# # # #
   
 
 
[ 22.12.2008 ]
شرقاً باتجاه الغرب: مصطفى البطل .. هذا.. باطل - أمير بابكر عبدالله


أمير بابكر عبدالله

لم أقرأ للاستاذ مصطفى عبدالعزيز البطل كثيراً، ليس لموقف من كتاباته ولكنها حالتي التي تمنعني القراءة عموماً باستمرار وتتابع، وهو أمر يزعجني ويقلل من فرصي بالاستمتاع بكتابات الآخرين غثها وثمينها. ولكن صديق لي أبت نفسه إلا أن يرغمني على قراءة مقال للأستاذ نشر في إحدى الصحف (ربما الأحداث)، وأجزم أنه نشر في موقع (سودانايل) لأني قرأت له مرة هناك. وقد أرسله الصديق إلى بريدي الألكتروني لأجد أن هناك ما قد فاتتني قراءته أيضاً من طي المقال الذي أنا بصدده. ولأن الشخصيتين الذين جاء ذكرهما في مقال البطل تجمعني بهما صلات الرفقة وأكثر ما جعلني أقرأ ما خطه يراع الأستاذ البطل بإهتمام قدره حجم أسفي على المقال الذي فاتتني قراءته والذي يقوم عليه هذا.

نعم السيد/ غابي فايز غبريال تنطق (قابي) وقد أوفاه الأستاذ حقه من التقريظ والمدح حسب معرفته القليلة به، وما أظنه جانب الحقيقة إن لم يكن عمنا قابي (كما ادعوه) يستحق أكثر لمن يعرفونه. أما ما حاول البطل إثارة الغبار حوله في مدخل مقاله التعريف بـ (قابي) فهو إنتماؤه للتحالف " و لكن ربما يدق الجرس عندك، كما دقّ عندى، عندما تعلم أن غابى كان من المؤسسين والقادة البارزين لأحد أكثر التنظيمات المناهضة لنظام الانقاذ بسالة وجسارة وفتوة، وهو التنظيم الذى عُرف فى الزمن الذى إستدبر و إستغبر بإسم قوات التحالف السودانية."

ربما يواصل الجرس دقه باستمرار عند البطل إن علم أن (قابي) (لم يكن) بل لا يزال أحد المؤسسين والقادة البارزين للتنظيم المعروف الآن بالتحالف الوطني السوداني والذي عرف في الزمن (الذي استدبر) بالتحالف الوطني السوداني قوات التحالف السودانية. وسيواصل الجرس دقه عنده إذا علم أن (قابي) لا يستظهر جميع فقرات مقاله الذي أثار داخله الحزن بل يكاد يستظهر جميع ما يقرأه ولو بعد دهر، فهو صاحب ذاكرة خرافية يمكن الاستعانة بها في كثير من الموضوعات. وليواصل الجرس فعله بعلمه أن التحالف الوطني السوداني انشقت عنه مجموعة عرفت بمجموعة المجلس المركزي في العام 2004، وانضمت للحركة الشعبية لتحرير السودان، فيما يواصل التحالف الوطني السوداني مسيرته للوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة.

ولأني- كما قلت- لم أتشرف بقراءة مقال (الأنبياء الكذبة: الوجه الجديد لعبدالعزيز خالد)، وهو الذي جعل البطل يلحظ الحزن الذي ران على وجه (قابي)، فلن يسعني إلا التعاطي مع ما ورد ذكره في مقاله (مفكرة القاهرة: عبدالعزيز خالد)، وما يوحي به الثاني يجعلني أجهر بشتان بين الاثنين. ويبدو أن (قابي) نجح في انتزاع بعض الحق لصديقه وفشل البطل في أن يكون بطلاً وهو يحاول الاعتذار (مكابراً بصحة ما ذهب إليه في مقاله الأول).

وسأتغاضى عن كل الفقرات مثلما تغاضى عنها البطل لأني لم أقراها بعد ولأني لن أوفيها حقها كما فعل عمنا (قابي)، مكتفياً بتناول ما اورده البطل هنا وهو يحاول تبرئه ذمة عبدالعزيز خالد من الفساد المالي في اعتذار غير موفق وسأضطر لنقل كل الفقرة التي تخص هذه المسألة.

كتب الأستاذ مصطفى البطل: أستثنى فقرة واحدة جاء نصها فى متن المقال على النحو التالى: ( وعند مواجهته بالأدلة التي توافرت بشأن اتصالاته السرية المتواترة برموز الانقاذ من السياسيين وبعض قيادات وعناصر جهاز الأمن وفرع الاستخبارات العسكرية لم ينكر العميد عبد العزيز خالد ضلوعه في هذه الاتصالات السرية دون علم التنظيم، بل حاول أن يجد لها تبريرا فى قوله بأن هدفه من وراء هذه الاتصالات هو اختراق النظام و اجهزته الامنية، وانه في كل مقابلاته السرية كان "يشتري" المعلومات من ممثلي النظام  وأجهزة أمنه.  يضاف الي ذلك ما كان من امر اكتشاف تحويل مبلغ ثلاثمائة و خمسون الف دولار امريكي، بصورة سرية وبالمخالفة للوائح ونظم التحالف المالية، من الحساب المصرفي الرسمي للتنظيم الي حساب خارجي خاص. و لم تقع تبريرات عبد العزيز ودفوعاته موقعا حسنا عند رفاق دربه النضالي فتضعضعت جسور الثقة و تمددت ظلال الشك و تراجعت الروح المعنوية و كانت تلك ضربة البداية في مسيرة الانحسار والانحدار). و يهمنى  على وجه التحديد الجزء الأخير من هذه الفقرة، حيث وردت الإشارة الى مبلغ ثلاثمائة وخمسون ألف دولار أمريكى جرى تحويلها " من الحساب المصرفى الرسمى للتنظيم الى حساب خارجى خاص".  وهى واحدة من النقاط التى أبدى غابى تحفظه عليها، ثم طرح علىّ بشأنها بيانات مضادة، و أفاض، بعد ذلك، فى الحديث عن خلق العميد عبد العزيز خالد ونزاهته وعفته وطهارة يده. و قد فاجأتُ غابى فى شأن هذه النقطة تحديدا، مفاجأة إستراتيجية، كما يجرى المصطلح فى كليات الحرب العليا، وهى أننى أتفق تماما مع نص وروح حديثه، وهو إتفاق لم يكن يتوقعه!

