لتقديم الاخبار والمعلومات، وإعطاء صوت للآلاف من السودانيين، وتدريب الصحفيين الذين ولدوا لتوهم، لادارتها. وتخطط أيضا لبناء محطتين اخريتين العام القادم.

يقول احد الصحفيين العاملين في آخر محطة افتتحتها إنترنيوز في الكرمك "أحب محطتي إلاذاعية لأنها تسهم في المصالحة وسط مجتمعي". وكانت المحطة التي تسمى 88 اف ام،  قد بدأت البث على الهواء الأسبوع الماضي بعد أكثر من عام من العمل الشاق والتدريب المكثف. وهي المحطة الوحيدة في منطقة الكرمك.

وقال الصحفي الكيني المحترف الذي يعمل مع فريق محطة الكرمك للمساعدة على اطلاق البث سامي مورايا "تمكنا اليوم من البث لاختبار الارسال، وأتمنى ان تتمكنوا من رؤية الإثارة على وجوه الجميع وهم يستمعون إلى المحطة". "كنت امشي مع دومينيك (مدير المحطة) في السوق هنا وقد استعار جهاز راديو صغير وتأكد انه ابلغ كل من التقيناه في الكرمك ان الاذاعة تعمل بالفعل على الهواء. ولا بد لي من القول ان الشعب هنا قد انتظر المحطة فترة طويلة.. الجميع متحمس للغاية".

ومحطة 88 اف ام في الكرمك هي جزء من مشروع إنترنيوز المسمى "راديو للسلام والديمقراطية والتنمية في جنوب السودان" وكان قد بدأ في عام 2006 من خلال منحة مقدمة من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.

وقد قامت إنترنيوز بتشييد المباني، وبناء أبراج البث، والحصول على ترددات البث للمحطات. وقد امتلآت المحطة بالمعدات مثل مزّاجات الصوت، والميكروفونات، والحواسيب، واجهزة التسجيل والبرامج الالكترونية للتحرير.

ولأن الكهرباء غير متوفرة في المنطقة، فقد قامت إنترنيوز بتثبيت مصادر بديلة للطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في جميع محطاتها.  لقد كان المشروع واحدا من أكثر المشاريع تحديا من الناحية التقنية لبناء محطات في السودان، وابقائها على الهواء باستمرار عندما لا يكون هناك كهرباء.  ويشمل استخدام الطاقة البديلة حمل بطاريات وزنها 64 كلغ الى الجبال المرتفعة حيث توجد مواقع المحولات، وتركيب الألواح الشمسية في اماكن تضمن عدم تعرضها للضرر من جانب الماعز والأبقار المتجولة في العراء، وإنشاء انظمة مولدات احتياطية لتغذية خلايا البطاريات عندما يكون اليوم غائما.

لقد بدأت المحطات بالبث الواحدة بعد الأخرى. وأول ثلاث محطات انشأتها إنترنيوز هي نومالاو اف ام (ويعني الاسم "الحرية" عند الدينكا) في مالواكون، وناث اف ام (وتعني "المواطن" عند النوير) في لير، وصوت الجماعة في كاودا. وتبث المحطات الثلاث الان ستة أيام في الأسبوع، لمدة ثماني ساعات يوميا في الحد الادنى، وتستخدم عشر لغات مختلفة على الأقل، بما في ذلك العربية، والدينكا، والمابان، والادوك، وتورو.

ان من الصعب جدا ان يمر الصحفيون بهذه المناطق الريفية جدا في جنوب السودان. وفي الواقع فان الخمسة الذين يشكلون طاقم محطة الكرمك قد تم اختيارهم على اساس الحماس، والرغبة القوية في التعلم، وكان لابد من تدريبهم من الصفر.

يقول مدير المحطة دومينيك سانتو اتيم "ان تكون صحفيا كانت عندي مجرد فكرة، ولكن من اين تبدأ وأين تنتهي فلم يكن امرا معروفا لدي".

وفي السنة القادمة ستواصل إنترنيوز، التركيز بشدة على التدريب، وبناء المهارات الإذاعية لدى الشباب الصحفيين في المحطة في مجالات تقديم التقارير الصحفية، والإنتاج، والمهارات الإدارية، فضلا عن فهم دورهم كصحفيي مجتمع محلي، ودور وسائل الإعلام في الرقابة على الحكم الرشيد والديمقراطية.

وكشفت دراسة استطلاعية سألت فيها إنترنيوز الموظفين عما يقومون به من أعمال، عن التزام عميق وفهم لما تلعبه دور وسائل الاعلام في حياتهم. واوضح احد المحررين "ان الاذاعة تعزز السلام والمصالحة وتبرز صوت المهمشين". وقال آخر "بالنسبة لي، ان تكون صحفيا فان هذا يعني الكثير". وأفاد آخر "انك تثقف، وتدافع، وترفـّه العالم الخارجي ومجتمع بلدي".
ونظرا لأن اغلب جنوب السودان، منطقة تنقصها وسائل اعلام، فان الإذاعة المحلية سوف تقدم خدمة حيوية للسكان في توفير الأخبار والمعلومات.

تقول ديبورا اينسور، مديرة برنامج إنترنيوز في السودان، "تختلف الاذاعة المحلية الريفية عن اذاعة الدولة أو إلاذاعة التجارية في عدد من النواحي. والهدف الأساسي لها هو توفير صوت من لا صوت لهم، ويديرها المجتمع المحلي لخدمة المجتمع المحلي، وخاضعة لمساءلته اكثر من خضوعها للمساهمين من القطاع الخاص أو الحكومة".

تماما مثلما قال احد من دربتهم إنترنيوز "أنا صوت للمجتمع".

انترنيوز لتقوية وسائل الاعلام عالميا
16 أكتوبر 2008