# # # #
   
 
 
[ 10.05.2008 ]
الانتخابات كانت موضوع الحوار بين التحالف وازرق طيبة


اجتماع الطرفين خرج بحصيلة مرضية لهما، كان ابرزها الشروع في الترتيب لعمل مشترك يضم القوى المعارضة في جبهة عريضة استعداداً للانتخابات القادمة للطرفين.

أكثر ما يثير قلق المعارضين والمناوئين للمؤتمر الوطني، هو فوز الوطني في الانتخابات، وتحليه بشرعية شعبية عبر التفويض الجماهيري، وفي ذات الوقت فإن الوطني يهدف لتحقيق تلك الشرعية في الانتخابات القادمة لتجاوز واقع شرعية اتفاق السلام التي طوت الشرعية الثورية التي سبقتها للمحطة ثالثة، وهي (الشرعية الانتخابية والشعبية).

إذاً فتلك التشابكات لم تغب عن اجندة الحوار المشترك بين شيخ السجادة العركية الشيخ عبدالله الشيخ أحمد الريح الشيخ عبدالباقي (ازرق طيبة)، الذي بدأ يلعب أدوارا سياسية واضحة في الفترات الماضية، سيما في الجانب الخاص بوحدة الفصائل الاتحادية من جهة، ووفد التحالف الوطني السوداني الذي قاده رئيس المكتب التنفيذي عبد العزيز خالد وعدد من قيادات الحزب وكوادره لمقر الشيخ في (طيبة الشيخ عبد الباقي).

فرئيس المكتب التنفيذي للتحالف، الذي كناه منسوبو حزبه ابان قيادته لقوات التحالف السودانية في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي بابوخالد، ومرافقيه في رحلتهم التي استمرت لما يزيد عن الـ 12 ساعة منذ صبيحة الثلاثاء الماضي صوب (طيبة)، وانضمام منسوبين للتحالف من مدينة (مدني) كانت تهدف في المقام الأول لتسويق فكرتهم الاساسية والرئيسية بتوحيد كل القوى السياسية المعارضة للمؤتمر الوطني في جبهة واحدة لمواجهة المؤتمر الوطني انتخابياً.

فاجتماع الطرفين الذي خلص لتكوين لجنة مشتركة بين الطرفين تباشر أعمالها خلال الاسبوع الحالي بلقاء جماهيري بمنطقة ود النعيم، والشروع في الترتيب لعمل مشترك يضم القوى المعارضة في جبهة عريضة استعداداً للانتخابات القادمة مثل حصيلة مرضية للطرفين.

الأمل والتغيير
وسبق لعبدالعزيز خالد خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الامريكية خلال شهر مارس الماضي، أن عبر عن تلك الافكار بوضوح في الندوة السياسية التي نظمها في ختام زيارته بواشنطن والتي اطلق عليها (الامل والتغيير)، والتي تلاحظ تركيزه على قضية الانتخابات القادمة، واستعدادات وتجهيزات المؤتمر الوطني لخوضها.

ورغم إشارته لعدد من نقاط القوة لصالح المعارضة السودانية، لكنه تطرق لنقاط ضعف واضحة أهمها الإنقسامات، والتوترات داخل الأحزاب، وغياب التنظيم (فاعل وغير فاعل)، وقلة المال بل وإنعدامه، وقلة الحيلة الإعلامية والدعائية، والحرمان من عقد الندوات، واللقاءات الجماهيرية بفعل القانون القابض. معتبراً أن خارطة الطريق للموازنة بين عناصر قوة المعارضة، وتقليل ضعفها، هو تكوين حلف عريض ببرنامج حد أدنى، بالإتفاق على مرشح واحد في الدوائر الجغرافية، وفي رئاسة الجمهورية ضد مرشح المؤتمر الوطني.

ولذلك فإن ابوخالد بات أكثر تفاؤلاً وهو يختم ندوته بقوله: (هل يوجـد أمل؟ الأمل موجود، هل يمكن التغيير؟ التغيير قـادم، مفهوم الوفاق الوطني: الوفاق ضد الإنقاذ، الوفاق الوطني لهزيمة المؤتمر الوطني.. الوفاق الوطني وفاق على مرشح واحد في الدوائر الجغرافية ومرشح واحد لرئاسة الجمهورية).

