# # # #
   
 
 
[ 27.05.2009 ]
تصاعد حمي الاجتماعات: كل الطرق باتت تؤدي نحو الانتخابات




تقرير: المحرر السياسي

منذ بداية الاسبوع الحالي انتظمت الساحة السياسية العديد من التحركات والمشاورات بين الاطراف السياسية كان ابرزها على الاطلاق اجتماع امس الاول الذي ضم (17) حزباً سياسياً بمقر المؤتمر الشعبي، والاجتماعات التي عقدتها الحركة الشعبية لتحرير السودان مع حزبي الامة القومي يوم أمس الاول والمؤتمر الشعبي يوم امس بمنزل الامين العام للحزب د.حسن الترابي.

وشهد يوم امس استمرار لتحركات الحركة الشعبية لدعوتها للمشاركة في اعمال الملتقي الجامع بحوبا، حيث تلقت امس موافقة المؤتمر الشعبي ،والأمة القومي والبعث والشيوعي للمشاركة في اعمال الملتقي. وكشف الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم عقب لقائه امس بالامين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي وقيادة حزبه بمنزل الترابي بالمنشية نهار امس عن تشكيل لجنة تحضيرية للملتقي الجامع لتحديد ميقاته واجندته، وأشار الي ان الحركة ستتصل بجميع الأحزاب دون استثناء و"لن نقصي احد وسنتصل بالمؤتمرالوطني وان قبل الدعوة سيشارك وان  رفضها فهذا من حقه ".

وقال اموم ان مبادرة الحركة تأتي بدعوة من النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير ميارديت والمكتب السياسي للحركة، لعقد لقاء جامع بجوبا تهدف الي مناقشة قضايا الوطن استشعاراً بخطورة المرحلة التي تواجهها البلاد واهمية أدارة حوار وطني حولها ، ومناقشة القضايا الوطنية الكبيرة لضمان تحقيق انتخابات حرة ونزيهة وعلي رأس هذه القضايا القوانيين وضرورة ان تشمل الانتخابات جميع انحاء السودان واقليم دارفور خاصة ، اضافة الي الاستفتاء علي حق تقرير المصير مع قصر الفترة المتبقية له وهي حوالي (19) شهراً ، وهو مايتطلب ان تعمل جميع القوي السياسية الداعية للوحدة لجعله الخيار الجاذب لشعب الجنوب.

من جهته رحب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي بمبادرة الحركة الشعبية لعقد الملتقي الجامع بجوبا مشيراً الي ان لقائه بباقان تطرق الي قضايا الحريات والانتخابات والاستفتاء علي حق تقرير المصير الذي أشار الي وجود تفريط كبير خلال فترة الاربع سنوات الماضية من عمر الاتفاقية في دعم خيار الوحدة بتمتين الثقة بين الجانبين ،وقال " الوقت قاربنا جدا ولابد من العمل بجدية لدعم خيار الوحدة " . واعرب عن تفاؤله بامكانية خروج الملتقي بنتائج ايجابية تجاه قضايا السودان الراهنة ، لجهة ان السودانيين تجتمع كلمتهم عند القضايا الكبيرة، لافتا الي تحقيق الاستقلال وما لازمه من جدل انتهي بتوحد ارادة السودانيين.

مشاركة النقابات

كل المؤشرات تشير إلي أن تلك التحركات رغم ما يحيط تفاصيلها من غموض، فإن الامر الواضح أن الجند الرئيسي الحاضر بتلك الاجتماعات كان الانتخابات القادمة، وتطوير هذه الرؤى بصورة اكبر واعمق بالتشاور بين القوي السياسية بغية الاتفاق على مرشح واحد للرئاسة في مواجهة مرشح حزب المؤتمر الوطني، ومضي الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر خطوات اكبر حينما اكد الاتفاق بين الاطراف الـ(17) على مرشح واحد في الانتخابات الرئاسية.

