# # # #
   
 
 
[ 04.12.2008 ]
انتخابات الخرطوم .. البحث عن خاسر!


انتهت مساء امس الاول انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم لعدم اكتمال النصاب،ورغم ان النتيجة النهائية للانتخابات (كانت عدم اكتمال النصاب)، فالامر الملاحظ أن كل من قائمة التيار الإسلامي التي يقودها المؤتمر الوطني – وربما بات العديدين يعتقدون أنه اللاعب الاعلى كعباً فيها في ظل غياب فعاليات وانشطة ووجود حلفاؤه فيها- التي خاضت الانتخابات لاكمال النصاب ومناوئيها الذين سعوا لعدم اكمال النصاب تباروا في الاحتفال بساحة الجامعة أمس كل (حسب ليلاه).

فالقوى المقاطعة –المتمثلة في قوائم (التحالف الوطني) و(تحالف القوى الوطنية الديمقراطية) و(الإصلاح)- اعتبروا عدم اكمال النصاب انتصارا كبيرا وهزيمة للمؤتمر الوطني وامكاناته واصراره على اجراء الانتخابات في الزمان والمكان ووفق الظروف التي اختارها كما أن الانتخابات كشفت الحجم الحقيقي للمؤتمر الوطني وحصيلة حملته الانتخابية التي صرفت فيها اموال طائلة واحتوت على برامج وتنظيم رحل خمس نجوم لمنطقة سد مروي، ولذلك فهم يعتقدون أنهم حققوا انتصاراً تاريخياً بمقاطعة الانتخابات التي تحفظوا على اقامتها في التوقيت وفي الظروف الحالية، ودعوا لتأجيلها لوقت لاحق عقب عيد الاضحى المبارك، تلك المعطيات جعلت انصار المقاطعة سيما مؤيدو قائمتا التحالف ينظمون احتفالات صاخبة صباح امس بشارع المين.

المعسكر الثاني

لكن على الضفة الاخرى وبمعسكر قائمة التيار الإسلامي فإن الرؤية كانت تختلف باعتبارهم نجحوا في اقناع قطاع كبير من الطلاب برفض قرار المقاطعة والمشاركة في الانتخابات في مواجهة تكتل يضم كل التنظيمات (فالكثرة هزمت الشجاعة) حيث اقامت قائمة التيار الإسلامي –التي يمثل طلاب المؤتمر الوطني الجزء البارز منها في ظل ضمور واختفاء بقية اطرافها- احتفالاً نهار أمس (بنجيلة) الآداب لتكريم قاعدتها العريضة التي شاركت في الانتخابات وكان ابرز ما في الاحتفال نفض الغبار عن اغنية حماسية بعنوان (الطاغية الامريكان ليكم تدربنا، لن نذل ولن نهان ولن نطيع الامريكان).

اختلاف الأرقام

 تباين المشاعر حول النتيجة النهائية بين معسكري المشاركين والمقاطعين واعتبار كل طرف أن نتيجتها انتصار له وهزيمة لمناوئيه طالت حتى الارقام النهائية للتصويت فمصادر المقاطعين تقول أن جملة المصوتين بلغ (3961)، أما التيار الإسلامي فيقول أنهم (8) الاف فيما ذكرت لجنة الانتخابات في بيان اصدره رئيسها بروفيسور عوض الكرسني نهار أمس بأن (5233) طالب شارك بالانتخابات من جملة (23768) طالب وأن النصاب القانوني (11884) طالب.

اتهامات متبادلة

واتهم نائب أمين امانة الطلاب بالمؤتمر الوطني ورئيس لجنة انتخابات الجامعة وليد صالح في مؤتمر صحفي عقد عصر أمس بالمركز القومي للانتاج الإعلامي قائمة التحالف بـ(تهديد الطلاب بالعزلة الاجتماعية والاعتداء الجسدي في حالة التصويت) واختلقوا عدة مشاكل بالداخليات وممارسة الارهاب المدني بالداخليات وهذا يعتبر "قرارا سياسيا اتخذته الاحزاب الغرض منه الهروب من خسارة الانتخابات" مشيراً إلى أن نتيجة الانتخابات تعتبر انتصاراً لقائمة التيار الإسلامي، لكن القيادي بالتحالف وعضو اللجنة التنفيذية السابق بالاتحاد وائل طه اتهم طلاب المؤتمر الوطني بالسعي لاثارة العنف بالجامعة من خلال عدة شواهد بتخويف طالبات داخليات البركس وادخال ما أسماه بـ"مليشيات" لمنسوبيه بمجمعات تمريض والوسط وشمبات مساء أمس الاول وإعلانه حظر النشاط السياسي لتنظيمات قائمة التحالف الوطني نهار أمس بمجمع شمبات واستفزاز وتهديد الطلاب بذات المجمع رداً على مقاطعة الطلاب للانتخابات، مشيراً لوجود حالات منفردة بعدد من الكليات كالاعتداء على طالبة مرشحة بقائمة التحالف بكلية القانون والتحرش بثلاثة من منسوبي المعارضة بكلية الهندسة والاعتداء على (3) طلاب بعلوم وبمجمع شمبات ووصفها "بانها اعتداءات نوعية مقصودة باستهداف افراد معينين، تمهيداً لجر الجامعة لمربع العنف الطلابي"، وقال:" نحن وجهنا عضويتنا بضبط النفس وعدم الانسياق لخط العنف الذي يسعى له طلاب الوطني لتحقيق التماسك لاعضائهم واعلنا ذلك على مسمع ومرأى رغم مسببات العنف المتمثلة في التزوير والاعتداء على النفس".

