# # # #
   
 
 
[ 04.11.2009 ]
امين برير القيادي السابق في قوات التحالف في حديث لأجراس الحرية – الجزء الثاني


يواصل القيادي السابق بتنظيم قوات التحالف في هذا الجزء من هذا الحوار الذي سرد فيه ذكرياته عن تلك الفترة التي قضاها بالتحالف علي الجبهة الشرقية وإلتحاقه فيما بعد بمؤتمر البجا وجبهة الشرق، وتجربة التحالف الوطني كما اسلفنا في الحلقة السابقة من التجارب التي تحتاج لبحث وتسليط ضوء مكثف ليعرف المجتمع كيف تكوّن هذا التنظيم ونما في عامين ليصبح واحداً من اكبر التنظيمات عسكرياً وسياسياً وكيف إنهار بنفس السرعة وهو ماينطبق ايضاً علي جبهة الشرق .

الثلاثاء 03-11-2009
اجراس الحرية 

*اثناء الحرب الارترية الاثيوبية كانت معسكراتكم علي بعد امتار من القوات الإثيوبية التي إحتلت عددا من المدن الارترية كيف كانت اوضاعكم في تلك الفترة وهل تأثرت إمداداتكم؟

بعد إنسحاب الإرتريين من تسني ونصب دفاعاتهم في ساوا خططنا انه في حالة إقتراب الاثيوبيين منا للانسحاب لداخل السودان وعدم إرتكاب اي حماقة بمواجهتها، وإتصالاتنا بالإرتريين لم تنقطع وإمداداتنا كذلك وماقدمته لنا الحكومة الإرترية من دعم رغم ظروفهم الصعبة والحروب التي دخلوا فيها كان يكفي لصناعة معارضة قوية ونفس الامدادات التي كان يعطونها لجيشهم كان يتم إعطائها لنا وإذا حدث لنا اي نقص فمن المؤكد انه كان يشمل جيشهم معنا.

*ماهي إنعكاسات هذه الحرب علي تنظيمكم وماذا حدث لقواتكم بإثيوبيا بعد الحرب؟

كنا نتحرك بسهولة بين الدولتين وإذا كان هناك نقص في الإمداد والتموين في اي جبهة كان من السهولة تغذيته من الجبهة الاخري وبمجرد قيام الحرب تم فصل اجهزة الإتصال وحصل إنفصال وعزلة بين الجبهتين واصبح الاتصال بين الجبهتين يتم بالسفر للقاهرة ومن ثم لاديس والميدان وهي رحلة تستغرق اكثر من اسبوعين وكنا في الإذاعة نبث برامج ورسائل لرفع الروح المعنوية لقواتنا هناك.

*كيف كانت علاقتكم مع سكان الشرق الذي إنطلقت عملياتكم العسكرية من اراضيه وماهي درجة تفاعل اهله مع برامجكم؟

تأثيرنا في الشرق وتفاعلنا مع مشكلات اهله كان كبيراً، والتأثير المباشر كان في مناطق جنوب البحر الاحمر عقيق وعدوبنا وعقيتاي وعتيربا وقرورة وقد إنضم عدد كبير من سكان هذه المناطق للتحالف وخلقنا معهم علاقة قوية واسهمنا في تقديم خدمات لهم في مجالات التعليم والصحة والمرأة وهم وقفوا معنا رغم وجود مؤتمر البجا في تلك المناطق التي تعتبر مناطق نفوذ له.

صوت الحرية والتجديد كان إسم إذاعة التحالف التي كان بثها يصل لمناطق واسعة في الداخل وانت كنت احد كوادر هذه الإذاعة،كيف تأسست وماهي الفكرة وراء إنشائها؟

الإذاعة تاسست في العام 97 والهدف منها كان شرح افكار التحالف وبرامجه وعملياته العسكرية وللدفاع عن التنظيم الذي اصبح يحارب بالاعلام بسبب حداثته، وفي البداية كانت قد جاءت إذاعة تبث علي مدي قصير اما الاذاعة الريئسية فقد جاءت من مكتب التحالف بامريكا وتبرع بها احد المقاتلين في امريكا وتبرع كذلك بتدريب المهندس هاشم المبارك الذي مكث حوالي ثلاثة اشهر بامريكا وقام بإحضار الإذاعة معه ومساحة بثها تمتد لكل أنحاء السودان وأجزاء من تشاد وافريقيا الوسطي ومصر، وكانت إدارتها تتبع لامانة الإعلام بالدائرة السياسية التي كان يتولاها فتحي عبدالعزيز والجوانب الفنية كان مسؤولا عنها هاشم المبارك اما الجزء الاكبر من البرامج وعمل الإذاعة فقد قام به محمد خليل محمد النور وبذل جهدا كبيرا في تسيير العمل بالإذاعة ومن المعدين كان هناك امير بابكر، فايز الشيخ السليك، الصادق إسماعيل، التجاني الحاج وشخصي ومن المذيعين محمد خليل، موسي إسماعيل كوري، إبراهيم النابوسي من قوات مؤتمر البجا، محمد عبدالله من قوات التحالف الفيدرالي.