والجديد في الامر باجتماعات القوي السياسية المعارضة هذه المرة مشاركة اجسام غير سياسية فيها كالاتحاد الشرعي للعمال الذي يرأسه محجوب الزبير بالاضافة لنقابة اساتذة جامعة الخرطوم، بالاضافة لاحزاب سياسية اخرى ابرزها (الامة القومي، الاتحادي الاصل، الحركة الشعبية لتحرير السودان، التحالف الوطني السوداني، الحزب الشيوعي السوداني، المؤتمر الشعبي، حزب البعث السوداني، حزب البعث القيادة القطرية، حزب الامة الاصلاح والتجديد، حزب العدالة الاصل، حركة الشباب الوحدوي الديمقراطي الناصري "حشود"، حركة القوي الجديدة الديمقراطية "حق" والتجمع الوطني الديمقراطي"، فيما يشبه تجربة تكوين التجمع الوطني الديمقراطي عقب انقلاب الجبهة الاسلامية في يونيو 1989م في الحادي والعشرين من اكتوبر 1989م الذي ضم بجانب الاحزاب السياسية النقابات المهنية، وسبق لرئيس المكتب التنفيذي السابق للتحالف الوطني السوداني –رئيس المجلس المركزي الحالي- العميد متقاعد عبد العزيز خالد خلال خطابه الذي القاه بالجلسة المفتوحة للمؤتمر العام الثالث لحزبه والذي دعا فيه لتكوين كتلة انتخابية اطلق عليها (قوس القزح) لمجابهة المؤتمر الوطني في الانتخابات العامة القادمة بالتوافق على مرشح واحد بانتخابات الرئاسة والولاة والدوائر الجغرافية، ويومها وجه خالد الدعوة للممثلي القوي السياسية والحركات المسلحة بدارفور بالاضافة لممثلي اتحاد النقابات الشرعي ولجان المفصولين للاجتماع بجوبا للاتفاق على الجوانب الخاصة بكتلة (قوس القزح).

موعدنا جوبا

وقال المنسق والناطق الرسمى بإسم التحالف فاروق أبو عيسى فى المؤتمر الصحفي الذي عقدته مجموعة الـ(17) بدار المؤتمر الشعبى يوم أمس الاول، أن قانون الصحافة الحالي ينتقص من حرية الصحافة ويضع أمامها الكثير من القيود على الصحفيين ورؤساء التحرير, إضافة للعقوبات الكبيرة التى يتضمنها، مشيراً الى أن إجتماع التحالف ضم رؤساء الأحزاب المكونة له، وكشف عن مناقشتة للأوضاع بالبلاد والضيق الذى يعيشه الشعب السوداني جرّاء السياسات المتبعة.

وكشف أبوعيسى عن إمكانية التفكير فى مقاطعة التحالف للإنتخابات المقبلة حال عدم الإستجابة لشروط قيامها والمتمثل فى تعديل القوانين المقيدة للحريات والمخالفة للدستور القومى الإنتقالى، وتشكيل حكومة قومية لإدارة المرحلة المقبلة لضمان إجراء الإنتخابات فى حياد ودون تأثير، وإتاحة حرية الصحافة والإعلام، والتساوي فى فرص المشاركة السياسية، وحل مشكلة دارفور قبل قيام الإنتخابات، واوضح أبوعيسى أن الأوضاع الحالية لاتسمح بقيام إنتخابات حرة ونزيهة، مشدّداً على أن وضع الحكومة الدستورى ينتهى فى السابع من يوليو المقبل مما يحتم تشكيل حكومة إئتلاف وطنى تعمل على إخراج البلاد من المشاكل والتآمر عليها، فيما اشار لتقديم الحركة الشعبية لعقد إجتماع  بمدينة جوبا حاضرة حكومة الجنوب لمناقشة القضايا الراهنة والملحة، مبيناً أن التحالف طالب بتشكيل لجنة للإشراف على الترتيب لإقامة اللقاء تمهيداً لمناقشة المشاكل التى تتعلّق بالوضع السياسى الراهن كافة, تمهيداً لعقد المؤتمر الجامع.

