# # # #
   
 
 
[ 24.02.2008 ]
دوائر الخرطوم.. الجائزة الكبرى للانتخابات القادمة


يكشف الإحصاء السكاني المقرر منتصف أبريل القادم، وفقاً للقرار الذي اصدره رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمس الأول، بجلاء حجم التغيرات السكانية الكبيرة خلال العقدين الماضيين بالبلاد

 اثناء تحديده بصورة دقيقة وقاطعة للتركز السكاني المتأثر بعوامل الحرب الأهلية التي اشتعلت بجنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأرزق وشرق السودان، فيما لا تزال مستمرة بدارفور.

والجانب الثاني منها المرتبط بالتعداد سيكون نسب توزيع مقاعد الدوائر الجغرافية والقوائم -بغض النظر عن ما تسفر عنه النقاشات والحوارات حول القضايا المختلف عليها بقانون الانتخابات- باعتبار أن جميع الأطراف المتباينة حول قانون الانتخابات متفقة على جعل الولاية دائرة الانتخاب بالنسبة للدوائر أو القوائم.

الخرطوم صاحبة الثقل
وتشير التقديرات الأولية لتبوء الخرطوم للمركز الأول في عدد السكان على مستوى الولايات، وبالتالي نيلها للعدد الأكثر من المقاعد في الانتخابات القومية القادمة والمقرر عقدها اوائل العام القادم،. وتشير ذات التقديرات لنيلها المركز الثاني في حالة تجميع حصيلة الولايات كأقاليم –وهذا لا يشمل حاصل مجموع الولايات الجنوبية العشر-  في حالة تجاوز تعداد سكان الإقليم الأوسط (المكون من ولايات الجزيرة ـ سنار ـ النيل الأبيض ـ النيل الأزرق) لعدد سكانها. فطبقاً لإحصاءات انتخابات 2000م فإن ولاية الخرطوم كانت أكثر الولايات الآهلة بالسكان 4.638.008 وخصصت لها 40 دائرة جغرافية من بين 274 دائرة جغرافية، وحلت الخرطوم في المرتبة الثالثة بعد الإقليم الأوسط بتجميع حصيلة ولايات الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، النيل الأزرق، والذي بلغ عدد سكانه 6.647.266 نسمة وخصصت له 58 دائرة جغرافية، وإقليم دارفور -بتجميع حصيلة ولايات شمال وغرب وجنوب دارفور- والذي بلغ عدد سكانه 5.767.618 وخصصت لها 50 دائرة جغرافية.

لكن الأمر المثير للانتباه والمؤشر الأكبر للتحولات التي طالت الخارطة السكانية وتوزيعها بالبلاد هو ما اوضحته أرقام الانتخابات التي تم تنظيمها في عام 2000م، بزيادة الكثافة السكانية للخرطوم عند مقارنتها بكردفان للمرة الأولى منذ الانتخابات التي اجريت بالبلاد في عام 1953م، حيث ظلت الكثافة السكانية لكردفان متفوقة على الخرطوم حتى الانتخابات التي اجريت في عام 1986م. ولكن في انتخابات عام 2000م بلغت الكثافة السكانية لكردفان ـ بعد تجميع حصيلة ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ـ 3.735.133 نسمة وخصصت لها 33 دائرة جغرافية، أما الخرطوم فبلغ سكانها في ذات الانتخابات 4.638.008 نسمة وخصصت لها 40 دائرة، كأول مرة تنجح فيها الخرطوم في تجاوز الكثافة السكانية لكردفان كإقليم بولاياته الثلاث.

ونجد في ذات الانتخابات ـ أي انتخابات 2000م ـ أن الإقليم الشرقي ـ بعد تجميع حاصل ولايات كسلا، القضارف، البحر الأحمر ـ قد بلغ عدد سكانه 3.685.936 نسمة وخصصت له 33 دائرة جغرافية، فيما بلغ عدد سكان الشمالي ـ بتجميع حاصل ولايتي الشمالية ونهر النيل ـ 1.492.588 نسمة وخصصت له 13 دائرة جغرافية.

مغادرة الـ 9 الكبار
ومن الضرورى الإشارة هنا للتأثيرات السلبية التي ستنتج من الحرب الأهلية بدرافور وعدم الاستقرار الذي عاشته ولاياتها الثلاث على الكثافة السكانية مقارنة بولايات السودان، حيث كانت ولاية جنوب دارفور تحتل المركز الثالث على مستوى الكثافة السكانية خلال انتخابات 2000م بعد ولايتي الخرطوم والجزيرة وتليها مباشرة ولاية غرب دارفور، فيما احتلت ولاية شمال دارفور المركز التاسع بين الولايات على مستوى الكثافة السكانية، بمعنى أن ولايات دارفور الثلاث كانت ضمن أعلى 9 ولايات بالسودان كثافة في السكان، فالمؤكد أن ذلك الوضع بالوجود ضمن مجموعة الـ 9 الأكثر كثافة بالسكان سيشهد تغيرات عقب الصراعات التي شهدها الإقليم خلال الأعوام الماضية.

