# # # #
   
 
 
[ 29.01.2009 ]
هولندا تحذو حذو فرنسا لمنع ختان البنات


لا تزال الفتيات الهولنديات المنحدرات من أصول صومالية وسودانية وإثيوبية يتعرضن لمخاطر تشويه الجهاز التناسلي بالخضوع لعادة الختان، أو الخفاض، أثناء قضاء العطلة بالبلد الأصلي.

قبل سنتين، بادرت هولندا بإطلاق مشاريع تساهم في حل هذا المشكل. ومنذ ذلك الحين، لم يعلن إلا عن أربع حالات. "وصل السيل الزبى"، تقول كاتبة الدولة لشؤون الصحة يت بوسماكر. تريد بوسماكر الآن أن تركز على الآباء والأمهات.

تهدف تلك المشاريع إلى تنبيه المساعدين الاجتماعيين، إلى أن الختان عادة لا يتحدث عنها المهاجرون القادمون من البلدان التي تحدث فيها، إلا نادرا. ولذلك فلابد أن يكون بمقدور الأطباء والمدرسين أيضا، التعرف على الأعراض. هل ستسافر العائلة في القريب؟ هل الأم نفسها مختونة؟ كانت تلك خطوة أولى جيدة، تقول بوسماكر الآن، والقصد منها تكوين فكرة حول عدد الفتيات المعرضات لخطر الخضوع لعملية الختان ومن تعتبر بعيدة عن الخطر. إلا انه حسب مصلحة الصحة الوقائية الهولندية لا يمكن بهذه الطريقة تفادي تعرض 50 إلى حدود 500 طفلة للختان سنويا.

النموذج الفرنسي

في نوفمبر الماضي، ذهبت كاتبة الدولة في زيارة عمل لفرنسا، البلد الذي يقود الجهود الدولية لمكافحة تشويه الفتيات بالختان. الطريقة الفرنسية في المعالجة تنقسم لجزأين: في البداية توقيع عقد طبي مع الآباء، وعقوبة السجن إذا تبين أنهم عرضوا بناتهم للختان بالرغم من ذلك.

مها عبد الرحمن ناشطة بجمعية سودانية النسوية في هولندا، تعتبر مساندة قوية لاستخدام مثل هذه المعالجة المتشددة في هولندا، حيث تقول: "إن الختان اعتداء على الأطفال، لذلك فان عقوبة السجن هي الوسيلة الوحيدة لردع الآباء والأمهات عن إخضاع بناتهم للختان". 

ضغط الأقارب

تشويه الجهاز التناسلي يعاقب عليه القانون في هولندا، عقوبة أقصاها 12 عاما. إلا أنه لم تقدم شكوى جادة ضد الآباء والأمهات حتى الآن، وفي الواقع نلاحظ أن الضغط الذي تتعرض العائلات من داخل البلد الأصلي، أكبر من خطر التعرض للملاحقة القانونية في هولندا.

لذلك فان الحزب الليبرالي، دعا للفحص الطبي الإجباري على الفتيات. بدا انه حل جيد، لكن وحسب اعتقاد بوسماكر، فإن التجربة الفرنسية تـُظهر أن هذا الحل لا ينفع على أرض الواقع. فقد بدا أن العائلات في فرنسا تتنظر أن يحين الوقت لختان بناتها. وفي بداية المراهقة، حين تتوقف المراقبة الطبية، تُخضع العائلات بناتها للختان دون إذن منها. وان حصل وطُلب الإذن، فلا تسمح به الفتيات في أغلب الحالات.

مساعدة

وتعتقد كاتبة الدولة أن العقد يساعد كثيرا خصوصا لمواجهة ضغوط الأقارب في البلد الأصلي. يتعهد الآباء والأمهات قبل السفر بموجب هذا العقد على حماية بناتهم من الختان. ويمكنهم أن يكشفوا عن العقد للأقارب في البلد الأصلي. تقول بوسماكر "ولأنهم يستطيعون أن يدلوا أمام عائلاتهم في البلد الأصلي بما يلي: "إذا تعرضت ابنتنا للختان نتعرض لعقوبة السجن"، فلن يحدث ذلك". بعد العودة، لا بد من إجراء فحص طبي. وإذا تعلق الأمر فقط بالعائلات التي يشتبه فيها أن تعرض بناتها للختان، فان مثل هذه الفحوصات مهمة بالفعل".

مزيد من الإرشادات

مها عبد الرحمن سعيدة بفكرة العقد، ولكن لديها انتقادات أيضا حيث تقول "بالتأكيد سيحمي العقد حقوق الأطفال، على افتراض أن الآباء يلتزمون باحترام في هذه الحالة ولن يجرؤوا على إخضاع بناتهم للختان أثناء العطلة. إلا أنني أخشى أن يكون هناك أشخاص لن يحترموا العقد".

لا تزال مها عبد الرحمن تتذكر جيدا ما حدث لها، لم تشعر بأنها تعرضت لضغط ما، فهذا ما كان يحدث للجميع، لذلك فهي تعتقد ان بوسع التوعية أن تكون الحل، بالتطرق لهذا الموضوع الذي كان يعتبر من المحرمات.

لكن كاتبة الدولة لا تريد الانتظار، لقد اتضح تأثير العقد الايجابي في فرنسا، والدور الآن على هولندا.

الصورة: خارطة توضح تركز ظاهرة ختان الإناث في إفريقيا

تقرير: بيرو دي يونغ وكريمة الإدريسي
إذاعة هولندا العالمية



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by