*أين كان مقر الإذاعة؟

بث الإذاعة بدأ من مدينة كرن الإرترية في العام 97 حتي آوائل 98 ومن ثم تم نقلها لمنطقة حديش معسكر خلف رئاسة قوات التحالف وعلي بعد كيلومترات من الحدود السودانية للابتعاد بها عن منطقة الإستهداف.

*كيف كنتم تتحصلون علي الاخبار اليومية للداخل وماهي وسائل الإتصال لذلك؟

كنا نعتمد علي مكاتب التحالف في الخرطوم وكسلا والقضارف وبورتسودان وعدد من المدن الاخري ومن أبرز الذين اتذكرهم  وكانوا يراسلوننا بنشاط الطاهر باشري من كسلا وسعد ابدبالة من القضارف وزهرة حيدر من الخرطوم وكان البعض يأتينا من فترة لاخري في الميدان ومعهم مجموعات من الشباب والطلاب وكان لدينا جهاز (سكاي فاكس) صممه المهندس الزين صالح وهو جهاز فاكس ملصق مع الكمبيوتر ترد الينا من خلاله الاخبار من اسمرا وكرن وتحتوي علي نشرات التجمع وانشطته والاخبار المنقولة من النت وايضا عبر الهاتف.

*برامجكم كانت مكررة في الكثير من الاحيان؟

في تلك الظروف، المعلومة لم تكن متاحة بشكل مستمر ونحن كنا نعتمد في احيان كثيرة علي التعليق علي مايرد في إذاعة النظام وكنا نستمع كذلك يوميا لإذاعة التجمع ونردد بعض اخبارها.

كنتم تستخدمون لهجة حادة وربما الفاظاً نابية في بعض الاحيان ضد السلطة؟

نحن كنا نستخدم نفس لغة النظام، والبعض فعلا كان يستنكر هذه اللغة وكان ردنا عليهم اننا ندخل في معارك عسكرية مباشرة مع النظام ينتج عنها قتلي وجرحي فلماذا إذا العفة في الحديث؟ الخطاب الجميل واللغة الهادئة هنا لامعني لها.

*كنتم تصورون للشعب السوداني انكم علي اعتاب الخرطوم وان النظام سيسقط بعد ايام؟

نحن لم نكن نتحدث من فراغ فعمليات التحالف كانت مؤثرة والنظام تضرر منها كثيرا ولو تواصلت بنفس الكيفية فلاشك انها كانت ستحقق اغراضها والنظام تلقي في تلك الفترة ضربات متتالية من إتجاهات كثيرة.

لماذا لم تتطور الإذاعة ويزيد عدد ساعات بثها؟ وتوقفت في وقت مبكر ربما قبل الخلافات التي اطاحت بالتحالف؟

لم يكن هناك إهتمام بها من التنظيم وكان الغرض منها فقط القول إن التحالف موجود وحتي رئيس الدائرة السياسية الذي كانت تتبع له الإذاعة لم يكن يهتم بها وربما لايكون يستمع إليها وعبدالعزيز خالد كان الاكثر إهتماما بها وكان يناقشنا كثيرا حول مايقدم فيها، وحتي قبل الخلافات الإذاعة عانت من اعطال كثيرة ومن مشكلة الوقود لدرجة اننا كنا نلجأ لإستجلاب الوقود من كسلا والخلاف كان قاصمة الظهر للإذاعة.

