* لسنا فقط مرآة تعكس الواقع كما هو وانما نحن اصحاب رسالة تفرض علينا المشاركة بالرأي بل قيادة الراي العام والقوى الفاعلة في المجتمع في الاتجاه الصحيح نحو المنشود سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا.

* لذلك لم اتخلف عن الدعوة التي وجهت لي من التحالف الوطني السوداني للمشاركة في ندوة حول الرينبو كآلية لتوسيع فرص المعارضة لانتخابات عادلة وان اتحدث فيها كصحفي متابع ومراقب للساحة السياسية والمتغيرات المحيطة وتداعياتها على مستقبل العمل السياسي في البلاد بل مستقبل البلاد ذاتها.

* كان المتحدث الرئيسي في الندوة هو رئيس التحالف الوطني السوداني امير بابكر الذي شرح مشروع الرينبو الذي اقره التحالف في مؤتمره الثالث كمكون اساسي لآلية التغيير اعقبته رئيسة وحدة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) هالة عبدالحليم التي قدمت بعض الملاحظات حول مشروع الرينبو واشارت الى انهم مع وحدة القوى الجديدة كآلية لخوض الانتخابات اذا توافر المناخ السياسي اللازم لقيامها.. وتحدث ايضا عن حزب المؤتمر السوداني بكرى يوسف شارحا وجهة نظرهم حول مشروع الرينبو.

* لم يكن هناك كثير خلاف بين المتحدثين الثلاثة بل هناك نقاط لاتفاق اكبر فيما عدا بعض الحديث عن الاتفاق البرامجي الأهم لخوض الانتخابات على هدى برامج وخطط سياسية واقتصادية وتنموية و... الخ.

* مداخلتي بدأت بتحفظي على مشروع الرينبو مشيرا الى فشل تجربة التجمع المعارض واكدت على اهمية البناء الديمقراطي والمؤسسي لكل حزب او تنظيم سياسي ومخاطبة القضايا الاساسية التي تهم المواطنين وتعالجها عبر خطط وبرامج معروفة, واوضحت ان المتغيرات التي حدثت منذ يونيو1989م احدثت تأثيرا على خارطة الاحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها حزب المؤتمر الوطني.. وحذرت من تنامي تيارات النكوص عن السلام والوحدة والديمقراطية وهي تيارات ليست بعيدة عن الحزب الغالب في الحكومة..

* ان ما يهمنا في هذه المرحلة الانتقالية انما ينصب في استكمال العملية السلمية الديمقراطية وتأمين وحدة البلاد ارضا وشعبا وتعزيز الحريات ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي وتهيئة المناخ لاجراء انتخابات  حرة نزيهة وهذا يتطلب دفع الحراك السياسي وليس عرقلته وتأمين حقوق المواطنة كاملة، وفي مقدمتها حق التنظيم والعمل السياسي العلني والتعبير والنشر دون إقصاء مسبق لحزب او تنظيم سياسي.

* هذا لا يعني رفض التحالفات المشروعة التي نرى ان تتم بحرية تامة على هدى الاتفاق الفكري والبرامجي وليس على الأساس الجهوي او القبلي دون عزل للحركة الشعبية او المؤتمر الوطني او غيرهما من الاحزاب والتنظيمات والحركات السياسية..

* ورمضان كريم ..

نقلاً عن عمود (كلام الناس) بصحيفة (السوداني) في عددها الصادر يوم السبت 5-9-2009م