# # # #
   
 
 
[ 01.03.2009 ]
مساجلات في السياسة: ماهر ابوجوخ يرد على عثمان ميرغني


عثمان ميرغني في عموده حديث المدينة: آخر فرصة.. ضاعت!! ـ ماهر أبوجوخ: عثمان ميرغني.. انظر للشمس بدلاً عن الأصبع! فيما يلي نص المقالين:

ماهر أبوجوخ: عثمان ميرغني.. انظر للشمس بدلاً عن الأصبع!

اطعلت على ما خطه يراع المهندس عثمان ميرغني في عموده (حديث المدنية) في الصفحة الأخيرة بصحيفة (السوداني) في عددها رقم (1184) الصادر يوم السبت 28 فبراير 2009م بعنوان (آخر فرصة ضاعت)، لكنني قبل التعليق على ما ذكر بالمقال المذكور من الضرورة القول بأن قناعاتي السياسية والبرامجية مختلفة مع حزب الأمة القومي وتقديراته ومواقفه وممارسته السياسية بما في ذلك تكتيكاته التي انتهجها خلال فترات مختلفة سواء كان حاكماً أم معارضاً، وهذا بالطبع لا يمنع أو يحول دون احترام مواقفه وتضحياته كحزب أو أشخاص في سبيل قناعاتهم وأفكارهم.

وجدت بعد الانتهاء من قراءة المقال المذكور أشعر باستفزاز شديد وأحسست بالأسف والأسى على منطق مختل للوصول للنهايات التي أرادها بالخلاصة التي استنتجها من خطاب رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أمام المؤتمر العام السابع لحزبه صباح الخميس 26 فبراير 2009م واعترافه بأن الاجتهاد الفكري للحزب كان يعتمد عليه شخصياً حيث كان يكتب برنامج الحزب، وهي النقطة التي استند عليها الكاتب بان حزب الامة بعد 45 عاماً تعلم اعضاؤه كتابة البرنامج سياسي وفي ذلك سبب كافٍ لتنحي المهدي من رئاسة الحزب. وهو منطق تفكير متوافق ومتسق مع الذين نشأوا وترعروا واغترفوا من معين الشمولية منهجاً وفكراً وسلوكاً.

فالمهدي أقر بأنه ظل رئيساً للحزب منذ 1964م حتى انعقاد المؤتمر السابع في عام 2009م ـ والتي تعادل 45 عاماً ـ ظل فيها الحزب محلولاً لمدة 36 عاماً فيما بلغت المدة التي باشر فيها مهامه كرئيس للحزب 9 سنوات. وبعملية حسابية فإن فترة الحل تعادل 80% من تلك السنوات الـ 45 فيما تمثل السنوات التسع 20% منها.

وخرج علينا منطق عثمان باغفال سنوات وفترة الحل والإجراءات والضوابط المترتبة عليها، ولا تثريب عليه في عدم استيعابه وإلمامه بالظروف التي تؤدي فيها الأحزاب المحلولة وقياداتها لمهامها خلال فترات الحل والحظر وتنقلها بين السجون أو المنافي والتأهيل المقدم لمنسوبي الأحزاب بالعمل في تلك الظروف العصيبة والخطرة بغرس مفاهيم الصمود والموت وقوفاً من القيادة للقاعدة لأجل المبادئ دون رجاء تحقيق مغنم أو مصلحة. فهذا هو التأهيل المقدم من الحزب لمنسوبيه خلال فترات الحظر والمنع. لكن منطق عثمان ميرغني يأبى إلا أن ينطبق عليه الحكمة المنسوبة لحيكم صيني "حينما اشير بأصبعي للشمس، فإن غير الذكي ينظر لأصبعي بدلاً عن الشمس".

لست معنيا بالدفاع عن حزب الأمة أو رئيسه فهم الأقدر على الرد والدفاع عن أنفسهم وقناعاتهم، ولكنني أجد نفسي في وضع الرد والدفاع عن الأحزاب السياسية والقوى الديمقراطية السودانية التي صمدت رغم الحرمان والمنع والحل، وقدمت تضحيات أسهمت في تحويل لغة الحوار السياسي بالبلاد من خانة "جئنا بالقوة ومن أرادها فليتنزعها بالقوة" لمحطة "الالتزام بالتداول السلمي للسلطة والتحول الديمقراطي". وبإمكانك يا سيد عثمان أن تسترجع التاريخ لتعرف موضع قدمك يوم ردد الشعار الأول وحينما تحول للشعار الثاني في رحلة ما بين (الأمس) و(اليوم)، فالقضية أعمق من الشعارات التي ترفع وتتغير حسب طلب واحتياجات المرحلة وما يطلبه الجمهور، ولكنها قناعات دون ابتغاء مصلحة أو منفعة.