* كنتم تجرون لقاءات دورية في الإذاعة مع قيادات التجمع وكنتم تحتكون بهذه القيادات في الميدان وفي زياراتكم لاسمرا، شخصيات لم تفارق الذاكرة؟

للحقيقة والتاريخ د.مريم الصادق بذلت جهد كبير وتواجدت في الميدان في ظروف صعبة ولم تخضع لكونها إمراة وقيادية وإبنة زعيم، اما اكثر المناسبات التي ماتزال عالقة في الذاكرة فهي زيارة د.جون لنا في الإذاعة وهي زيارة تمت دون اي ترتيب وتنسيق حيث حضر إلينا القائد باقان اموم قبل خمسة دقائق من قدوم د. جون واخبرنا ان الدكتور يريد ان يسلم علينا وطلب منا باقان ان نكون بنفس الوضعية التي نعمل بها وبالفعل حضر إلينا د.جون وخاطبنا بشكل عفوي ونظمنا له جولة في الاذاعة واقسامها وطريقة العمل وكان يتسآءل عن كيف نعمل ونبدع في مثل تلك الظروف وهو رجل يتحدث بطريقة بسيطة ويحب النكتة ويختصر المسافات ببساطته.

لنفتح ملف الاوضاع الداخلية للتحالف الذي هو محور تساؤلات كثيرة، من اين كانت تستمد القيادة شرعيتها؟

المؤتمر التمهيدي الاول إنعقد في 16 /8/ 95 والموتمر التمهيدي الثاني إنعقد في 27 /12/ 97.

* ماهي دلالات إستعمال تمهيدي لوصف هذه الموتمرات؟وكيف يدخل تنظيم المعترك السياسي ويهيئ نفسه لقيادة دولة ولم تكتمل بنيته التنظيمية؟

التحالف كان يعتبر ان التجربة السياسية له في مهدها وكل مايقوم به تمهيد لتكتمل التجربة ويعقد مؤتمره بعد إكتساب التجارب وحتي رؤي التحالف السياسية والاقتصادية والفنية ..الخ كان مكتوبا عليها اوراق للحواراي بمعني انها ليست نهائية ويتم طرحها علي كل المكاتب للاضافة والحذف والنقاش وذلك لخلق إجماع حتي إنعقد الموتمر التاسيسي الثالث في 2002.

*هناك حديث عن إنتهاكات لحقوق الإنسان تعرض لها أعضاء في التحالف وحتي مواطنين عاديين؟

لم أتعرض علي المستوي الشخصي لاي شئ ولااعرف إنسان تعرض لإنتهاكات لحقوقه، واي جيش فيه الإنفلات وهذا الإنفلات يتم التعامل معه وفق الضوابط العسكرية المعروفة ومن ضمنها الحبس الثوري ويخضع له الفرد بعد المحاسبة وتحديد خطاءه وهذا الحبس يعمل فيه الفرد لمصلحة الجماعة مثل أعمال البنيان والإنشاءات يعني طابور سجن عادي وهذا يحدث في كل جيوش الدنيا.

*عبارات مثل الحبس الثوري عبارات فضفاضة قد يساء إستعمالها وقد تعني سجونا تحت الارض وحفرا كما يتهمكم البعض؟

انا علي المستوي الشخصي لم أشاهد ولم اسمع شئياً من ذلك وهذه إشاعات أطلقت ضد التحالف في  فترة متأخرة من مجموعة تيسير.

*واحدة من القضايا التي يلفها الغموض وتدور حولها الاقاويل في مسيرة تنظيمكم مقتل العقيد سليمان ميلاد، ارجو ان تسرد لنا ملابسات هذه الحادثة؟

سليمان ميلاد في الفترة التي استشهد فيها كان قائدا لقطاع قرورة وهو رجل ذو تجارب وخبرات كبيرة ومثقف وعسكري له ماجستير في حرب الغوريلا وكان محبوبا من قطاعات المواطنين هناك وكان يصطحب عدد منهم في اي زيارة له لاسمرا ويقدم لهم هدايا متنوعة وعندما كانت تتوقف عربته في اي منطقة كان الناس يلتفون حوله البعض كان يصف سليمان بانه مدجج بالجماهير،وفي اليوم الذي قتل فيه كان يجهز وجبة العشاء في مقر القيادة فمر عليه القاتل وهو راعي يتبع للتنظيم وكان كبيرا في السن ويعاني من إختلال بسيط في العقل ويعمل في مقر القيادة وسليمان بإنسانيته المعروفة عنه طلبه للعمل عنده باعتبار ان قرورة انسب من المنطقة التي كان فيها لتربية الحيوانات وفي تلك الليلة مر هذا الرجل علي سليمان ويقال إنه لم يسلم عليه فناداه سليمان وسلم عليه فرد عليه ببعض الإساءات وبعض قليل حضر ومعه سلاحه واطلق علي سليمان حوالي 27 طلقة استشهد مباشرة بموجبها والقوة التي كانت مسئولة عن الخدمة في ذلك اليوم اطلقت النار علي القاتل واصابته بجروح نقل علي إثرها للمستشفي وفي اليوم الثاني تم عقد محكمة للقاتل بواسطة قائد ثاني المعسكر وحكم عليه بالإعدام ونفذ مباشرة.