واعتبر أن تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية والسياسات المتبعة ادت لتفاقم الفقر وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، واشار إلي أن الحديث عن التآمر الخارجى لتأجيل الإنتخابات حديث سالب والسودان غير مفيد فى الوقت الراهن، مطالباً بالجلوس لتشخيص الأزمة ووضع الحلول المناسبة لها، وشدّد على رفضهم لما اسماه أن الإستحواذ على السلطة والثروة وتفعيل حركته التحالف من أجل إنهاء الوضع القائم كمّاً ونوعاً، وانتقد المؤتمر الوطني وإتهمه بالسيطرة على مفاصل الأمور كافة دون إتاحة الفرصة للآخرين أو الإلتزام بتنفيذ الإتفاقيات الموقعة، مبيناً أن الاجتماع قرر انفاذ التوصية التي قدمت له بعقد إجتماعات دورية راتبة لرؤساء الأحزاب التى تشكل التحالف بغرض التهيئة العامة والتمهيد لإصدار القرارات الحاسمة بإسمه وبحضور زعماء أحزابه.

هجمة مرتدة

لكن حزب المؤتمر الوطني رد على تلك الانتقادات عبر تصريحات مسؤول الإتصال السياسى د.مندورالمهدى فى تصريحات لـ(قناة الجزيرة) أمس الاول والذي اتهم بدوره القوى السياسية المعارضة بالتهرّب من الإنتخابات، ودعاها للدخول فى الإنتخابات لإكتشاف حجم قواعدها، وقال أن حديث المعارضة عن ظروف غير موائمة عارٍ من الصحة، مشيراً الى أن البرلمان أجاز أكثر من ستين قانوناً من قوانين التحول الديمقراطى ولم يتبق له إلاّ قانوني الصحافة والمطبوعات والأمن الوطنى، وشدّد على أنه سيجيزهما خلال دورته الحالية. وحث القوي السياسية المعارضة للدخول فى الإنتخابات لإكتشاف حجم قواعدها، وإتهمها ببمارسة التهريج السياسي وتخشى التنافس وتعاني من ضعف فى كسبها الجماهيري وتطالب بمطالب غير موضوعية، وشدّد على أن الحملة الإنتخابية بدأت بالفعل، وأن القضية الأساسية الإحتكام للشعب والإنتخابات كوسيلة لتغيير الحكم، وأضاف "القوى السياسية إذا كانت تملك الجماهير عليها أن خوض الإنتخابات وعدم الإستعانة بالأجنبى"، وقال إن الحكومة القومية تعني تغيير النظام بوسيلة ناعمة بعد فشل القوى السياسية فى تغييره بالسلاح والحرب وكافة الوسائل.

خطوات التقارب

ويوم السبت الماضي شهد دار الحركة الشعبية اجتماعاً بينها وبين حزب الامة القومي حيث ترأس وفدي الجانبين الامين العام لكلا الحزبين، وتجاوز الانفتاح بين الطرفين الخرطوم حينما شارك رئيس حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي بالقاهرة في الاحتفال الذي اقامته الحركة الشعبية بمناسبة الذكرى الـ26 لتأسيسها بعد انقطاع طويل للمهدي من المشاركة في الفعاليات التي تنظمها الحركة الشعبية، ربما ايذاناً بطي حقبة الجفاء والتنافر بين الطرفين خلال المناوشات بين الامة والحركة داخل صفوف التجمع المعارض قبل تجميد عضويته في هياكله الخارجية في مارس 1999م وانسحابه الرسمي من كل اجهزة التجمع في مؤتمر التجمع الثانية بمصوع في عام 2000م وبلغ سوء العلاقات بين الحزبين اقصي درجاتها بالرسائل النقدية التي تبادلها كل من مؤسس الحركة الراحل د.جون قرنق والمهدي والتي انتقد فيها كل طرف الثاني بصورة عنيفة استدعت الماضي والحاضر، اذاً فالمشهد العام بين الحزبين يشير لحدوث تحول والذي اكده المهدي بإشارته لقرب اجتماعه مع رئيس الحركة الشعبية النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفا كير ميارديت بجوبا للتباحث حول القضايا الوطنية والانتخابات القادمة.

