# # # #
   
 
 
[ 24.06.2009 ]
عبد العزيز خالد: عن أي صفقة يتحدث هؤلاء؟


اجرى الصحفيان أنور عوض وشسوقي عبدالعظيم جريدة الاخبار حوارا مع رئيس المجلس المركزي للتحالف الوطني السوداني، ونشرته في عددها الصادر الاربعاء 24 يونيو 2009. جاء نص الحوار كما يلي

عقب تسليم وتسلم قيادة حزب التحالف

السودان يمر بمرحلة الانتقال الحرج ..والتغيير قادم لا محالة

على أحزاب حكومة الوحدة أن تقفز لمركب الكتلة التاريخية قبل فوات الأوان

التجمع بشكله القديم لن يفعل شيئاً

(قوس قزح) مشروع يتعدى فكرة إسقاط المؤتمر الوطني

كلما جرت على الألسن سيرة قوات التحالف في السابق وحزب التحالف الآن انفتحت أبواب أسئلة عديدة، وعلى خلفية انعقاد المؤتمر الثالث لحزب التحالف جلست (الأخبار) إلى العميد عبد العزيزخالد رئيس المجلس المركزي  للتحالف. وبهدوء لا يشبه ما يروى عنه طرح العميد عبد العزيز خالد رؤيته في ماضي العمل العسكري لقواته والعمل السياسي للتحالف في الوقت الراهن.

عن أي صفقة يتحدثون؟
هنالك اتهام بأن عودة عبد العزيز خالد إلى السودان تمت عبر صفقة فهل ذلك حديث أصدقاء ومحاربين قدامى أم تصفية حسابات سياسية؟

صحيح في الأيام الأولى لعودتي للسودان كان من الممكن أن يكون لمثل هذه الأقاويل والاتهامات قيمة بالنسبة للناس ويمكن أن تكون جزءً من تفكير البعض ويشغلون بها ذهنهم رغم عدم موضوعية الأمر من أساسه، أما الآن فالمسألة واضحة وليست هناك أي صفقة والسؤال على أي شيء كانت الصفقة وما هو المقابل أموال أم بيوت أم عربات أم ماذا؟ ودعوني أقول لكم إن أسوأ أيامي تلك التي قضيتها في الحبس قبل إعادتي للسودان في سجن أبوظبي الاتحادي الذي قضيت فيه ثلاثة أشهر وهو سجن لا يليق بمناضل وأنا لم أتحدث عن ما عانيته هناك فهو مؤلم ومحزن.

كلمنا أكثر عن تلك الفترة و عن أيامك في سجن أبو ظبي الاتحادي؟

لأسباب عديدة أنا أفضل عدم الحديث عن تلك الفترة ويكفي أنهم كان يأخذوني للتحقيق مكبل اليدين والقدمين في بلد غريب و أنا  كما هو معروف دخلت سجن كوبر وبيوت الأشباح في السودان وكذلك عرفت الاعتقال في أسمرا و لكن ماعانيته في سجن أبوظبي يفوق كل ذلك، ما لاقيته هناك كان أقسى بكثير من حيث المكان ومن حيث المعاملة ونوع الجرائم الموجودة فيه ودعني هنا أعود لأسأل عما أثير حول الصفقة وأتساءل فالصفقة إياها يفترض أنها مع النظام والنظام موجود ونحن مازلنا نعارض.

وأعتقد أن السؤال الأهم هو من وراء هذا التشويش ومن المستفيد من مثل هذه الشائعات؟ والطريف أن أحد أصدقاء التحالف نشط في حملة المطالبة بإطلاق سراحي وكتب في ذلك مقالات وشارك في مقابلات من أجل ذلك وعندما أطلق سراحي كتب إن هنالك صفقة من وراء إطلاق سراحي فكتبت له رداً على ما كتب وقلت له بدلاً عن أن تكتب عن أن جهدكم تكلل بالنجاح تقول إن هنالك صفقة وقلت له هل كنت تنتظر من تلك الحملة أن تقطع رقبتي وعندها أكون مناضلاً؟ فالتجربة وبعيداً عن تلك الأقاويل غير الموضوعية من ايجابياتها الموقف الشعبي المناصر لقضيتي.