ظواهر انتخابية

وتطرق بيان رئيس لجنة الانتخابات لعدة ملاحظات صاحبت العملية الانتخابية ابرزها انخفاض نسبة تصويت الطلاب ومحاولة التنظيمات رغم مشاركتها الواسعة بلجنة الانتخابات بـ(23) ممثلا بتعويق عمل اللجنة في اكمال العملية الانتخابية وانتقد لجنة الانتخابات عبر البيانات وبالصحف واتهمها بتنفيذ تعليمات محددة خدمة لفئة بعينها، مشيراً لعدم احترام دستور الاتحاد والاستهتار بتقاليد الجامعة مبيناً أن العودة لانفاذ توصيات سمنار عودة اتحاد طلاب الجامعة هو المخرج من التدني المستمر في العمل الطلابي وللحفاظ على تقاليد الجامعة وارثها ، ودعا جميع الطلاب لتقييم التجارب السابقة والخروج برؤى تحقق الاستقرار لاتحاد الطلاب واستدامة وجوده كأداة لخدمة اهداف وأغراض الطلاب. لكن عضو اللجنة التنفيذية السابق لاتحاد طلاب الجامعة وائل طه اعتبر بيان رئيس لجنة الانتخابات تعبير عن رأيه الشخصي الذي سبق أن طرحه بتعديل الدستور، وغير محايد لانتقاده للقوى المعارضة وقال:"يمكن أن نعتبره جزءا من الحملة الانتخابية ولا يختلف عن بيان مدير الجامعة الذي وجه انتقادات شديدة لدورات التحالف السابقة"، مبيناً أن إدارة الجامعة "هي الجهة التي لم تحترم دستور الاتحاد وضربت بأعراف الجامعة عرض الحائط".

الاستعداد للجولة القادمة

واعتبر نائب أمين امانة الطلاب بالمؤتمر الوطني ورئيس لجنة انتخابات الجامعة وليد صالح نتيجة الانتخابات (انتصارا للتيار الإسلامي وسنبني على نتائجها ترتيبات الجولة القادمة) واضاف:"انتخابات جامعة الخرطوم مثلت لنا بروفة للانتخابات العامة للبلاد"، مبيناً أنهم يسعون للضغط على إدارة الجامعة لاقامة الانتخابات بأعجل ما تيسر والعمل على إعادتها لعدم نص الدستور على كيفية إعادة الانتخابات وتركه لإدارة الجامعة، فيما نادى القيادي بالتحالف وعضو اللجنة التنفيذية السابق لاتحاد طلاب الجامعة وائل طه بتكوين لجنة انتخابات وفق نصوص دستور الاتحاد تعيد العملية الانتخابية كاملة بفتح التسجيل للطلاب غير المسجلين وتسليم (2200) بطاقة لاصحابها ويكون اعضاء لجنة الانتخابات من اساتذة الجامعة المشهود لهم بالكفاءة والحيدة وقال:"هذه الشروط لاقامة انتخابات نزيهة وبدونها سنقاطع الانتخابات ووقتها يكون رد منسوبي المؤتمر الوطني خلق عنف .. وان ما شهدته الانتخابات بالمقاطعة والاجماع عليها أكبر من الفوز لانه يعيد للحركة الطلابية الثقة في نفسها بوصفها رائدة التغيير الديمقراطي في البلاد" . وتقدم بالشكر للصحف السودانية ووكالات الانباء التي تعاملت معظمها بمهنية عالية في تغطيتها فيما اثرت قلة منها في تغطيتها كجزء من الحملة الانتخابية لطلاب المؤتمر الوطني.

.. انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم لم يكتمل نصابها يوم أمس الاول فالمشاركين والمقاطعين على حد السواء اعتباروها "انتصاراً لهم"، وحتى رئيس لجنة الانتخابات اعتبر نتيجتها "دليلاً على صحة فرضيته بالحاجة لتعديل دستور الاتحاد وانفاذ توصيات سمنار عودة الاتحاد"، وما بين احتفالات واهازيج المشاركين والمقاطعين بشارع المين فإن السؤال الذي ينتظر الاجابة "من خسر انتخابات جامعة الخرطوم ؟!!" ...

تقرير: ماهر أبوجوخ
شارك في التغطية طارق عثمان
 

 



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by