*الا تحتاج عملية إعدام شخص أياً كان لمصادقة رئيس التنظيم وتحقيق شامل لمعرفة ملابسات الحادثة؟

تصرف قائد ثاني المعسكر كان مخالفاً لقانون التحالف الذي كان قد وصل مرحلة متقدمة في العمل الاداري والقضائي وكان يشرف عليه العقيد المرحوم علي يسن الذي كان صاحب تجربة في الجيش السوداني بسلاح النقل وخلق عملاً إداريا متميزا في التنظيم وفي قضية سليمان كان المفروض ان يتم تشكيل لجنة تحقيق تدرس كل ابعاد القضية وهذه اللجنة هي التي توصي بتشكيل المحكمة اوتصدر اي توصية اخري ولكن تم تنفيذ الحكم بطريقة متسرعة.

*وهل تمت محاسبة قائد ثاني القطاع علي ماقام به؟

لم تتم حسب علمي محاكمته وتم فقط نقله لرئاسة التحالف وتوفي فيما بعد في اسمرا متأثرا بمرض الكلي.

هنالك إتهامات لبعض القيادات بالفساد وتبديد اموال التنظيم في اسمرا وغيرها من المدن الإرترية والاقليمية؟

يمكن ان تتهم التحالف باي تهمة إلا الفساد المالي لانه اساسا كان هناك شح مالي ويمكن ان تنطبق هذه الإتهامات علي تنظيمات اخري كانت تملك المال.

*متي بدأ الخلاف بين رئيس التنظيم العميد عبدالعزيز خالد ورئيس الدائرة السياسية البروفيسر تيسير محمد احمد؟

الخلاف بدأ يظهر لنا في الميدان منذ 2001 فممثلي الميدان والدائرة العسكرية كانوا معبأئين ضد الدائرة السياسية ومسوؤلها د. تيسير الذي كان عندما يزور الميدان يتم فصله تماما ويكون معزولا مثله مثل اي قيادة سياسية تتبع للتجمع وشبه مكروه وبدأت تظهر في تلك الفترة مصطلحات منظراتية ومثقفاتية وتعبئة ضدهم خصوصا من كانوا اعضاء في موتمر الطلاب المستقلين الذين كان يتم وصفهم بانهم (بقدفوا)

*كان هناك تدبير مقصود لعزل د. تيسير؟

هو لم يكن يجئ الميدان اساسا إلا في مناسبات قليلة وهو ماخلق له العزلة.

*وكيف ظهر الخلاف للعلن؟

بدأت الإنتقادات تأخذ شكلا علنيا واذكر ان بداية ذلك تم بخلافات بين د.تيسير وامير بابكر عضو الدائرة السياسية والرئيس الحالي لتنظيم  تحالف الداخل والذي كتب عدة مقالات في الإنترنت ينتقد فيها د.تيسير علنا، اما الخلاف بشكله الموسع والكبير فقد حدث في إحتفال للدائرة السياسية بمناسبة عيد الإذاعة ود.تيسير اقام محاضرة بهذه المناسبة لتنوير المقاتلين وتوضيح رؤية التنظيم في الكثير من القضايا وهي محاضرة روتينية كانت تقام في مثل هذه المناسبات، وعندما فتح الباب للنقاش والاسئلة كانت كلها موجهة لشخص تيسير مثل صلتك بالميدان شنو؟ وإنت تعرف للميدان شنو؟ وعندما بدأ يشرح لهم ان صلته بهم تتم عبر الدائرة العسكرية وقائدها ابوغسان كانت تتم مقاطعته بعبارات مثل إنتا مالك ومالو؟ وإنتا قاعد تعمل لينا شنو؟ وهو ما ادي لخروج د.تيسير في نهاية المطاف عن طوره والرد عليهم ببعض العبارات الغاضبة فطلب منه الحضور نقد نفسه والإعتذار للحاضرين وبالفعل اوضح انه كان في لحظة غضب ومنفعل واعتذر عما بدر منه واكمل ذلك اليوم معنا في الإذاعة وغادر بعدها مباشرة وتطور الخلاف بعد ذلك وتم فرض الاقامة الجبرية علي عبدالعزيز خالد في اسمرا بعد إتهامه بالاتصال مع الخرطوم والإتصال مع الاثيوبيين.