موقف التجمع لا يليق

أين التجمع الوطني الديمقراطي من حملة إطلاق سراحك؟

موقف التجمع كان ضعيفا جدا ولا يليق مع أحد من هيئة قيادته معتقلاً، في وقت كان فيه موقف منظمات حقوق الإنسان متقدم جدا. وكذلك عدد من سفراء الدول وحتى السكرتير العام للأمم المتحدة شكل موقفاً لصالحي وقال نعم هذا الرجل لم يحصل على لجوء سياسي في هذه الدولة ولكن كل المؤشرات تقول بأن القضية سياسية، وإصرار نظام المؤتمر الوطني على تسليمي بتلك الطريقة كان المقصود منه قتل شخصيتي شعبياً بالرغم من  أن الحكومة وقعت على نيفاشا وجلست للتفاوض الأولي مع التجمع الوطني الديمقراطي في القاهرة والنظام كان يعلم لو أننا ذهبنا إلى المحكمة سيخسر القضية.

الضغوط وراء موقف التجمع الذي وصفته بالضعيف؟

قراءة التجمع في ذلك الوقت لم تكن صحيحة وقدر أن التفاوض مع النظام واستمراره أهم وأكبر من المطالبة بإطلاق سراحي والوقوف معي بصلابة  كأحد أعضاء الهيئة القيادية. والوضع الطبيعي كان أن يطالب بإطلاق سراحي ويوقف التفاوض بل يطالب بأن يحضر العضو المعتقل المفاوضات. هذا هوالوضع الطبيعي وأي موقف مخالف لذلك غير طبيعي. والحقيقة أن التجمع منذ أن بدأ في التفاوض مع النظام ضعف جداً وضعفت جميع آلياته والضعف في التعامل مع قضيتي كان ضمن الحالة العامة للتجمع.

الملاحظ أن موقف التجمع منكم لم يدفعكم إلى رد فعل مشابه بفض الشراكة معه أو التخلي عنه ومشاركتكم فيه مستمرة إلى اليوم؟

بالفعل نحن مستمرون في عضويتنا في التجمع إلى اليوم ولدينا قناعة بأن الحلف السياسي يمكن ان يعود للحياة في أي وقت. وسبب وجودنا الرئيسي في التجمع مشروع مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرا 95 19ونعتقد أنه بالفعل قدم حلولا حقيقة وعلاجا للقضايا المصيرية في السودان. والقضايا المصيرية التي عالجها مؤتمر أسمرا تحتاج إلى مؤتمر جديد وعلاج جديد وبالتجربة العملية نيفاشا لم تعالج القضايا التي عالجها مؤتمر القضايا المصيرية مثل الحريات وهوية السودان وأسس الدولة الجديدة.

هل يمكن أن ينتعش التجمع من جديد وتعود له الحياة؟

وحده ومن تلقاء نفسه لا. التجمع لن تعود له الحياة إلا بدخول عضوية جديدة وآليات عمل جديدة وهيكل جديد. وحتى اتخاذ القرار ودوائره يجب أن تجدد ويجب أن يطور نفسه إما بصورته القديمة فلن يفعل أي شيء يمكن أن يجتمع وينفض في لا شيء. ولكن أنا أقول حتى لو جئنا لحل التجمع فيجب أن تخضع التجربة للتقييم فالتجربة ليس ملكاً لأحد.

هل حضرت اجتماع لمكتب قيادة التجمع؟ متى كان آخر اجتماع؟

لم أحضر أي اجتماع لمكتب قيادة التجمع. وهو لم ينعقد منذ عودة مولانا. وحضرت دعوة عشاء أقامها مولانا محمد عثمان الميرغني في بيته.

