# # # #
   
 
 
[ 09.05.2009 ]
التجمع الوطني: لقاء الميرغنى باقان.. كل يبكي على ليلاه




هل تنجح المساعى الجارية لإنعقاد اجتماع هيئة القيادة للتجمع الوطنى الديمقراطى والذى تأخر لقرابة الأربع سنوات عن الموعد الذى حدد لآخر اجتماع لم يكتب له الإنعقاد، إذ كان مقرراً أن يعقد التجمع الوطنى الديمقراطى اجتماعا فى أغسطس 2005 بعد اتفاق القاهرة الموقع فى 18 يونيو 2005، وكان مقرراً أن يناقش اجتماع هيئة القيادة آنذاك عودة التجمع للداخل وأن يجيز  خطة التجمع فى الداخل ومتابعة تنفيذ اتفاق القاهرة إلا أن هذا الاجتماع لم يتم حتى الآن .

كما كان متوقعاً لهذا الاجتماع أن ينعقد خلال الفترة الماضية عقب عودة  الميرغنى الى اليلاد إلا أن ذلك لم يتم أيضاً ولم تجدى معه مطالبة أحزاب التجمع المتكررة بعقد هذا الاجتماع لحسم كثير من القضايا العالقة. ويبدو أن الأيام القادمة تحمل فى طياتها كثير من الأحداث التى قد تعيد الحياة للتجمع الذى يعتقد عدد من المراقبين السياسيين أنه إن لم يكن فى عداد الموتى فهو فى غرفة الإنعاش ينتظر أن تكتب له شهادة الوفاة إلا أن هنالك من يحدوه الأمل والتفاؤل بأن الأيام القادمات ستشهد الكثير من الحراك والجهود التى ستعيد الحياة  للتجمع بعد جمود وسبات عميق . فاللقاء الذى تم مؤخراً بين محمد عثمان الميرغنى رئيس التجمع وباقان أموم امينه العام حمل فى طياته الكثير من النقاشات والرؤى حول امكانية تفعيل نشاط التجمع الوطنى الديمقراطى عبر تكوين لجنة يناط بها هذا الأمر  

وعلى الرغم من التكتم على تفاصيل ما دار فى هذا اللقاء إلا أن أطرافا أخرى فى التجمع اعتبرت إن هذا الاجتماع بين رئيس التجمع وباقان له دلالاته ومؤشراته فرئيس التجمع  والذى ظل لفترة طويلة  يمسك بزمام الأمور وينفرد بالقيادة ، وامينه العام وهو فى ذات الوقت الأمين العام للحركة الشعبية والشريك الحالى فى الحكم والذى بجكم منصبه فى الحركة مطلع على كثير من التفاصيل بمسيرة التحول الديمقراطى ومستقبل اتفاقية السلام وغيرها من المعلومات والأسرار لا تتوفر لبقية أحزاب التجمع التى نأت بنفسها عن السلطة وحزمت حقائبها صوب البرلمان للمعارضة. فما دار فى هذا الاجتماع قد يشكل خطوة هامة فى تاريخ التجمع الوطنى الديمقراطى أو يعطى صورة أو ملامح الحراك السياسى المعارض للفترة القادمة المحفوفة بكثير من الصعوبات والمتاريس، وقد يكون هذا اللقاء قد وضع إجابات لكثير من الأسئلة العالقة بالأذهان، إلا أنه قد لا ينجح فى إرضاء بقية أحزاب التجمع التى تحمًل رئيسه فشل عقد اجتماع هيئة القيادة ومسؤلية غياب دور التجمع بعد عودته للداخل دون رئيسه..

