# # # #
   
 
 
[ 09.06.2009 ]
البطل .. والانحياز للباطل ـ أمير بابكر عبدالله




لماذا؟ لأن القوى السياسية الواثقة والمؤثرة والمتطلعة لقيادة التغيير الديمقراطي لا ينبغي لها أن تبني خطابها التعبوي الجماهيري على شتيمة الآخرين ومنابذتهم بالألقاب وتبخيس بضاعتهم، وإنما تبنيه على عرض بضاعتها هي وترويج مفهوماتها وطروحاتها الفكرية الذاتية وسعايتها بين الناس، واستنفار برامجها القومية وأدواتها السياسية والثقافية والاجتماعية المظنون فى قدرتها على التصدي لقضايا الامة، ثم تطمح من فوق هكذا أرضية الى مواددة الشارع العام واستقطاب وعيه.

هذا ما كتبه مصطفى البطل، في مفكرة الخرطوم الثانية التي عنونها تحت اسم حوار مع فتحي الضو، وتلك رؤية أبصم عليها بالعشرة وألتزم بها شخصياً قولاً وفعلاً وكتابة. فهل يلتزم الأستاذ البطل بعرض بضاعته وترويج مفهوماته وطروحاته الذاتية وسعايتها بين الناس بعيداً عن شتيمة الآخرين ومنابذتهم بالألقاب وتبخيس بضاعتهم؟ لا أظن ذلك.

حري بي الاعتراف بأن السبب في أن يدعوني الأستاذ عادل الباز للكتابة على صفحات جريدة "الأحداث" هو الأستاذ مصطفى عبدالعزيز البطل. جاء ذلك بعد كتابتي لمقالة رداً على مقالة للبطل "مفكرة القاهرة" والتي أعاد فيها اتهامه للعميد عبدالعزيز خالد بتحويل مبلغ ما يزيد عن ثلاثمائة الف دولار أمريكي من حساب التحالف لحسابه شخصي. وكنت قد طلبت منه في ذلك الرد الانتباه لبعض النقاط التي سأورد بعضاً منها هنا "
أولاً لم يرد في حيثيات خلاف مجموعة المجلس المركزي، التي اندمجت في الحركة الشعبية لتحرير السودان، مع التحالف أن هناك مبلغ بهذه الضخامة في حساب التنظيم.

رابعاً وهو الأهم أن عبدالعزيز خالد كان يقيم في أسمرا وكان على خلاف مع النظام الارتري لدرجة فرض الإقامة الجبرية عليه حتى خرج منها بضغط دولي، وكان من أولى اهتماماته اغتيال شخصيته. وكلنا يعلم إن كان عبدالعزيز خالد حول هذا المبلغ المزعوم إلى حساب مصرفي خارجي، لعلمت السلطات الأرترية إلى أي المصارف حول وتاريخ التحويل واسم ورقم الحساب او الشخص المحول له. وكان يسعدها أيما سعادة أن تقدم مستنداً بهذا الشأن لمجموعة المجلس المركزي وهي تجاهد يائسة في الحصول على مستندات تسند محاولاتها لتكسير التحالف.

خامساً إن مصادر البطل يأتيها الباطل من بين (يديها) ومن (خلفها)، لأنه بكل بساطة كان يمكنها استخراج كشف حساب من البنك الذي فيه حساب التنظيم الرسمي بعد أن مكنتها السلطات الأرترية من ممتلكات التحالف التي تم بيع كثير منها جهاراً نهاراً وبعلم السلطات الأرترية. وبكل بساطة كان يمكن اثبات أنه كان في حساب التنظيم المصرفي يوماً ما مثل هذا المبلغ ثم يفبرك الاتهام.

ولكنه حتى الآن لم يبرز لنا تلك الوثائق التي تؤكد ذلك رغم أنه كتب في مفكرته تلك " و الواقع أننى إستقيت ثم إستوثقت إستيثاقا وافيا من المعلومة المتعلقة بمبلغ الثلاثمائة وخمسين الف دولار من مصادر متعددة نافذة من بين القيادات العليا لقوات التحالف السودانية، وحرصت فى شأن هذه الجزئية بالذات أن أتباحث هاتفيا مع جميع المصادر، مصدرا إثر مصدر، فى عدة زوايا من الكرة الأرضية." ولن يستطيع إبرازها حتى لو زار زاويا الكرة الأرضية فعلياً، لأن مصادره مشكوك فيها.