خرج المؤتمر الثالث للتحالف بمبادرة (قوس قزح) حدثنا عن هذه المبادرة؟

فكرة قوس قزح التي أطلقها التحالف فكرة أكبر من ظاهرها كونها مبادرة وفكرة تقوم على مشروع وفكرة تتعدى الطرح الذي ينادي فقط بإسقاط المؤتمر الوطني وهذا طرح سطحي. وإن لم تقم فكرة قوس قزح التي تعمل فيها  التنظيمات وتتفق على حد أدنى سيكون السودان مهددا بالتفتيت ومهددا بالانفصال والحد الأدنى المطروح في قوس قزح هو الدولة المدنية. وخلافا للتجارب الكثيرة التي مررنا بها وآخرها الدولة الدينية - على الأقل معلنة و إن لم تكن مطبقة - والأزمات التي يمر بها السودان يعجز المؤتمر الوطني عن حلها. فدارفور والجنائية ونيفاشا قضايا تحتاج إلى إجماع وطني ولا يمكن أن تحل برؤية حزب واحد أو جماعة من الناس.

ما هو الجديد الذي يطرحه قوس قزح والملاحظ أنه ليس بعيداً عن الحكومة القومية أو البديلة المطروحة هذه الأيام؟

نحن لم نتحدث عن حكومة أو شكل الحكم بقدر المشاركة الحقيقية في حل ومعالجة القضايا المصيرية التي فشلت فيها الشراكة. الشريكان يحملان مشروعين متناقضين المشروع الحضاري والسودان الجديد، أما قوس قزح فيأتي بالدولة الرضائية، وهذا هو الجديد. وهذا مهم للقضايا المطروحة والواقع ان هذا البلد منذ الاستقلال لم يحكم  بدولة رضائية يتوفر بها توافق وحريات وتنتج عن انتخاب حر وكل الذي عرفناه كان حكم آحادياً لجماعة تفرض رؤيتها على الآخرين جبراً. هكذا فعل النميري واليوم تفعل الإنقاذ والدولة الرضائية تأتي بدستور رضائي.

يمكن أن ننتج السؤال بطريقة أخرى ما الذي يختلف فيه قوس قزح عن الآخرين الصادق المهدي دعا لمؤتمر جامع والحركة الشعبية تعقد اجتماعاً للأحزاب في جوبا فما الفرق؟   

الفرق كبير جداً.  قوس قزح بجانب ما ذكرت طرح برنامج الحد الأدنى وهو الدولة المدنية الرضائية وفي تقديري إن لم يتفق عليها الناس سريعا سينفصل السودان ويتفتت. وقوس قزح بلورة لفكرة الكتلة التاريخية التي تقود التحول ومعلوم أن الحزب الحاكم لن يقود التحول والعكس من الطبيعي انه يقاوم عملية التحول لأنها ضد مصالحه وهذا ما نراه من المؤتمر الوطني والتحايل على تطبيق الاتفاقيات وتبديل القوانين التي تؤدي للتحول ولذلك يجب أن تكون هنالك كتلة تاريخية تقود التحول. ونحن ضد الحلف المؤقت من أجل إقصاء المؤتمر الوطني فقط لأن جميع مشاكل السودان ستظل باقية والمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية يمكن أن تعود بالانتخابات مستفيدة من موارد الدولة، فمن فوائد قوس قزح أو الكتلة التاريخية تبين الحجم الحقيقي للمؤتمر الوطني الذي استأثر بكل شيء في السودان (الوظائف والسوق الاستثمار) وكل ذلك سيوظف لمصلحة حزب واحد يصر أن يحكم برؤية واحدة رغم العثرات التي يقع فيها السودان باستمرار.

هنالك اتهام للتحالف بأن قوس قزح مناورة سياسية منه ليحجز مقعدا في الحكومة فهو صاحب الفكرة والانتخابات مغامرة غير مضمونة؟

من الآن نعلن للجميع أنه ليس من الضرورة أن يشارك التحالف السوداني في الحكومة الرضائية أو الدولة المدنية التي ستنتج عن قوس قزح رغم أننا أصحاب الفكرة. والقضية ليست مشاركتنا في الحكومه من عدمها، ولكن التقليل من الفكرة لكون أنها لم تأت من حزب من الأحزاب القديمة، وخرجت عن حزب جديد مثل التحالف السوداني. فهذا غير مقبول. وأؤكد أن قوس قزح ليس مناورة سياسية أو تكتيكا سياسيا. لو لم تكتمل رؤيتنا حول قوس قزح سنخوض الانتخابات المقبلة. فالمبادرة فكرة وإذا نظرنا لها نظرة حزبية ضيقة ستموت.