وعلى الرغم من السبات العميق الذى بات فيه التجمع لقرابة الأرع سنوات إلا أن الدور الكبير الذى لعبه فى فترة حرجة جداً فى تاريخ البلاد يجعل التمسك به وتقييم تجربته بسلبياتها وايجابياتها ومحاولة إصلاحه عبر إعادة هيكلته  ويجب حسبما أشار بعض قادته أن يقرر فى مؤتمر عام فرص إستمراره وبقائه من عدمها. فالتجمع بعد أن خرج منه حزب الأمة وإنشغلت الحركة الشعبية بإتفاقية السلام الشامل التى أبرمتها على إنفراد مع المؤتمر الوطنى دخل غرفة الإنعاش فى غيبوبة تامة حتى مشاركة أحزاب التجمع فى البرلمان أو فى الجهاز التنفيذى كانت ذات طابع حزبى أكثر من كونها تعبر عن كتلة التجمع بأحزابها ذات الثقل الوطنى العريق ، هذا الحال دعا بعض أحزاب التجمع الى تكوين لجان داخلها لتقييم التجربة .كما نادت  بعضها بأعادة هيكلة التجمع ليشفى من بعض ما أصابه من علل ولتكوين هيئة رئاسة تدير شئونه بدلاً من الإمساك بزمام الإمور فيه بيد شخص واحد إذا غاب غاب التجمع وإذا إنشغل بأمور حزبه سكن التجمع وتوقف عن الحراك . وقال ل"الأخبار " التيجانى الطيب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى ، عضو هيئة قيادة التجمع وعضو لجنة تقييم عمل التجمع بحزبه "لا بد من تقييم عمل التجمع واجتماع هيئة القيادة بالإضافة الى تعديل الهيكلة فإستمرار الهيكلة بشكلها الحالى يضر بالتجمع ، نحن بدورنا نعمل فى إجراء هذا التقييم وطرحنا رأينا للقوى الأخرى المشاركة فى التجمع للقيام بعمل مماثل " .

ويبدو أن حلم إعادة الحياة الى التجمع تقف أمامه متاريس وعقبات كثيرة وتحول دونه أمور جسام  الأمر الذى أدى الى إستبعاد على السيد المحامى و القيادى بالحزب الاتحادى الديمقراطى وعضو هيئة قيادة التجمع  فى تصريحات للصحفيين أن يكون لقاء الميرغنى باقان قد دعا الى اعادة هيكلة التجمع غير أنه أكد أن هنالك دعوة لإعادة تقييم عمل التجمع فى الفترة السابقة ووضع برامجه المستقبلية التى سيحددها اجتماع هيئة القيادة بجانب  بحث جدوى استمرارية التجمع من عدمها. وهذا الحديث للقيادى الإتحادى وعضو هيئة قيادة التجمع لم يأت من فراغ ويبدو أن الوقت الحالى يحتاج لوجود التجمع فى الساحة السياسية خاصة وأن الحزب الإتحادى الديمقراطى - الأصل - لم تعد لديه اللياقة الكافية لخوض معركة الإنتخابات منفرداً، بالإضافة الى الخوف من إكتساح حزب المؤتمر الوطنى للإنتخابات القادمة بعد أن نجح فى إحكام قبضته بعرقلة تعديل القوانين المقيدة للحريات ولضعف شريكه ، الحركة الشعبية وقلة خبرتها وما أصابها من يأس وأحباط دفعها الى تركيز النظر جنوباً.

ولكن هل هذه الدعوة بعودة التجمع الى دوره التاريخى فى اتفاق وتوحد كل القوى السياسية الأساسية بما فيها الكيانات التى تمثل المناطق المهمشة ومناطق النزاع بالبلاد تجد  إستجابة سريعة من بقية أحزاب التجمع والتى منذ أشهر ليس بالقليلة جمعت صفوفها ونظمتها فى تحالف أحزاب المعارضة والذى يضم اغلب أحزاب التجمع بالإضافة الى حزب المؤتمر الشعبى . فهنالك من يرى أن هذا التحالف لا يمكن أن يكون بديلا للتجمع كما ذكر التجانى الطيب ل "الأخبار" مستنداً على الرصيد الثمين لدى التجمع والى ما خطه فى مؤتمر القضايا المصيرية فى أسمرا من مبادىء وحلول لأزمات البلاد كافة سارت على دربه إتفاقية السلام وما تلاها من اتفاقيات.
 
لمياء الجيلي
جريدة الاخبار
السبت 10 مايو 2009



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by