ولو أن المهندس عثمان لم يجرب جزءاً من أهوال إدارة عمل سياسي تنظيمي بالبلاد في الأوضاع الراهنة لعذره المرء، أما وقد خاض تجربة مشهودة وبأبسط أشكاله عبر جماعة ضغط سياسي ـ وهي أقل عسراً في إدارتها واحتياجاتها من الأحزاب السياسية ـ أطلق عليها (منبر السودان). وغذاها بهالة دعائية ضخمة داخل السودان وخارجه قبل تدشينها وحتى إنطلاقه أوائل مايو 2006م، والتي تبعثرت وانفض سامرها وغابت عن الواجهة بعد شهور قليلة حينما فضت الشرطة مسيرة شارع الجامعة الشهيرة بعد الندوة التي نظمت بقاعة الشارقة. واندثاره نهائياً حينما فشلت دعوته للاعتصام أمام القصر الجمهوري بعد رفض الجهات المختصة التصديق لها. بعدها لم يسمع أحد بالمنبر وتحول لأثر بعد عين، ولم يتكرَّم المهندس بأي توضيح للشعب السوداني حول مصير البشرى التي روج لها بقرب انبلاج الخلاص من العذاب والأحزاب، بأي كلمة تفسر أو تشرح كيف اختفى مصباح الخلاص ولماذا أنطفأ السراج المنير الذي اطلق عليه (منبر السودان)!

إن حصيلة الـ 36 عاماً من الحل الذي طال حزب الأمة وغيره من القوى السياسية والديمقراطية بالبلاد وصلت الآن لاستمرارها وعقدها لمؤتمراتها العامة. ولو تركتها الأنظمة الشمولية دون قطعها للطريق على التجربة الديمقراطية بالبلاد، لتمكَّنت من تأهيل أعضائها على العمل الحزبي والسياسي والتنظيمي، ولما احتاج الإمام الصادق المهدي للمشاركة في غزو الخرطوم عام 1976م والمصالحة ببورتسودان والخروج بتهتدون والعودة بتفلحون، ولما اضطر مولانا محمد عثمان الميرغني للغياب من وطنه لما يقارب العقدين من الزمن، ولتمكن الأستاذ محمد إبراهيم نقد من المكوث على ظهر الأرض ضعف الوقت الذي أمضاه تحتها، ولما خرج دكتور جون قرنق للغابة لـ 23 عاماً بحثاً عن اتفاق سلام شامل، وما احتاج العميد عبد العزيز خالد لشهر سلاحه في وجه زملائه وتلاميذه بالقوات المسلحة لأجل الحرية.

إن من تشكل وعيه وتشرّب بالشمولية والاحادية سيعجز عن استيعاب كيف يختار محبين لهذا الوطن أن يبقوا خارجه حتى يعودوا إليه محمولين في توابيت كالشريف حسين الهندي، والفريق فتحي أحمد علي، ود.عزالدين علي عامر، ود.خالد الكد. أو ابتعاد مرهفين ومحبين لهذه البلاد كمصطفى سيد أحمد، والموسيقي عبد الرحمن عبد الله، تفيض أرواحهم بعيداً عن تراب وطن عشقوه في حياتهم ورحيلهم. هؤلاء (موتانا وسنذكر محاسنهم) رغم ادعاء البعض في يوم ما (انهم ليسوا من موتانا ولذلك لن نذكر محاسنهم).

وسيظل ذات المنطق عاجزاً عن الارتقاء للمصاف التي منحت رجالا ونساء وكهولا الصمود والشجاعة في وجه الأهوال كالأمير عبد الرحمن نقد الله ـ نسأل الله تعالى أن يمن عليه بشفاء عاجل ـ وسيد أحمد الحسين، والمرحومة سارا الفاضل، والحاج مضوي محمد أحمد، والأستاذ علي محمود حسنين، وغيرهم بمختلف الأعمار الذين عبَّدوا الطريق نحو (التحول الديمقراطي) وكانت حصيلة رباطة جأشهم قذف عبارة (الأحزاب المحظورة) من القاموس السياسي. وباتت رايات تلك الأحزاب والقوى الديمقراطية ترفرف خفاقة وتعقد مؤتمراتها علناً وتشارك حتى قيادات الحكومة بأعلى مستوياتها فيها، بل وتثمّن حراكها التنظيمي ووصفه بأنه يصب إيجاباً في مسيرة التحول الديمقراطي.

المهندس عثمان رجاء انظر للشمس حينما يشار إليها بدلاً عن النظر للاصبع والمقارنة بين السبابة والابهام، أما إذا كانت عيناك لا تزالان مصابتين بما تبقى من رمد الشمولية، فالأمنيات لك بعاجل الشفاء حتى يتاح لك أن تنظر للشمس في كبد السماء..!!

