# # # #
   
 
 
[ 27.04.2008 ]
عبد العزيز خالد: التحالف زي الدهب صغير لكنه غالي


خبرة المقاتل عبدالعزيز خالد كانت سنده في هجمتنا الإتهامية له على كل المحاور، لكنه بثبات المقاتلين وهدوئهم أجاب على كل أسئلتنا (اتهاماتنا) ودس برنامج حزبه في ثنايا إجاباته. على العموم كانت معركة جديرة بمتابعتكم فإلى مضابطها.


* زيارتكم الأخيرة لأمريكا اختلفت وسائل الإعلام حولها. الى أي الاهداف رمى عبدالعزيز خالد بزيارته لأمريكا؟
ـ هذه أول زيارة خارجية لي بعد عودتي، فكل زياراتي كانت داخلية (جوبا, مدني, بورتسودان) وستتبعها زيارات أخرى وهي علاقات خارجية.. التحالف تعرض لعدة صعوبات ولابد من تجاوزها لأننا عدنا بطرق مختلفة، وأعدنا ترتيب أنفسنا وتجهيز برنامجنا, واللجنة التي تكونت انتجت هذا البرنامج (أمدنا بنسخة من البرنامج السياسي للتحالف الوطني السوداني).. اخترنا هذا التوقيت رغم صعوبته لانه لدينا علاقات انقطعت على المستوى المؤسسي وان كانت قد استمرت على المستوى الفردي لهذا كانت واحدة من أهداف الزيارة إعادة تلك العلاقات بشكل مؤسسي مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وايضاً مراكز الدراسات الفكرية, ايضاً اتحاد الصحافيين السودانيين, حسب الأهداف في تقييمنا الزيارة تجاوزت نسبة النجاح المتوقعة.. من أهم الاشياء عملنا مع (Group Enough) وتحدثت أنا إليهم وهو مركز مهتم بشؤون افريقيا بشكل خاص.

* هل تؤثر مثل هذه المراكز على الادارة الامريكية؟
ـ عموماً مراكز التفكير تؤثر على القرارات بالرغم من عدم اتصالها بالادارة الامريكية بشكل مباشر.. عندما قرأت أهداف هذا المركز قبل سفري وجدتهم مهتمين بدارفور واتفاقية جبال النوبة وكل قضايا السودان لهذا قلت لهم اهتمامكم من المفترض ان يكون بالمؤتمر الوطني! ايضاً جلسنا مع (African Crises) وهي ايضاً مهتمة بالسودان وأنا أرسلت رسالة ان الاهتمام بالسودان شيئ ايجابي وطبعاً المنافسة كانت قوية.

* ليه انتو مهتمين بالحزب الديمقراطي؟
ـ عندما كنا في الخارج الديمقراطيون كانوا حاكمين لدورتين وبنينا علاقات حزبية, ايضاً كانت لنا علاقة حزبية مع حزب العمال البريطاني وشاركنا في كثير من مؤتمراتهم.. أما بالنسبة للحزب الديمقراطي فبالاضافة الى كونه كان حزباً حاكماً نهتم به لما يتميز به من ليبرالية, كما ان الحزب الجمهوري مهم لانه في الادارة وهي مسألة مؤثرة.. مثلاً كانوا يعتقدون ان المشكلة السودانية بين شماليين مسلمين وجنوبيين مسيحيين لكن التحالف جاء وأعاد المعادلة.

* هل الزيارة بدعوة منهم أم بمبادرة منكم؟
ـ لا التحالف قرر الزيارة.

* ولماذا بدأتم بأمريكا؟
- ما ذكرت مصر لأنني ازورها كثيراً ولنا معها علاقات مفتوحة، ونحن سعيدين بزيارتنا لامريكا لاننا حضرنا اجتماعات للحزب الديمقراطي وهذا سبب تطلعنا لعلاقات توازنية لكل الاحزاب.. بالنسبة للسودانيين أقمت ندوة لاتحاد الصحافيين وسعدت بنشاطهم وكانت لقاءات فيها كثير من الصراحة وطرحت رؤيتي لأن الاهداف ثابتة, المفهوم الذي طرحته هو (الامل والتغيير) وهذا الهدف ظل سؤالاً ثابتاً عند الامريكان والسودانيين.