دافع لتشكيل قوس القزح

وفي ذات المنحي اعتبر التحالف الوطني السوداني خوض القوى السياسية لإنتخابات اللجان الشعبية بولاية الخرطوم بقائمة موحدة يمثل دافع قوي لشتكيل كتلة (القوس قوح الانتخابية).ورحب المكتب التنفيذي للتحالف في اجتماعه الدوري الذي عقد بالمركز العام للحزب برئاسة رئيس المكتب التنفيذي أمير بابكر يوم السبت الماضي وفقاً لتصريح صحفي أصدرته دائرة الإعلام وتلقت (السوداني) نسخة منه أمس، بقرار القوى السياسية التوحّد لخوض انتخابات اللجان الشعبية بولاية الخرطوم ضد المؤتمر الوطني، وثمن هذه الخطوة وإعتبرها خطوة في طريق بناء الكتلة الإنتخابية و(قوس القزح) الإنتخابي في مواجهة المؤتمر الوطني في الانتخابات العامة المزمع تنظيمها بالبلاد في فبراير القادم، وكلّف أحد أعضائه بمتابعة تنسيق العمل المشترك بلجنة التنسيق المشتركة للقوى السياسية لخوض إنتخابات اللجان الشعبية بولاية الخرطوم.

وقال رئيس الدائرة السياسية والناطق الرسمي باسم الحزب المهندس محمد فاروق أن قرار القوى السياسية بالتوحّد لخوض إنتخابات اللجان الشعبية بولاية الخرطوم في مواجهة المؤتمر الوطني بأنه يمثل دافعاً قوياً لتشكيل كتلة (القوس قزح) الإنتخابية في الانتخابات العامة القادمة. وقال فاروق في تصريحات صحفية عقب إنتهاء إجتماع المكتب التنفيذي وفقاً للتصريح الصحفي لدائرة الإعلام، أن انتخابات اللجان الشعبية بولاية الخرطوم تعتبر تمرين مهم لممارسة المواطنين لحقوقهم في الإنتخاب ومراقبة عملية الإنتخابات بعد انقطاع طويل، مبيناً أن نجاح أو فشل القوى السياسية في تجربة انتخابات اللجان الشعبية سيكون دافع قوي لتشكيل كتلة قوس القزح في الإنتخابات العامة القادمة.

وأشار لتجاوز قواعد الأحزاب السياسية لقيادتها في التجاوب والتفاعل مع دعوة تشكيل (قوس قزح انتخابي) والذي إعتبره إمتداداً لتجربة عمل مشترك طوال العشرين عام الماضية في مجابهة الشمولية والديكتاتورية تجاوز فيها الجميع الإختلافات السياسية والفكرية والأثنية والدينية في مجابهة المؤتمر الوطني وسياسته الإقصائية، وأردف: "الشعب السوداني الآن إما صاحب مصلحة مع النظام الشمولي وهؤلاء اقلية ويتمتعون بالفارق النوعي للسلطة والنصيب الأكبر للثروة، أو الغالبية العظمى من الشعب السوداني التي تتواجد في الكفة الأخرى والذين تمثل لهم كتلة قوس القزح الإنتخابية التعبير الامثل لكل هؤلاء الذين ظلّوا خارج دائرة السلطة والثروة طوال سنوات حكم الإنقاذ"، مؤكداً أن قناعات ورغبة تلك الأغلبية هي التي ستعطي كلتة قوس الفزح الدافع والمشروعية وستهزم المؤتمر الوطني انتخابياً في جميع المستويات".

... إذاً فجميع تلك التحركات السياسية من مختلف الاطراف السياسية في شكل اجتماعات جماعية وثناية تمضي صوب طريق واحد وهو خوض الانتخابات العامة القادمة، وربما بدأت الملامح تتضح رويداً رويداً، أن القوي السياسية تتجه لتشكيل كتلة قوس قزح لمجابهة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة، وربما تكون تجربتها في انتخابات اللجان الشعبية عبارة عن "بروفة استعدادية" للمبارة التنافسية الحقيقية ....!!!

* نقلاً عن صحيفة (السوداني) الصادرة في يوم الثلاثاء 26 مايو 2009م.

 
 

 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by