اختار الباحثون استخدام طريقة جديدة لمكافحة الملاريا، وهي فحص إمكانية تشكل المناعة عند الإنسان بشكل أسرع. ويبدو أن هذه الطريقة عملية. سنوياً يموت مالا يقل عن مليون شخص في العالم نتيجة لإصابتهم بالملاريا، وخصوصاً الأطفال الذين ليست لديهم مناعة كافية.
 
اكتشاف علمي
 
تنتشر الملاريا عن طريق بعوضة الملاريا التي تنقل طفيليات الملاريا إلى المجاري الدموية للشخص السليم. تم تعريض متطوعين لم يصابوا بالملاريا من قبل، ولم تتشكل لديهم أية مناعة، تم تعريضهم عدة مرات للسعات بعوضة الملاريا، وفي نفس الوقت تم إعطاؤهم جرعة من اللقاح المضاد للملاريا "كلوروكين Chloroquine". فتشكل لديهم رد فعل مناعي ولم يمرضوا. وبعد أشهر قليلة تم تعريض نفس المتطوعين للسع مرة ثانية دون إعطائهم جرعة من المضاد الواقي. والنتيجة كانت أن المناعة المتشكلة كانت واقية بالشكل الكافي، حسب ما صرح به مدير البحث، البروفيسور روبرت ساورفاين من قسم الطفيليات في مركز سانت راديود للأبحاث الجامعية في مدينة نايميخين الهولندية.
 
الفريد في مقاربة نايميخين هو "تلقيح" المتطوعين بكامل الطفيلي بدلاً من البروتينات التي تسبب المرض. والهدف النهائي من ذلك هو استخدام طفيلي ضعيف من أجل تشكيل المناعة، تماماً كما يفعل فيروس الأنفلونزا الضعيف في اللقاح المضاد للأنفلونزا.
 
فعّـــالة
 
قبل كل شيء، نتيجة البحث، ألا وهي سرعة تشكل المناعة، هي اكتشاف علمي كبير، على حد تعبير البروفيسور ساورفاين "ما قمنا به هو استخدام طفيليات الملاريا لتشكيل المناعة عند الإنسان. وقد كان لنا ذلك عن طريق لسعة البعوضة الطبيعية. ومن المفيد أن نذكر هنا أننا لم نكتشف بعد لقاحاً مضاداً للملاريا، وإنما طريقة جديدة أكثر فعالية تحرّض على تشكل المناعة ضد الملاريا".
 
مناعــة
 
أُجري البحث في الظروف الطبيعية التي يتعرض فيها الإنسان للإصابة بالمرض وتشكيل المناعة لديه. مجموع اللسعات التي تعرض لها المتطوعون خلال فترة ثلاثة شهور كان 45 مرة. وهذا ما يتوقع حدوثه عملياً. يقول ساورفاين إن الناس في منطقة خط الاستواء يتعرضون أحياناً للسعات البعوض 100 مرة في الليلة الواحدة. وتقوم أجسامهم بتطوير المناعة في فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات.
 
تعرض بعض المتطوعين شخصياً لما يحدث للآخرين بالفعل. فالذين تعرضوا للسع دون أخذ جرعة كلوروكين تطور لديهم المرض بشكل فعلي. ولكن يقول ساورفاين إنهم تعافوا دون مشاكل بعد خضوعهم للمعالجة.