* الامل والتغيير؟
ـ في الثورة كل الاسلحة المجربة مشروعة, مثلاً في أيام نميري كانوا يقولون (عصيان مدني ما حيتم) ولكن تم التغيير, ورغم وجود الموانع إلا انها تجربة شعوب وخاصية عندهم فالمقاومة أيام نميري اخذت 16 سنة والآن بلغت 19.

* لكن الآن هناك اتفاقات محمية دولياً؟
ـ ممكن هذا الحديث.. لكن هذا الواقع من فرضه! ومن قال انه لن يتم تغيير, الشريكان عندما اختلفا اقترحا فتح نيفاشا لصالح دارفور, نحن طرحنا الكونفيدرالية سابقاً والآن قدمها الصديق مالك عقار, يعني هذا ليس قرآن ولكن قوته تأتي من اتفاقهم عليه.

* في زيارتك ألم تلمس رغبة في التغيير عند الامريكان؟
ـ لم التق بالادارة الامريكية.

* ......؟
ـ هناك سلبيات ظهرت عملياً لهذا لابد من التفكير في حلول مثلاً ابيي حولها اختلاف لذا مع الالتزام لابد من معالجة السلبيات وحتي لو كانت الاتفاقية بين اثنين.. الحديث عن تغيير القوانين هذه سلبية لماذا لم يفكروا في التغيير, نحن زي أبونا آدم السلطة لاترغب في التغيير والمؤتمر الوطني لايرغب لكنه سيوقع ثم يحاول المقاومة, وهذا ما اسميه أنا بالانتقال الحرج .

* ماهي رؤيتك لشكل المراجعة ؟
ـ من جانبنا نرى انه يجب مراجعة تنفيذ الاتفاقية وتشكيل حكومة قومية وقيام مؤتمر قومي, الحركة ستنزعج من مقترح الحكومة القومية.. ايضاً لا نري سبباً لعدم تغيير نسبة الـ52% بالرغم من اقتناعنا بالاتفاقية. ..القوانين ستتغير لكن المؤتمر الوطني لن يتغير نحن رافعين شعار (وفاق وطني ضد المؤتمر الوطني).

* لكن الاتفاقية هي من أعطت ابوغسان مقعد في البرلمان؟
ـ اولاً الفرصة أعطتنا لها اتفاقية القاهرة وقد قدمنا ورقة عن سلطة المعارضة واقترحنا تقييم التجربة, نحن من اقترحنا دخول التجمع المجلس التشريعي.

* ولماذا لم يتم تقييم التجربة؟
ـ هناك اشكاليات خاصة بالتجمع والتشتت الحاصل الآن جعل وحدة القرار داخل التجمع صعبة.

* اذا كان علي محمود كشخص اثبت موقف اخلاقي واستقال عندما شعر انه غير مؤثر فكيف لم يفعلها التحالف كحزب؟
ـ نحن لا نقرر دون ترتيبات, وقفنا كافراد من التجمع داخل البرلمان مواقف مهمة.