وللحق رد علي البطل في بريدي الإلكتروني رداً مهذباً لا يشبه تلك المقالات التي يبذل فيها من مخالفة الحقائق والوقائع ما لو بذله في شيء مفيد لكان أجدى له ولقرائه. وأشكر له أن اعتبرني من خاصة قرائه بإرساله مقالته الأسبوعية على بريدي الإلكتروني.

لكن هذا لا يمنعني من القول بأنني لا أجد تشبيها لكتابات الأستاذ مصطفى البطل سوى تلك المغنية التي تبذل من الكلام أرخصه برغم الزي الجميل الأنيق الذي ترتديه، وتلك المساحيق التي تضفي عليها مسحة جمال إضافية، وتعتمد على إثارة جمهورها بهز وسطها وأردافها لتموج ساحة الرقص بالحماسة والتصفيق، وكلما هزت الفنانة الراقصة أردافها كلما إزداد هياج الذين يطفئون لهيب اشتهائهم والعكس صحيح. وسرعان ما ينفض السامر، ويذهب زبد الشهوة جفاء.

هذا بالضبط منهج البطل في كتاباته الأخيرة، فرغم أسلوبه الأنيق، ومساحيق التجميل التي يضيفها على لغة كتابته، إلا أنه سرعان ما يعود لأصله ليهز وسطه وأردافه حتى لا يمل الجمهور. لن أعود إلى الوراء كثيراً للإطلاع على مقالاته، ويكفيني أن أبدأ بما كاله من سباب لأن الروائي الحسن بكري قرأ نصوص مقالاته بمنهج استقرائي، وصل فيه إلى تطلع البطل إلى موائد الإنقاذ، وهو ما لم ينفه البطل نفسه في افتتاح مقالاته "مفكرة الخرطوم"، وإن جاء ممتطياً صهوة السخرية. مروراً بمقالات أخرى وانتهاءاً –على الأقل حتى الآن- بمفكرة الخرطوم الأولى والثانية، نجدها  قائمة أساساً على الإساءة للآخرين وتبخيس بضاعتهم واستفزازهم سلباً، وكأنه يظن ان لا احد سيقرأه بغير ذلك المنهج.

ثم ها هو مرة أخرى يسوق لمعلومات مغلوطة عن التحالف الوطني السوداني، طلب مني البعض الرد عليها، فقلت لهم لن أرد إلا بعد أن ينشر البطل وثائق التحويل المصرفي التى ادعى إنه استوثق منها من جهات الكرة الأرضية الأربع، وإلا سأعتبرها لا تستحق الرد إلا وفق منهج (هز الوسط)، وهو ما أعترف بأنني لا أجيده، فهو موهبة حباها الله لبعض خلقه دون الآخرين.

فقط أقول له هنيئاً لك بموائد الإنقاذ، فكل ما لذ وطاب منها، ودعك من التسويق لمعلومات لا تحتكم لأصول الكتابة والعمل الصحفي، فطالما استقيت معلوماتك عن التحالف من مصادرك الخاصة،  فقد أتاحت لك مائدة الإنقاذ التواجد حيث المركز العام للتحالف الوطني السوداني فركة كعب من مكان إقامتك، فكان من الأمانة الصحفية الإطلاع على وجهة نظرهم على الأقل شكلياً. لكن يبدو أن مائدة الإنقاذ كانت عامرة للدرجة التي أعمت بصيرتك في كيفية البحث عن الحقيقة، أم أن هذه المائدة التي أكلت ما فيها آتت أكلها بهذه السرعة. أم هي محاولة لرفع الروح المعنوية لصفيك وقريبك (البروف الشاطر) الذي ظن انه باع التحالف وبقي متسكعاً في شوراع أسمرا يحصد هشيماً ليس كهشيم ملتقى الإعلاميين، مجتراً خيبته الأزلية للثمن البخس الذي قبضه. أو كما قال المناضل عثمان دقنة الذي اختبأ في إحدى كهوف جبال الشرق، برفقة صاحبه هرباً من مطاردة جيش الاستعمار ذلك الصاحب الذي خرج وعاد وفي معيته أفراد من ذاك الجيش للقبض على عثمان دقنة، فكان أن قال له " إنشاء الله ما تكون بعتني رخيص"؟؟

ختاماً يا استاذ البطل سيظل الكلب ينبح كما عودنا، وأنت تحول نبيحه إلى رموز لغوية ترقص كثيراً، والجمل ماشي دون الإلتفات لمثل ذاك النبيح.



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by