# # # #
   
 
 
[ 30.07.2009 ]
اليوم يومك يا لبنى أحمد حسين ـ عبدالوهاب همت


نشر هذا المقال قبل تأجل المحكمة:

اليوم الاربعاء 29 يوليو 2009 ستتوجه الاستاذة الصحافيه لبنى أحمد حسين الى المحكمه، وتهمتها أنها ارتدت  ذات مساء بنطالا وقميصا لتشارك في مناسبه محضورة في رفقة عدد من زميلاتها وزملائها، والذي حدث أن  أحد القادمين من العصور الوسطى لم يرق له ماترتديه لبنى ورفيقاتها فما كان منه الا وأن ذهب مبلغا عنهم في قسم الشرطه والتي أتت لتدخل الى مكان الاحتفال منتهكة خصوصية المكان والمحتفى بهم ووجدت الجميع في وضع عادي وسوي الا لمن في قلوبهم مرض.

تم اقتياد مجموعه من الصبايا كن في رفقة لبنى وبعد الاستماع اليهن تم جلدهن، لكن نباهة لبنى خارجتها من المأساة عندما أخطرت المحكمة أنها تعمل مع قوات اليوناميد وهذا العمل يوفر لها حصانه لبعض الوقت وقد شفع لها موقفها من عقوبة الجلد حينها.

والتهم التي وجهت للبنى ورفيقاتها أنهن كن يلبسن ملابسا تخدش الحياء العام والملابس التي تخدش الحياء العام مثلها مثل أدوات السكر التي كان يذل بها الناس على أيام جعفر نميري وقوانينه السبتمبرية وان كانت الاحوال وقتها أقل سؤ مما نحن فيه الان، مع العلم بأن هناك أدوات أخرى تجلب لصاحبها عقوبة الجلد كما نعلم.
أكثر ما يؤلم أن من يتحدثون عن الحياء العام لاتنظر عيونهم المصابة بالغشاوة الابديه الى عاصمة البلاد التي تشهد قطوعات في الكهرباء والمياه منذ قرابة الشهرين.

والذين يخدشهم الحياء العام لايرون الى الجيوش الجرارة من الفقراء والمعدمين الذين يلتحفون الارض ويتدثرون بالسماء.

والذين يخدشهم الحياء العام لايرون ولايسمعون بأنه وفي مدرسة من مدارس الثورة تم حشر 200 طالبا من طلاب مرحلة الاساس في فصلين.

والذين يخدشهم الحياء العام لم يروا أو يسمعوا بنبش القبور الذي تم في مقابر العزوزاب عند محاولة السلطات المحليه شق الطريق الى جسر الدباسين الفتيحاب دون مراعاة لحرمة موت أو قدسية قبر.

والذين يخدشهم الحياء العام لايرون أو يسمعون بأن هناك أسر فشلا فشلا ذريعا في دفع مصاريف الدراسة لفلذات أكبادهم ليواصلوا تعليمهم الابتدائي دعك عن الجامعي.

والذين يخدشهم الحياء العام لم يسمعوا أو يمروا بمحلات المساج الاسلامي (لاحظ الاسلامي) فالكروش  والذقون والجسم البض سوداني بينما الانامل نسائيه اسيويه تم جلبها  كرقيق أبيض ففي أي مبردات أو مجمدات وضع هذا الحياء الخاص أو العام؟

والذين يتحدثون عن  خدش الحياء العام ماذا فعلوا وهم يرون الجيوش الجرارة من العطاله من الجنسين وفرص العمل تتاح لذوى الحظوة واليد الطولى.

والذين يخدشهم الحياء العام لايعلمون بأن هناك 300 ألف حالة عمى كشفت عنها وزارة الصحة الاتحاديه وأكده البرنامج القومي لمكافحة العمى على لسان مديره د. كمال هاشم والذي قال أن أخصائيي العيون في السودان عددهم الان 70  أخصائيا فقط.

والذين يخدشهم الحياء العام لم يسمعوا بالدكتورة الانسانه فاطمه بشير السماني والتي لم تتجاوز عامها الثلاثين تعمل في مستشفى الخرطوم قسم الذرة لعناية وعلاج الامراض الخطيرة, أثناء عملها تعرضت لنزيف داخلي حاد أدى الى اصابتها بالشلل الكامل في الجزء الايسر من جسمها، تتلقى الان العلاج في مستشفى الخرطوم ولازال نزفها مستمرا، وقد فقدت بصرها لبعض الوقت. ووفقا لتوصية القمسيون الطبي فانها تحتاج الى علاج بالخارج والدها عمل في وزارة الصحة بمدني لمدة 40 عاما ويتقاضي معاشا قدره 98 جنيها  فأين غاب هذا الحياء؟ بينما قامت الدوله وعلى نفقتها بدفع تكلفة علاج (المجاهد) صديق فرح الدور والذي طعن نفسه بسكين احتجاجا على قرار أوكامبو أثناء احتفالات منطقة (سبو) في جنوب دارفور وقد أحضر من هناك بطائرة خاصة وأدخل الى مستشفى ساهرون ومن ثم تم تسفيره لخارج السودان لتلقي العلاج.

الذين  خدشهم الحياء العام شاهدوا بأم أعينهم كيف أن نساء وشابات السودان سخرن من الزي المفروض عليهن عندما ارتدين لبسات أطلقن عليها (الشريعه طرشق) او (فصل الدين عن الدولة) وهذه كلها كانت نماذج لمقاومة ماهو مفروض عليهن.

الحياء العام يخدش ملايين المرات في اليوم والمخدوش حياءهم في صمت مطبق فالقوي أكل والضعيف مأكول  ناديه صابون مواطنه سودانيه مغلوب على أمرها تعول أيتما عملت كبائعة شاي طاردها عمال البلدية وتعرضت للضرب الى أن فارقت الحياة وكل ذنبها أنها تبيع الشاي والذين يخدش حياءهم زي لبنى لايخدشهم مناظر الاطفال مجهولي الابوين الذين يتم العثور عليهم يوميا داخل أكياس القمامات وأحيانا جثث أطفال ملقيه على قارعة الطريق، ولايخدش حياءهم الاطفال الابرياء في مجمع المايقوما، بل ولايبالون بأطفال يقتاتون من براميل وأكياس القمامه..
الاستاذة لبنى أحمد حسين رفضت في اباء وشمم تسوية تقدم بها محي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين في مقابل ان تتعهد بعدم ارتداء ملابس مماثلة، كما أنها رفضت عفوا رئاسيا يعفي عنها ضمن ثلاثه نساء كانت المحكمه قد ارجعت أوراقهن لاعادة النظر فيها.

فيا لبنى أحمد حسين التقطي القفاز وحاكمي هذه المواد وأبطلي مفعولها وأرمي بها في أقرب سلة قمامة فأنت سليلة مندي بت سلطان النوبه وأنت سليله مهيرة بت عبود وأنت سليله رابحه الكنانيه وأنت سليلة شغبه المرغومابيه وأنت سليلة حواء الحفيان شهيدة أكتوبر 64، انت سليلة فاطمة احمد ابراهيم وخالدة زاهر وتحيه زروق والفلاتيه وفائزة عمسيب ونفيسه المليك وامال عباس وحاجه كاشف ونعمات مالك وخنساء عمر صالح. لهن ولك التحيه
ارفعي راسك بثبات وتحرري من كل خوف ووجل. وأوصلي صوتك لحرائر بلادي ولك المجد على موقف يستحق التمجيد.

عبدالوهاب همت
wahimmat@yahoo.com

 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by