على ضوء حديثك عن خوض الانتخابات هل تعتقد أن للأحزاب الحديثة حظ كبير فيها؟

هناك متغيرات نراها جميعاً طالت الأحزاب التاريخية ولكن في نفس الوقت السودانيون بطبعهم من أصحاب الانتقال البطيء. وعليه فإن هناك متغيرات. فالأحزاب الجديدة ومعلوم أن أكثر من 36 حزباً تم تسجيلها مؤخرا  يجب أن تقترب من بعضها وهذه واحدة من فوائد قوس قزح يمكن أن تتوافق على برنامج الحد الأدنى المطروح وتتفق على مرشح واحد مثلاً ومثل هذا الطرح مزعج جدا للمؤتمر الوطني الذي يطرح نفسه مركزا للتحالفات بجانب أنه يعتمد في معركة الانتخابات القادمة على تحالفاته الثنائية مع التنظيمات السياسية لذلك كل الدعاوى التي تنادي بتحالفات حزبية أو رؤية تقرب بين الأحزاب الصغيرة أو التاريخية بالنسبة له مرفوضة ولكن تحت كل الأحوال إن كان الحزب صغيراً أو كبيرا فستكون له حسابات يخوض بها الانتخابات.

هل تمت دعوتكم لاجتماع جوبا الذي دعت له الحركة الشعبية؟

نعم تمت دعوتنا لاجتماع جوبا. وما طرحته الحركة الشعبية ليس بعيدا عن قوس قزح. نفسها الكتلة التاريخية وهذه سانحة لشعب السودان ليلتئم في هذه الأوضاع  المأزومة، ويجب أن يشارك الجميع في هذا الوضع الحرج وأنا متفائل جدا بمؤتمر جوبا. ويجب أن يتوافق الناس على كتلة تاريخية لقيادة التغيير في هذه المرحلة التي نسميها في أدبياتنا الانتقال الحرج. وبلغة التجمع كتلة قضايا مصيرية مرة أخرى نتوقع أن تحدث مقاومة كبيرة داخل المؤتمر الوطني وقد بدت تلك المقاومة في اجتماع الشورى الأخير. وسيكون المؤتمر الوطني كتلته الخاصة من أحزاب حكومة الوحدة الوطنية لمواجهة أي كتلة تاريخية أو كتلة وطنية يخرج بها إجماع الناس للحفاظ على السلطة. وأنا أناشد التنظيمات التي تحالفت مع المؤتمر الوطني تحت أي مسمى في حزب الأمة القومي أو أحزاب الاتحادي الديمقراطي  أن ينتقلوا سريعاً إلى من مركب المؤتمر إلى مركب الكتلة التاريخية.

ما هي الخطوات التي تمت لقيام قوس قزح ؟

هناك خطوتان تمتا الأولى على المستوى الفوقي بأن سلمنا خطابات لقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لحضور لقاء نشرح خلاله الفكرة ودعوتنا للأحزاب للمشاركة في قوس قزح. أما الخطوة الثانية فهي على المستوى  القاعدي حيث بدأنا فعليا في بعض المناطق الاستعداد للانتخابات المحلية وتجمع عدد من التنظيمات على مستوى المحليات متفقه في ما بينها حول كتلة واحدة وبذلك نكون تجاوزنا مرحلة التنظير إلى مرحلة العمل والتنفيذ الفعلي وأنا متفائل جدا بقيام قوس قزح ومتفائل أكثر بأن التغيير قادم وفي تقديري من لا يرى ذلك يجب أن يعيد حساباته  يجب أن لا نستهين بقدرة الشعب السوداني على التغيير. المشهد واضح لمن يرى التغيير قادم. وعلى الحزب أو الفرد أن يراجع موقفه فإن كانت مصالحه تتطابق مع مصلحة الوطن فهو في الطريق الصحيح وإن لم تكن كذلك فهي شاذة وغريبة، ولذلك من الأفضل للجميع قراءة المشهد جيداً.



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by