظاهرين وحيث تم انعاش بعضم بالاوكسجين، وتلاحظ داخل المستشفي تواجد افرد يحملون اسلحة يتجولون بين المرضي، وتم اعتقال واحتجاز بعض المصابين من قبل الشرطة بعد تقديم العلاج لهم.

والتقينا في مقر الحركة الشعبية بالمقرن عصر امس خلال المخاطبة الجماهيرية التي نظمت لاستقبال امينها العام باقان اموم ونائبه لقطاع الشمال ياسر عرمان عقب اطلاق سراحهما بعدد من الاشخاص الذين اصيبوا خلال التظاهرات وقال لنا اكويج احمد اكويج بأنه تعرض للضرب امام القسم الاوسط حيث اصابه (رائش) طلقة نارية اطلقت على الأرض جوار قدمه وكدمات نتيجة ضربه من قبل احد افراد الشرطة. اما نورالدين منصور - الذي كان يربط رأسه بشاش طبي- فاشار لاصابته بثلاث اصابات في الرأس وعدد اخر من الاصابات، مشيراً لعمل صورة اشعة له واقتياده للحراسة ومن ثم إطلاق سراحه لاحقاً.

وقال عبد الله ادم يعقوب أنه ضرب بالعصي جوار مسجد النيلين في الظهر وعضل اليد وعلى الساعد، أما بخيتة نيكون ميوت فاشارت لاصابته جراء سقوطها على الأرض عقب إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع عليهم بمنطقة ود البشير.



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by