*كيف إنعكست هذه الاوضاع عليكم في الميدان؟

في البداية تم نزع السلاح من القوات وبعدها بفترة قليلة تم إحتجاز قوات التحالف باكملها في مركز التدريب بخور محمود بحضور د.تيسير والمتبقي من قوات التحالف في تلك المرحلة من عام 2004 كان حوالي 420 مقاتلا والقيادة الإرترية عرضت علينا خمسه خيارات وهي الإنضمام للمجلس المركزي الذي يقوده د.تيسير او العودة للسودان اوالانضمام لاحد الفصائل العسكرية الاخري اوتوفير اللجؤ السياسي لنا اوالذهاب لمعسكرات اللاجئين ومعظم المقاتلين فضلوا العودة للسودان وعاد بالفعل الجزء الاكبر منهم.

*ماهو الخيار الذي فضلته انت شخصيا؟

نصحني احد القيادات الارترية كانت تربطني معه صداقة بالإنضمام لتيسير لحين مرور هذه الظروف لان هناك تعليمات بمضايقة المضادين لتيسير ومن هناك يمكن ان اذهب لاي إتجاه آخر وبالفعل رحبت بي مجموعة تيسير التي كانت تقيم في رئاسة قوات التحالف وتم توجيهي للالتحاق بالإذاعة التي كانت متعطلة في تلك الفترة وعادت بعض عناصرها المؤثرة مثل محمد خليل للداخل وهاشم المبارك رفض العمل وطلب اللجؤ وإنضم فيما بعد لموتمر البجا وكانت الحيرة تسيطر علي من هم في الإذاعة ماذا سيقال فيها إذا بدأت العمل، بعدها بايام طلبت إذن للتحرك لرئاسة التحالف في ربدة وانا كنت قد قررت الإنضمام لموتمر البجا وعندما وصلت ربدة التي كانت منطقة تجمع لكل قوي المعارضة وفيها سوق كبير إلتقيت بالمقاتل عوض عربي وكان سجينا في تلك المنطقة ومعه عدد آخر من قيادات التحالف من ضمنهم امير بابكر وحامد إدريس افريقي ومجدي سيد احمد مسئول التنظيم والمقاتل ودالشيخ مسئول الإستخبارات بقطاع قرورة وفي ربدة طرحت علي عوض عربي فكرة الإنضمام لمؤتمر البجا وقام بتشجيعي وحمل معي حقائبي حتي بلغنا قيادة مؤتمر البجا وهناك إستقبلني فكي علي محمد مسئول الشئون الإنسانية في موتمر البجا وكنت اعرفه في عمل التجمع وتم نقلي لمنطقة ملف.

*في تقديرك ماهي اسباب التناقص في اعداد مقاتلي التحالف منذ العام 2000 والإنهيار الدرامي في 2004؟

الشخصية السودانية غير صبورة ولم تتحمل العمل الميداني والنضالي اليومي وايضا الزيادة الكبيرة في فترة قصيرة والشح المالي الذي كان يعانيه التنظيم والاخطاء التي وقعت فيها القيادة بعدم تمليكها الحقائق للمقاتلين وعكس مايدور وما يجري بشفافية وحالة السرية والامن التي تحولت لحالة مرضية.

*ماهي المهام التي اوكلت لك في موتمر البجا؟

تم إستيعابي في مدرسة آيدروت ومعي فردين من قوات التحالف كانوا قد سبقوني لمؤتمر البجا ومكثت هناك ثلاثة اشهر غادرت بعدها لاسمرا لاغراض خاصة وفي اسمرا إتصل بي رئيس التنظيم موسي محمد احمد بواسطة امين الإعلام إدريس نور محمد علي وطلبوا مني العمل في مكتب الإعلام باسمرا والمكتب لم يكن فيه شئ بخلاف البيانات السياسية والعسكرية والقصائد اليومية التي كان يتلوها علينا امين الإعلام من إنتاجه الخاص فبذلنا جهد كبير لخلق مكتب إعلام بمواصفات معقولة ولكن في نفس تلك الفترة كان مؤتمر البجا يدخل في..

*معارك عسكرية تحصد نتيجتها الإعلامية والسياسية حركة العدل والمساواة؟

العدل والمساواة لديها إمكانات إتصال عالمية لم تكن متوفرة لنا والحافز والحمية ودرجة الجدية عندهم كانت اكبر من مؤتمر البجا الذي تحول فقط لدليل في المناطق التي كانت تجري فيها العمليات بحكم معرفته بها.