سكان أكثر.. ودوائر أقل
وبلغ عدد الناخبين المسجلين بشمال السودان المسجلين فى الانتخابات التي نظمت في عام 1965م، 1.907.841 ناخبا، توزعوا بواقع 645.339 ناخبا بمديرية كردفان، 437.973 النيل الأزرق، 225.322 كسلا، 214.242 الخرطوم، 209.905 دارفور و175.000 بالشمالية، وتم تخصيص 158 دائرة لشمال السودان من مجموع 233 دائرة ـ والتي خصصت منها 15 دائرة للخريجين و60 للمديريات الجنوبية ـ بواقع 45 دائرة للنيل الأزرق، 36 كردفان، 25 كسلا، 24 دارفور، 17 الشمالية، ونالت الخرطوم 13 دائرة. وهنا يمكن أن نلاحظ أن الخرطوم نالت دوائر أقل من مديريتي دارفور والشمالية رغم زيادة عدد سكانها.

وعقب انتهاء الانتخابات ظهرت المفارقة الثانية والمتمثلة في احتلال الخرطوم لثاني أعلى نسبة تصويت بالشمال بالنسبة لناخبيها المسجلين بواقع 56%  ـ المديرية الأعلى في نسبة تصويت المسجلين فيها كانت كردفان بنسبة 65.5% ـ فيما كانت مديرتا دارفور  ـ بلغت نسبة التصويت فيهما 54.2% ـ والشمالية التي بلغت فيها نسبة التصويت 45.1% ـ أقل المديريات في نسبة التصويت بالشمال السودان،  وهو أمر ربما عزاه البعض حينها لتأثير مقاطعة حزب الشعب الديمقراطي الممثل لطائفة الختمية لتلك الانتخابات.

أما انتخابات 1968م التي جرت في 18 أبريل من ذات العام وأعلنت نتائجها نهاية ذات الشهر فقد تقلصت فيها الدوائر الى (218) دائرة بعد إلغاء الدوائر الخريجين، وتم توزيع الدوائر الجغرافية على المديريات وفقاً لذات تقسيم انتخابات 1965م.

توزيع المفارقات
وأوضحت الإحصاءات التي أجريت قبل انتخابات 1986م أن جملة عدد سكان السودان يبلغون 20.367.545 نسمة توزعوا بواقع 3.235.164 نسمة بالإقليم الأوسط، 3.097.937 بدارفور، 2.974.935 بكردفان، 2.212.779 بالشرقي، 1.722.874 بالخرطوم، 1.634.904 بأعالي النيل، 1.509.771 بالاستوائية، 1.262.775 ببحر الغزال و1.016.406 بالشمالية.
وتم توزيع الدوائر الجغرافية ـ البالغ عددها 273 دائرة ـ بواقع 50 دائرة للأوسط، 39 لدارفور، 39 لكردفان، 28 للشرقي، 31 للخرطوم، 20 لأعالي النيل، 18 للإستوائية، 28 لبحر الغزال و18 للشمالية، اوضحت مفارقات في توزيعها كمنح الخرطوم دوائر أكثر من الشرقي، لكن المفارقة الواضحة كانت في منح بحر الغزال الثانية في ترتيبها بذيل القائمة بعدد السكان عدد مقاعد مساوٍ للإقليم الشرقي وأكثر من الإقليم الاستوائي والشمالي اللذين خصص لهما ـ في مفارقة اضافية ـ نفس عدد الدوائر الجغرافية.

إلا أن أبرز المفارقات التي شهدتها تلك الانتخابات كانت في توزيع دوائر الخريحين والبالغ عددها 28 دائرة على الأقاليم فالخرطوم التي سجل فيها 89.551 خريجا خصصت لها 3 دوائر، الأوسط 64.833 خريجا خصصت لها 5 دوائر، كردفان 15.246 خريجا خصص لها 4 دوائر، الشرقي 13.592 خريجا خصصت لها 3 دوائر، الشمالية 10.508 خصصت لها دائرتان، دارفور 9891 خريجا خصصت لها 4 دوائر، بحر الغزال 1268 خريجا خصصت لها 3 دوائر، الاستوائية 1967 خريجا خصصت لها دائرتان وأعالي النيل 1117 خريجا خصصت لها دائرتان.             

إذا بموجب المعطيات فإن التنافس سيحتد للظفر بأكبر عدد من مقاعد الخرطوم بالانتخابات القومية بين المجموعات السياسية باعتبار أن الفوز بأكبر نسبة في معظم دوائرها يمثل "الجائزة الكبرى" التي ستعمل القوى السياسية على تحقيقها خلال تلك الانتخابات لوجود أكبر عدد من المقاعد فيها، وحينها ستستمر هيمنة الخرطوم، لكنها هذه المرة بسبب "كثافتها السكانية".





Author: ماهر أبو جوخ
Source: السوداني


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by