فيما يلي مقال الاستاذ عثمان ميرغني المنشور بجريدة السوداني بتاريخ 28 فبراير 2009

حديث المدينة: آخر فرصة.. ضاعت!!

عثمان ميرغني
osman.mirghani@yahoo.com 
 
أمس الأول (الخميس).. في خطابه بمقرالمعسكرات بضاحية سوبا (10 كيلومترات جنوبي الخرطوم) أمام المؤتمرالعام السابع لحزب الأمة.. قال السيد الإمام الصادق المهدي.. في معرض سرده للأسباب التي تدعو لإستمرار سرمدية رئاسته للحزب (الإجتهاد الفكري.. والذي كان يعتمد على شخص..ولكن بالتدرج اتسعت المشاركة.. فقد كنتُ أكتب برنامج الحزب للمؤتمر العام إلا هذا العام..ورفعتُ يدي منه تماماً.. وفي العام 2003 رفعت يدي من جله إلا المقدمة..والعافية درجات..)..
حسناً.. من سياق الخطاب فهمنا أن السيد الصادق على قناعة راسخة بأن دوره رئيساً للحزب لا يزال حتمياً لبقاء الحزب.. لكن المثير للدهشة أن يعلم الناس لأول مرة أن مجرد كتابة (برنامج الحزب) أمر بالكاد نجح الصادق المهدي في تدريب قيادات حزبه عليه!!.. بعد (45) عاما من رئاسته للحزب.. هل حزب الأمة بعمره الطويل وقياداته التاريخية كلها.. لم يجد فيهم سيد صادق من يكتب.. مجرد يكتب (برنامج الحزب).. وفي العام 2003 رفع الصادق يده عن (جُل) البرنامج.. ثم في هذا العام نجحت –أخيراً!!- قيادات حزبه في كتابة (برنامج الحزب!!)..
هل يُعقل أن يكون هذا هو (حزب الأمة).. أول دفعة خريجين قادرة على كتابة (برنامج الحزب) تخرجوا في العام 2009..ألهذا الحد كان الحزب خالياً من الكفاءات المؤهلة للقيادة..
سيدي الصادق المهدي..صدقني أقولها لك – والله العظيم - وبكل إخلاص.. هذه الكلمات منك تصلح لبيان (استقالة) وليس تمديد الرئاسة.. لأن بقاءك أكثر من أربعين عاماً في رئاسة.. لا تنجح في تأهيل قيادات خلف.. إلا في العام 2009.. هو حيثيات فشل لا يسمح بتمديد الرئاسة.. إذا أحتاج منك الحزب بعد (45) عاما من رئاستك له.. لمزيد من الرعاية.. فلا يعني ذلك فشل الحزب.. بل فشل الرعاية.. وهي أول موجبات التنازل عنها لجيل خلف..
قواعد الديموقراطية الحقيقية تمنع التعويل على قيادة واحدة متفردة..مهما كانت قدرات هذه القيادة.. على مبدأ تداول السلطة والأجيال.. ورئيس الوزراء البريطاني الأشهر في التاريخ (تشرشل) فقد رئاسة الحكومة رغم نجومية شعبيته و انتصار بلده في الحرب العالمية الثانية.. ليس هناك في الديموقراطية زعيم أو قائد سرمدي..
ويقول الصادق المهدي..أن من بين (45) عاماً قضاها في رئاسة الحزب.. (36) منها كان الحزب محلولاً.. وأنه بذلك لم يمارس المنصب إلا لـ(9) سنوات فقط.. أليس ذلك أيضاً دليلاً آخر على حتمية التنازل عن الرئاسة.. فليراجع الصادق تاريخ الـ (36) عاماً التي ضاعت من عمر حزبه.. من المسؤول عن ضياعها؟ ضعف الحكم الحزبي كان سبب سقوط الحكومات الحزبية.. و كان في كل مرة ـ تسقط ـ على قيادتها حزب الأمة..
المؤتمر السابع.. كان آخر فرصة متاحة للسيد الصادق المهدي ليضرب المثل ويمارس القدوة الديموقراطية للإصلاح السياسي.. أضاعها بكامل اختياره..!!
http://hadithalmadina.blogspot.com
 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



مساجلات في السياسة: ماهر ابوجوخ يرد على عثمان ميرغني

اتحداهم يابوجوخ لوبعرفو يقولو كلامك. بعدين ماحرام عليك تذكر ابوخالد بعد نقد وجون قرنق وكمان الميرغني.غايتو الشغلة الا كان عمرعمر ساي.
محمد كمال


مساجلات في السياسة: ماهر ابوجوخ يرد على عثمان ميرغني

مساجلات في السياسة: كلام محترم شديد
مقاتل


هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by