حسن جداً أن أعاد لنا هذه النقطة والتي حاول من خلال تبريراته التي ساقها أن يثبتها ويعتذر لعبدالعزيز خالد ويبرئه من تهمة الفساد التي ساقها في حقه (الإثنين معاً). وسأهتم معه بالفقرة الأخيرة حيث وردت الإشارة إلى مبلغ ثلاثمائة وخمسون ألف دولار جرى تحويلها إلى حساب خارجي خاص. (لو كان التحالف يقف على نصف هذا المبلغ لتغيرت أمور كثيرة).

إذاً عبد العزيز خالد حول هذا المبلغ من الحساب المصرفي الرسمي للتنظيم إلى حساب خارجي (خاص) هذا إتهام له واضح أصر عليه مجدداً رغم اتفاقه المفاجأة مع (قابي) في نزاهة وعفة وطهارة يد عبدالعزيز خالد. ولنرى كيف يفسر لنا مفهوم الحساب الخاص حين كتب:

" والمقصود بعبارة (خارجى خاص)، فى سياق البحث والتقصى الذى قمت به، هو المدلول المقابل لعبارة (الحساب الرسمى العام)، بمعنى أن الحساب المصرفى الذى جرى التحويل اليه يقع  (خارج) الأطر المصرفية للتنظيم ولا يخضع لمنظومة قواعده المحاسبية، و أن ادارته والتصرف فيه أصبح يتم بصورة مباشرة من قِبَل رئيس التنظيم (شخصيا).  لكن ذلك لا يسوغ بطبيعة الحال لأىٍّ من كان الزعم بأن العميد قام بتحويل المبلغ الى منفعته الخاصة كما سبقت الإشارة.

بالتالي يمكن لعبد العزيز خالد التصرف في هذا المبلغ المحول حسب هواه فلا حسيب ولا رقيب عليه، بل كان يجدر بالبطل أن يتمسك برأيه الذي لم يأت اعتباطاً بل حصيلة معلومات من مصادر لا يأتيها الباطل من بين يدها ولا من خلفها. وبصورة أكثر دقة سأورد نقاط ربما ينتبه لها البطل ما يجعله يتساءل إن أراد لكن حتماً القراء تساءلوا.

أولاً لم يرد في حيثيات خلاف مجموعة المجلس المركزي، التي اندمجت في الحركة الشعبية لتحرير السودان، مع التحالف أن هناك مبلغ بهذه الضخامة في حساب التنظيم.

ثانيا رئيس دائرة المال في ذلك الوقت كان السيد محمد عبدالمنعم (أبوالمعالي) وهو يعلم تماماً حجم أموال التحالف لأنه من يجمعها ويرسلها للحساب المصرفي أو ترسل بعلمه.

ثالثا المسؤول المالي في أسمرا وقتها يعلم رصيد التحالف في البنك.

رابعاً وهو الأهم أن عبدالعزيز خالد كان يقيم في أسمرا وكان على خلاف مع النظام الارتري لدرجة فرض الإقامة الجبرية عليه حتى خرج منها بضغط دولي، وكان من أولى اهتماماته اغتيال شخصيته. وكلنا يعلم إن كان عبدالعزيز خالد حول هذا المبلغ المزعوم إلى حساب مصرفي خارجي، لعلمت السلطات الأرترية إلى أي المصارف حول وتاريخ التحويل واسم ورقم الحساب او الشخص المحول له. وكان يسعدها أيما سعادة أن تقدم مستنداً بهذا الشأن لمجموعة المجلس المركزي وهي تجاهد يائسة في الحصول على مستندات تسند محاولاتها لتكسير التحالف.

خامساً إن مصادر البطل يأتيها الباطل من بين (يديها) ومن (خلفها)، لأنه بكل بساطة كان يمكنها استخراج كشف حساب من البنك الذي فيه حساب التنظيم الرسمي بعد أن مكنتها السلطات الأرترية من ممتلكات التحالف التي تم بيع كثير منها جهاراً نهاراً وبعلم السلطات الأرترية. وبكل بساطة كان يمكن اثبات أنه كان في حساب التنظيم المصرفي يوماً ما مثل هذا المبلغ ثم يفبرك الاتهام.

سادساً أن يقول لنا البطل " أما التشكيك فى ذمة الرجل، وإثارة الغبار حول نزاهته وإستقامته على نهج التقوى وكفاءته الخلقية فهو ما لم يخطر لى ولا لمصادرى ببال. وما ينبغى لنا." فهذا باطل. فالغرض في المقالين هو التشكيك في ذمة الرجل، لأن هناك فرقاً كبيراً بين أن يكون المبلغ في حساب التنظيم المصرفي وحساب مصرفي (خاص).

 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by