* ألا ترى في الحوار الذي يدور الآن بين الحزب الاتحادي والمؤتمر الوطني اثر على التجمع باعتبار البحث عن الجذرة؟
ـ ان صح هذا الحديث لايكون هناك من تعلم شيئاً من تجربة الـ19 سنة وهذا مايريده المؤتمر الوطني, وهو تنظيم عمله رزق الساعة بالساعة وعمره قد طال من خلال الحرب الاثيوبية الاريترية وبعدها من خلال نيفاشا والآن يريدون تطويل عمره من خلال الوفاق الوطني.. هناك من اتفق مع المؤتمر الوطني بنسبة في الحكومة وبالطبع هذا ليس الاتحاد الاشتراكي فالآن المؤتمر الوطني ملتحم بالحكومة لهذا أي داخل عبر الوزارة لن يغير من الأمر شيئاً, لهذا الحل يكمن في ازاحته, ونحن سنتوجه للقواعد, ونحن نقول حديثنا هذا لأننا متصوفة سلطة, لهذا ترى القوى الاخرى تحاور نفسها فالمؤتمر الوطني يمسك برئاسة الجمهورية في نظام رئاسي كل السلطات فيه مركزة عند الرئيس.. الامل والتغيير والوفاق الوطني نتطلع بها الى تغيير المؤتمر الوطني.

* غالبية القوى السياسية تدعو لحوار أو تحالف مع المؤتمر الوطني.. ماذا يفعل التحالف السوداني تجاه هذا الأمر؟
ـ التحالف تنظيم صغير ودائماً مايقوم بمبادرة, وهو أول من قدم مشروع الدولة المدنية الديمقراطية وقدمنا شهداءنا فداء لهذه الرؤية وهي دعوة لدولة تنوع.

* ألا ترى مثالية في هذه الرؤية؟
ـ افتكر ان بها واقعية, ونحن نريد التغيير ولا نريد السلطة بالرغم من سهولة الحصول على الوزارات.

* لكن القوي السياسية تنظر إليك بعين الريبة؟
ـ التحالف هو التنظيم الوحيد الذي لم يفاوض المؤتمر الوطني.. عند خروجي قرأت كثير من المقالات حول هذا الامر ومن الطرائف ان أحد هؤلاء كان من أشد المطالبين اعلامياً باطلاق سراحي وقلت له لماذا لا تفترض ان ضغوطكم هي من أخرجتني!

* هناك من يتحدث عن مقايضة مع النظام رعتها مصر عبر عمر سليمان؟
ـ هل من الممكن مناضل قاعد ليه 3 شهور مكتف اليدين والرجلين عشان مقايضة؟! اذا عرفنا ان الطرف الثاني سلم واستلم وماذا استلمنا نحن كتنظيم أو كفرد؟ لايمكن ان يتحمل مناضل هذا القيد من أجل مقايضة والسودانيين الذين في الامارات جاءوا إلينا وزارونا ورأوا يدينا ورجلينا مقيدة بالسلاسل وما الذي يجعلني افعل هذا في نفسي, لماذا لا أذهب وأقعد بشكل مريح؟ ولماذا عن طريق ابوظبي؟! نحن لدينا الشجاعة الكافية اذا قررنا ان نتحاور ان نأتي مباشرة الى الخرطوم ونتفق, وهذه شجاعة لم تأت صدفة اكتسبناها عبر تاريخ طويل من النضال منذ المرحلة الثانوية, دخلنا كثير من السجون (السودان, اريتريا, الامارات).. احترام المناضلين وتقديرهم مسألة مهمة جداً, لكن الاختلاف السياسي مشروع اذا كان الواحد بيتحدث عن نظام شمولي مثل هذا النظام وينشد التغيير لن يلتفت الى مثل هذه الصغائر لأننا بصراحة اكبر منها كثيراً, فقط سنلتفت الى الاشياء الموضوعية.

* ألا زلت تعتقد ان هناك أمل في القوى السياسية بعد نضال استمر اكثر من عشر سنوات لتشكك في كونكم عدتم عبر صفقات مع المؤتمر الوطني؟
ـ اذا كنت تتحدث عن حكاية محددة وعمر سليمان وغيره دي اصلاً ماحصلت، واذا في زول موجود وحضر هذه الحادثة ليأتي ويقول ان عمر سليمان قال كذا وفلان قال كذا وإلا فهذا حديث لا معنى له.