والتقى وفد التحالف بقيادة ابوخالد بالشيخ ازرق طيبة بعد وصولهم، وتناولوا معه طعام الافطار، تناولوا فيه الاحاديث عامة لم يتطرق الشيخ او اي من الحضور بالحديث في اي من مواضيع السياسة. وقدم حوار الشيخ للضيوف شاي النعناع وشرابا عرفنا بعده انه يدعى كرمتود. شرح الشيخ انه يستخرج من نبات ويتم تقطيعه وتجفيفه ومن ثم جعله اقراصا تخزن، ويتم غليها لانتاج الشراب الذي يعالج مشاكل الحبال الصوتية وانتفاخ المعدة.

مباحثات الطرفين
وعقب صلاة المغرب عقد الشيخ وعدد من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي اجتماعاً، مع وفد التحالف. وتم خلال الاجتماع التفاكر والتباحث حول كيفية تنسيق عمل معارض يضم عدداً من القوى المعارضة.

واوضح خالد ان اطروحتهم الاساسية تتمثل في ضرورة وحدة القوى المعارضة لمجابهة الوطني انتخابياً، وأن كل التنازلات التي يقدمها الوطني للاخرين لن تبلغ تنازلاً حقيقياً عن السلطة. ولذلك فقد اقترح القيام بعمل سياسي ينزل للقواعد الحزبية عبر الندوات، واللقاءات الجماهيرية لمنح الجماهير الامل في امكانية التغيير بدلاً من التسليم، ومنذ الان بفوز الوطني في الانتخابات القادمة، مضيفاً أن الخلافات الحالية في اوساط الاحزاب السياسية المعارضة هي (صراعات قيادات أما القواعد فليس لديها مشكلة فيما بينها للمشاركة في أي عمل مشترك).

واقترح تكوين لجان تنسيق لقيادة العمل الشعبي على مستوى القوى السياسية، لوجود هدف مشترك، وايقاف التعامل بردة الفعل، وللحيلولة دون توسيع شق الخلاف بينها، لزيادة الكسب السياسي للوطني على حساب نزاهة، وحيدة الانتخابات، وبخاصة وان التراضي الوطني هو نزول هادئ لارجاع الديمقراطية برغبة المواطنين.

مبادرة ضرورية وأساسية
ومن جانبه اعتبر الشيخ ازرق طيبة المبادرة ضرورة اساسية لقوة العمل المعارض. واشار إلى أن البعض سيعملون لاجل حماية مصالحهم، مما يستوجب وقفة جماهيرية عبر حركة جادة للتغيير، لن يكون الطريق ممهداً أمامها، معلناً أن الاتحادي سيشارك افراداً ومجموعات في حملة التوعية الجماهيرية لرفع الوعي السياسي بين المواطنين البسطاء الذين يعانون من الضرائب والاتاوات التي تؤخذ منهم عنوة.

ودعا للاستفادة من الامكانيات الخطابية، والاعلامية، لتوعية المواطنين، وجميع الامكانات للوصول الى المواطنين، بمنازلهم، واحيائهم، بالاضافة لتنسيق حملة نسائية في الريف والحضر لتحفيز النساء للمشاركة في العمل العام، ونقل التجربة بين مناطق السودان المختلفة، والتنسيق على مستوى العاصمة القومية لعمل جماهيري.

فمن (طيبة)، وعبر خلاصة اللقاء المشترك بين الطرفين، سيما فيما يتصل بالجانب الخاص بالانتخابات، فإن سفينة القوى المعارضة ربما تكون قد بدأت إبحارها منذ الان صوب شط الانتخابات القادمة.

الصورة: احدى الطرق الصوفية في السودان





Author: محمد علي يوسف
Source: السوداني


رأي ـ تعليق  



الانتخابات كانت موضوع الحوار بين التحالف وازرق طيبة

لايقال كلام بعد كلام الشيخ العارف (ازرقطيبة)
muzammel


هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by