# # # #
   
 
 
[ 10.11.2008 ]
ماما افريقيا لن تغني بعد الآن: الوداع مريم ماكيبا


أخيرا توقف قلب ميريام ماكيبا عن الخفقان وصوتها عن الغناء الجياش. رحلت المغنية الجنوب-افريقية مريم ماكيبا مساء أمس الأحد عن عمر يناهز الـ76 عاما.

قبل لحظات من وفاتها كانت على خشبة المسرح تشارك في حفل خيري تضامني لصالح الكاتب الإيطالي روبيرتو سافيانو، الذي يتعرض لتهديدات المافيا، أنها نهاية رمزية متخمة بالدلالات لمغنية الجار الأفريقية التي كرست حياتها للنضال بالموسيقى ضد الظلم.

"أنا مريم ماكيبا ابلغ من العمر 76 عاما"، هذه كانت كلمات مغنية الجاز التي قالتها بفخر في أحدى قاعات أمستردام المكتظة بالحضور ليلة الجمعة الماضية. نيل تن هيرتوخ كان واحدا من المحظوظين الذين سنحت لهم الفرصة للتعرف على مريام ماكيبا في إحدى حفلاتها الموسيقية الأخيرة. "يبدو واضحا عليها أنها تستمتع عندما تغني كما أنها ترقص أحيانا. أنفاسها كانت تتعثر وتضطر أحيانا كثيرة للجلوس."

وعندما غنت ماكيبا اغنيتها الشهيرة "باتا باتا" في الفقرة الأخيرة من الحفل اندمج الجمهور بشكل لا يعقل. "وقف الجميع راقصا وملوحا بيديه في الهواء." أغنية "باتا باتا" تعني "امشي معي قليلا"، جعلتها هذه الأغنية في الستينيات من مشاهير العالم. إلا أنها لم تجمع أية ثروة من الغناء.

النفي

استحقت ماكيبا اعترافا دوليا عندما حازت على جائزة جرامي كأول سيدة سوداء. المغنية ذات الأصول الجنوب-افريقية كانت منفية من بلدها الأم لأنها لم تترك مناسبة واحدة إلا وانتقدت العنصرية هناك. أدت العديد من الأدوار في أفلام "ارجع، افريقيا" والفيلم الموسيقي "سارافينا"، التي تعرضت لنظام الفصل العرقي في جنوب أفريقيا. كما تحدثت خلال اجتماع للأمم المتحدة عن حياتها تحت وطأة نظام الفصل العنصرية.

عاشت ثلاثين عاما في المنفى، ولم يسمح لماكيبا بدخول جنوب أفريقيا لحضور حفل تأبين والدتها. كما أحاطتها المشاكل في الولايات المتحدة بسبب زواجها من ستوكلي كارميشيل زعيم حركة الحقوق المدنية الراديكالية التي تدعي "الشركاء السود" وألغيت لها بعض حفلاتها الموسيقية وعقود أخرى لهذا السبب فغادرتها بحثا عن ملجأ في غرب أفريقيا حيث استقرت في غينيا. 

الجدات

بادر الرئيس آنذاك نيلسون مانديلا باعادة "ماما افريقيا" الى وطنها الأم جنوب -افريقيا عام 1990. على الرغم من إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بقيت المغنية ناشطة في هذا المجال، حسب المطربة والممثلة الهولندية خيردا هافرتونغ. والتقت الأخيرة بماكيبا الأسبوع الماضي مرة أخرى خلال مهرجان وورلد غراني "المهرجان العالمي للجدات" وهي مؤسسة تعنى بالأجداد الذين يعتنون بأحفادهم.

اتخذت ماكيبا قرارها بسرعة، قالت هافرتونغ والتي تعمل كسفيرة لهذه المؤسسة التي تعتبر ماكيبا عضواً فيها "لأنها هي نفسها جدة". في عام 1985 توفيت ابنة ماكيبا بونغي وهي في المهد. "تتمتع ماكيبا بروح مرح ودعابة"، قالت هافرتونغ "كانت تجد انه من الضروري لنا دعوة الجيل الجديد وتدريبهم على تولي المسئولية لأن يكون جدا او جدة."

لم تنجب أفريقيا بعد مغنية شابة تخلف مريام ماكيبا. فقد عملت "ماما افريقيا" جاهدة حتى مماتها على تدريب عدد من المراهقات الفقيرات في جوهانسبرغ وقد يظهر من بينهن في المستقبل صوت جديد واعد قادم من أفريقيا.

بيترنل خروبن

إذاعة هولندا العالمية



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by