* نحن نتحدث عن تشكيك؟
ـ دا مهم.. اذا كنت تتحدث ان هذا قال كذا وذلك قال كذا, انا بقبلها في اطار انه أي شخص يمكن ان يقول حديثاً يخدم أجندته أو أجندة الآخرين, هذه اشياء في المعركة مقبولة لأن الحرب الامنية مستمرة ومفتوحة ونحن في الميدان الأمن حاول يخترقنا مرات ومرات والآن حتي اجهزتنا (الموبايلات) هذه يمكن ان يراقبوها, هذه ليست قضية نحن نعمل في السياسية بثقة في الله وثقة في الجماهير وثقة في انفسنا وبرامجنا وخلال هذه المسيرة سيأتي من يقول لك قعد مع عمر سليمان, اذا دا وزير! كان من الممكن ان يقول والله في واحد نقيب قال لي حتي يعطيها واقعية, لهذا عندما يريد الشخص انتاج تمثيلية عليه ان يعمل على اخراجها بشكل منطقي, على كل هذا الحديث غير موجود اصلاً وجزء من الدعايات, ونحن نقول هذا تنظيم لا فاوض لا حالف ولا ارتشي وقدم شهداء, مافي لعب في مثل هذه الاشياء.

* من الواضح زهدكم في تحالفاتكم القديمة لأن حزب التحالف السوداني قد دخل في حلف جديد وعبدالعزيز حاول تسويقه في امريكا باعتباره تحالف المثقفين والمهمشين والنقابات؟
ـ فيما يختص بالتجمع هو اصلاً كتلة تاريخية لعبت دوراً مهماً, ومازال موجود, وفي فترات كثيرة في أشخاص من داخلنا كانوا يقولون لماذا انتم متواجدون في التجمع بعد ان اصبح لا يوجد تجمع فعلي, حقيقة مافي تجمع حالياً لكن في ادبياته (اسمرا 95) موجود ومازال كأحزاب موجود, ولكن كجسم فاعل غير موجود والشيئ الأهم اننا لاندعو فصائل التجمع فقط بل حتى من هم خارج التجمع في السابق والآن هم داخل السودان - للدخول في التحالف من خلال بناء تحالفات صغيرة بدلاً ان يكون هناك 50 حزب بدأنا في المرحلة الاولى بـ13 حزب وسنستمر في التفاوض وهذا ليس مناقض للتجمع بقدر ماهو مكمل له وهذه مساهمة لتوحيد القوى السياسية كلها فإذا نجح هذا نكون قد نجحنا وابتكرنا اسلوباً جيداً, أما الجانب الآخر اذا تحدثنا عن الحركة الشعبية مثلاً قد وقعت مع الشعبي والتجمع في أوج قوته وايضاً وقعت نيفاشا والتجمع مازال قوياً, ايضاً الحزب الاتحادي وقع في جدة مع المؤتمر الوطني والتجمع مازال متماسكاً وقبلهم حزب الأمة وهو موجود في التجمع ووقع مع المؤتمر الوطني في جيبوتي, الآن قوات الشرق وقعت ليه التحالف؟ التحالف لم ولن يوقع مع المؤتمر الوطني ولم يقنع من التجمع وفقط اتفق مع مجموعات وانا كنت حاضراً في الاجتماعات قلنا وبوضوح شديد جداً ان الغرض من التجمعات دي ان نقود لتحالف كبير وليس إحلال محل التجمع.

* ألا تفتكر ان التجمع قد يكون اساساً لتحالف انتخابي؟
ـ بهيكلته القديمة لن ينجز شيئاً, المطلوب الآن تقييم التجربة وقد طالبنا بهذا داخل التجمع وهذا كان موقفنا, بالاضافة الى اعادة الهيكلة واسلوب اتخاذ القرار وتوسيع قاعدته لبقية الفصائل وان تجد من يتطوع ليقدم مبادرة من الافضل ان تحتفي به بدل التشكيك, ايضاً العمل السياسي لن ينتظر التجمع حتى يأتي ويعمل الافضل اذا أتى التجمع ان يجد كتلة يتحاور معها بدلاً عن 50 حزب, هذا في تقديري انجاز.