*بناءً علي هذه الخلفية البعض يشكك في وجود تنظيم مرتب لمؤتمر البجا ويشبهه بالمليشيا؟

فعلا ً هو اقرب لذلك بمعني ان كل فرد مقاتل يقيم في منطقته ويقوم بخدمة التنظيم من هناك ومعه سلاحه وهذا السلاح يمكن ان يستعمله للصيد او لغير ذلك بمعني انه لم يكن يأخذ الشكل التنظيمي.

*ماذا حدث لقوات جبهة الشرق ومؤتمر البجا منذ قدومكم للداخل في اغسطس 2007؟

تم إيوائنا لفترة شهرين بمعسكر غرب مدينة كسلا وبعدها إنفض المعسكر واصبحنا نجئ كل فترة لاطلال المعسكر لمتابعة الاخبار حتي إختارت مجموعة منا التسريح وتم منحهم مبالغ مالية قليلة ونحن رفضنا هذا الخيار وطلبنا الدمج وبالفعل تم دمج اكثر من مائة وخمسين كضباط في الشرطة والامن والقوات المسلحة والاغلبية من هؤلاء لم تكن معنا في التنظيم وقد إتضح لنا لاحقاً ان القصة كلها كذبة كبيرة فقد ظهر لنا ناس لا نعرفهم تقول لك القيادة إن هؤلاء كانوا معنا من زمان وموسي محمد احمد علي علم بهذه التجاوزات ولهذا يحاول التغطية عليها بالحديث عن قفل الملف بينما المقاتلين الحقيقيين يتسولون في المقاهي والاسواق لايجدون ثمن الوجبة.

*ولكن الاتتفق معي ان الإتفاقية اساساً ضعيفة بل إن البعض وصفها بانها لاتساوي ثمن الحبر الذي كتبت به والإحتفالات التي أقيمت علي شرف توقيعها؟

الإتفاقية ليست ضعيفة المشكلة في التطبيق وهي مكسب للإقليم وكانت يمكن ان تكون بداية إنطلاق لتأسيس مستقبل للاقليم ولكن للاسف تغلبت الروح القبلية والعشائرية بسبب الجهل المسيطر حتي داخل القيادة السياسية وعدم الوعي وهو ما اجهض المفهوم الكبير للجبهة وهذه القيادة تم إحتوائها منذ قدومها للداخل وتم عزلها عن قاعدتها واصبحت تقيم في منازل حكومية منفصلة لايمكن للمواطنين الغبش الوصول إليها وعلي رأس هذه القيادات موسي محمد احمد الذي حدث له ذهول وإندهاش من النقلة التي حدثت له لم يستطع ان يفوق منها حتي الآن

*كيف هي اوضاعكم الآن كمسرحين وهل هناك اي رؤية لحل قضيتكم؟

لم يتم دمجنا ولاتسريحنا حتي الآن ولاتوجد وعود بذلك واصبحنا في النهاية مثل الجنرال في رواية ماركيز الذي توقفت الرسائل في بريده بعد إنتهاء خدمته ولم يعد احد يهتم به ولكنه كان يصحو كل صباح مرتدياً كامل بزته العسكرية ويذهب للبسطة يسال العاملين فيها هل هناك اي بريد يخصني فتاتيه الإجابة بلا ولكنه لاييأس ويكرر الزيارة يومياً بنفس الحماس ونحن ظللنا لفترة طويلة علي حال هذا الجنرال نصحي الصبح ونخرج للمكتبات نطالع عناوين الصحف واخبارها لعلها تاتينا بالخبر اليقين ونجد العناوين العريضة عن تطبيق إتفاق الشرق ولكننا لانجد خبرا من قيادتنا السياسية لنعرف موقعنا من هذا التطبيق،حتي صحونا في احد الصباحات وموسي يفصل امنة وامنة تفصل موسي داخلين العك السياسي من اوسع ابوابه وفي مراحل متقدمة منه بدون اي كورسات اوتدريبات وبمستوي عالي وراقي ونحن ضعنا في الوسط بعد تلاشي جبهة الشرق ولم نعد نعرف لاي جهة نتبع والمصيبة الكبري مااعلنه موسي محمد احمد من قفل ملف الترتيبات الامنية والذي يعني رسميا اننا قد صرنا في مهب الريح.



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by