* يعني هل ستأخذ هذه القوى وتذهب بها للتجمع عندما يعاود النشاط أم ستدعوه للدخول معكم؟
ـ نحن فصيل داخل التجمع.

* لكنك أنشأت تحالف جديد؟
- أنشأت تحالف ضد مين؟

* حسب اعلانكم ضد المؤتمر الوطني.
ـ التجمع ضد المؤتمر الوطني ام معه؟! أي فصيل او فرد يريد الذهاب للمؤتمر الوطني يترك التجمع ويذهب وماذا نسميه نحن هذا موضوع آخر, اما اذا أتى التجمع الوطني بفصائله جميعاً وقال هو ضد المؤتمر الوطني مباشرة كل هذه الفصائل جاهزة وبرنامجها الذي اتفقت عليه لا يختلف عن برنامج التجمع.

* هل لديكم شخص سافر الى القاهرة لحضور اجتماع هيئة القيادة الذي دعا اليه رئيس التجمع؟
ـ لا لم يذهب أحد لأنه لم يدعونا أحد وهذه واحدة من الاشكاليات وهذا الاجتماع سمعت به منك للمرة الثانية.

* يعني ممكن تقول حالياً لا يوجد تجمع؟
اصلاً لا يوجد تجمع بمعنى جسم يقود المبادرات والعمل السياسي ويتقدم برؤي حول التعليم والصحة والميزانية, في اجتماع الميزانية الاخير بعض اعضاء التجمع صوتوا ضدها والبعض الآخر معها!

* الا تديرون حوارات مع فصائل التجمع بشكل منفرد؟
ـ سندير حوارات, نحن في التحالف علاقتنا مفتوحة ودي واحدة من مميزات التحالف انه حافظ على علاقاته مع من هم بالداخل وخارج التجمع, وهذه واحدة من اهدافه ان تتصل بالاحزاب ولعلمك ذات المجموعة وقعت في دار حزب الامة ما عرف بالتحالف الديمقراطي لكن التحالف السوداني لم يوقع معها, لأسباب عديدة منها اننا كنا نراه بديل للتجمع, ولكن هذا التحالف الذي وقعنا فيه نراه مكمل للتجمع.

* هناك مقولة (عبدالعزيز خالد هو رجل الولايات المتحدة في السودان).. ما ردك؟ باعتبارك كنت في الطائرة مع اولبرايت التي دعتكم للاستعداد لحكم السودان؟
ـ تاريخي يقول انني تربيت على مظاهرات داون داون USA ولن يحكمنا البنك الدولي هذا ونحن طلاب, وعندما كنا في الجيش كانت هناك حركات التحرر الافريقية وبالمناسبة التحالف عضو في (Pan African Movement) لأنه عضو في حركات التحرر الافريقية وظل يدعمها, الجانب الآخر عندما يكون لديك عدو واضح جدا ولديك بوصلة كما في التحالف لابد ان تضعها في اتجاه عدوك. ونحن نوجهها تجاه المؤتمر الوطني, ولدي تعبير استخدمه في مسألة حزب المؤتمر الوطني وهو- المؤتمر الوطني وسلسلته الفقرية الجبهة الاسلامية -, اي شخص ضد هؤلاء الجماعة بنتعامل معاه حتي ولو من باب عدو عدوك صديقك, لكن القاعدة الاساسية ان الجبهة الخارجية جبهة ثانوية والجبهة الداخلية هي الأهم وبالتالي هناك اسبقيات, ايضاً العوامل الخارجية خاضعة للتغير مثلاً عندما كانت دول الطوق اريتريا واثيوبيا, يوغندا ونحن كنا جزء من العمل الخارجي, لحظة قيام الحرب الاثيوبية الاريترية تغيرت المعادلة واصبحت هناك علاقة بين السودان واثيوبيا ونحن كنا ضحايا الحرب وبعد نيفاشا اصبحنا ضحايا السلام, لكن الآن والحمد لله اعدنا علاقتنا مع الاريتريين وقد قابلنا مسؤول من وفدهم الذي جاء الى الخرطوم ووصلنا الى الدولة والحزب والفرد كلهم معرضون للخطأ ولكن تبقى علاقات الشعوب قائمة.

* في نقاشكم مع الامريكان حول مسألة تغيير الواقع ودور دول الجوار, ماذا كان رأي الطرف الآخر؟
ـ كما قلت لك هي في الاساس مراكز للنقاش ولايوجد بها رأي واحد, فيها أخذ وردود وكنت اجيب على تساؤلاتهم واقول رؤيتي لانني محدد هدفي وهم يتناقشون معك بموضوعية وبإثبات ومنطق.

* ألا توجد لديهم رؤيا بدأت في التبلور؟
ـ والله انا طرحت كل الاشياء التي احملها معي وهي ترتكز على ان مستقبل السودان مرتبط بذهاب المؤتمر الوطني ونحن دعاة تغيير ونفتح الامل لكل من هو محبط ويظن انه لن يحدث تغيير نؤكد له انه سيتم اليوم أو غداً ووسائله مشروعة وهذا هو الخط العام الذي سوف يمر, عموماً لا نريد الحديث عن التفاصيل دارفور وابيي ورأي التنظيم حولها لأنه كلها موجودة ومعلومة.

* لو عدنا الى طائرة اولبرايت ألا تلاحظ معي ان كل من في الطائرة لا يزال الحديث عن انهم ابناء امريكا في الخرطوم, عبدالعزيز, منصور خالد, مبارك الفاضل ودينق ألور...؟
ـ اعتقد ان التحالف بيحمل مشروع السودان الحديث مشروع المستقبل لهذا تجدني دائماً اتفادى الاسئلة التي ترجعنا الى الوراء لانريد ان نبقى اسرى لموقف معين, وعندما نقول السودان الحديث لا نفصله من القرن الافريقي الجديد.. في الطائرة من الاشخاص المهمين ولم تذكرهم الراحل قرنق, ولا أعتقد ان ان مبارك زول امريكا والله أعلم لا كان زمان ولا هسي, دينق ألور ذهب الى امريكا بصفته وزير الخارجية والنظام ارسل معاه مصطفى عثمان باعتباره مستشار الرئيس ولو عندهم ثقة بأنه زول امريكا ماكانوا رسلو معاه مصطفى كان تركوه يذهب ليعمل ويعالج مشاكلهم مع الامريكان.

* يعني عبدالعزيز ما زول امريكا؟
ـ لا عبدالعزيز الحالي ولا المستقبلي, الامريكان ماعندهم زول فقط تحكمهم مصالح ونحن شعبنا لديه مصلحة لذلك مشاريع المعاداة ومحاولة قتال امريكا والدعوات المعروفة نحن ضدها ونحن مع تعايش وسلام الحضارات والثقافات, مشروعنا مختلف من المشروعات الاخرى.

* لكن دعوتكم هذه ليست جديدة هو ذات المشروع الذي كان لدى التحالف اثناء حكم الديمقراطيين, الجديد هو احساس عبدالعزيز بقرب وصول الديمقراطيين فقام بتفعيل الموضوع؟
ـ هذا اجتهاد قابل ان يفكر فيه الفرد, أنا كفرد داخل التنظيم براغماتي جداً, وبنشتغل قدر قدرتنا لاندعي ما هو أكبر منا ولا نصغر من أنفسنا بلا سبب منطقي, التحالف زي الدهب صغير لكنه غالي, لا يوجد لديه ضغينة ولا شيئ يحمله من الاستقلال, فقط يحمل رؤيته من أجل الفقراء والمهمشين وحقوق الانسان والديمقراطية لهذا عمرنا لم نطرح آيدولوجيا, اطروحاته كلها أهداف استراتيجية ووسائل تنفيذها، وهو حزب جديد حزب مستقبل لذلك تجد اننا العجائز نعد على اصابع اليد الواحدة كلهم شباب وشابات وفقط طريقه طريق الخير والتعايش وقبول الآخر.

* التحالف كان التنظيم رقم 2 في مرحلة المقاومة العسكرية, والآن في اطار المقاومة السياسية لا يكاد يذكر.. ماهي اسباب الضمور, وايضاً ألا تتطلعون لذات الوضعية الحزب الثاني مثلاً؟
ـ كل حركات التحرر الوطني والتحالف احداها تكون في حالة صعود وهبوط, البندقية تجعل الكثيرين يقتربون منك بإعتبارها وسيلة سريعة لتحقيق الاهداف والعمل السياسي اكثر صعوبة, في الجانب الثاني نحن كنا متفرغين بشكل كامل لكن بعد عودتنا اصبح لدينا التزامات اسرية وقد اجتمعنا في دارنا القديمة لمدة 5 أيام على الارض لنتناقش في وضعنا لأن الحركة الشعبية والحزب الاتحادي والامة وجبهة الشرق وكل الذين وقعوا اتفاقات مع المؤتمر الوطني أوجدو وضعاً لقواتهم إلا التحالف بالرغم من انه قاتل وناضل وقدم الشهداء لم يتم ذكره (شوف الجحود النضالي)!! المهم اتخذنا قراراً صعباً وشجاعاً وهو اننا بعد الآن لن نستطيع المكوث في خيمة والتنظيم يجلب لنا العدس, اتفقنا ان يذهب كل منا الى عائلته ويرتب اوضاعها ويبحث عن عمل زراعي, صناعي, بناء المهم ان تكون الاولوية لأسرته وبعد ان يستقر يبلغ عند أقرب مركز من مراكز التحالف.
لهذا تلاحظ اننا لسنا مثل من عادوا ليشكلوا أزمات لاحزابهم والأمن يعمل في وسطهم وهذه اشكاليات لا اظنها ستحل قريباً بالنسبة لتلك الاحزاب.

* ألا تأخذ مرتباً من التحالف؟
ـ أنا ادفع اشتراكاً للتحالف كما يفعل جميع الاعضاء لأن التحالف لايملك من الامكانيات ليفرغ كوادر.

* وكيف ترتب أوضاعك المعيشية وانت تقريباً متفرغ للتحالف؟
ـ لدي معاش من مهنتي السابقة كضابط, الشعب السوداني لم يفقد ميزاته الرئيسية فكثير من الاصدقاء يعاونونا وهذه فرصة لنشكرهم عبركم دون ذكر الاسماء طبعاً.

* عبدالعزيز خالد ألا تنوي الترشح لرئاسة الجمهورية؟
ـ سئلت هذا السؤال حوالي 4 مرات تقريباً, وانا بيهمني يكون في وفاق وطني علي مرشح واحد ضد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ومرشح المؤتمر الوطني.

* ماهي مواصفات هذا المرشح؟
ـ ضاحكاً.. انتو عايزين وصف محدد, حقيقة الوصف برنامج الحد الادني الذي يلتف حوله الجميع أفتكر لايوجد شيئ ان يكون هناك أي شخص يلتزم بالمسألة دي وعنده التزام مبدئي باخلاقيات العمل لأي وظيفة او مهنة بالاضافة الي اي شيئ من الاساسيات لدي السودانيين واذا توفرت هذه المواصفات في الشخص المطلوب سنلتف حوله.
 





Author: حوار: عثمان فضل الله, عمار عوض, حمزة بلول
Source: الاحداث


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by